إلا إذَا تَمنّى” “أيْ قَرَأَ وتلَا” كما في النّسَفي والقُرطبيّ وابنِ جَرِير والماوَرديّ وغيرهم. فرق بين دَعا وبين قرأ وتلا قَد يدعو الشَّخصُ بكَلامٍ دُنيَويّ لا يَدُلُّ أنّه قَرأَ علَيه، لذلكَ يُوجَدُ فَرقٌ بينَ قَرأ وتَلا وبينَ دعَا قَومَه. “إلا إذَا تَمنّى أَلقَى الشّيطَانُ في أُمنِيّتِه” مَعناه قَرأ وتَلا
اللهُ تَعالى أَنزَلَ القُرءَانَ ءايات مِنهُ مُحكَمَاتٌ وءايات مِنهُ مُتَشابِهات المحكَمَاتُ هيَ التي مَعانِيها لا إشكَالَ فيها، والمتَشَابِهاتُ مَا فيها إشكَالٌ بأنْ تَكُونَ غَيرَ واضِحَةِ المراد بها، فمَدَح اللهِ تعالى الذينَ يَأخُذُونَ بالآياتِ المحكَمَاتِ ولا يَأخُذُونَ بظَاهِر المتَشَابِهات بل يَعتَقِدُونَ فيها مَعانيَ مُوافِقَةً للمُحكَمَات، فمِنَ المحكَمات: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ} لأنّ مَعناها واضِحٌ وهوَ أنّ اللهَ لا يُشبِهُ غَيرَه مُطلَقًا، لا…
قال شيخنا رحمه الله ونفعنا به \ فإنْ قالَ قائلٌ ألَيسَ قال: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ} فالجوابُ أنّ قَرَأنَاهُ مَعنَاهُ جَمعنَاهُ لكَ في صَدرِكَ يا محَمَّد، وذلكَ لأنّ الرّسولَ كانَ يُحَرّكُ لِسَانَهُ بالقُرءانِ وجِبريلُ يَتلُو عَليهِ لِئَلّا يُفلِتَ مِنهُ شَىءٌ فنَهَاهُ اللهُ تَعالى عن تَحريكِ لِسَانِه ووَعَدَه أنّهُ يَجمَعُه لهُ في صَدرِه ولا يُفلِت منهُ، وأمّا القُرءانُ بمعنى اللّفظِ المنزَّل…
قالَ ابنُ عَبّاسٍ رَضيَ اللهُ عَنهُما في الخَوارج الذينَ كَفّروا سَيّدَنا عَلِيّا فدَعَاهُم إلى الرُّجُوع فأَبَوا فقَاتَلَهُم، “ءامَنُوا بمحْكَمِه وهلكوا عند متشابهه”ءامنوا بمحكمه أي القُرءان، الخَوارجُ فَسَّرُوا بَعضَ ءاياتِ القرءانِ على غَيرِ وَجهِها فهَلَكُوا، كَفَرُوا. فالتّأويلُ للآياتِ المتشَابهاتِ واجِبٌ إمّا بالتّفصِيلِ وإمّا بالإجمال فالتّأويلُ التّفصِيليُّ مِثلُ أنْ يُقَالَ في ءايَةِ: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} قَهَرَ العَرشَ وتَأويلُ: {وَجَاءَ رَبُّكَ} بمجيءِ…
قال شيخنا رحمه الله ونفعنا به وأمدنا بأمداده : البَحرُ يَبقَى حَقّا عَامًّا فلا يُتَمَلَّكُ فلَو رَدَمَ شَخصٌ البَحرَ لا يَصِيرُ مَا رَدَمَه مِنَ البَحرِ مِلكًا لهُ وليسَ لهُ الاختِصَاصُ في هَذا، يُقَالُ لهُ إمّا أنْ تَرفَع حِجَارَتَكَ أو تَأذَنَ للنّاسِ بالانتِفَاع بهذا المكَان، فلَو طَمَرَ في وَسَطِ البَحْرِ ليسَ لهُ فيهِ اختِصَاصٌ ولَو حَفَر في وَسَطِ البَحْر فطَلَع لهُ…
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)، وَوَرَدَ فِي الْحَدِيْثِ أَنَّهُ يُقَالُ لِلعَبْدِ يومَ القِيَامَةِ: أَلَمْ أُصِحَّ جِسْمَكَ وَأُرْوِكَ مِنَ الْمَاءِ البَارِدِ. فَإِذَا كَانَ هذَا مِمَّا يُسْأَلُ عَنْهُ فَكَيْفَ مَا زَادَ عَلَى ذلِكَ. حَاسِبُوْا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوْا وَإِيَّاكُمْ وَتَعَوُّدَ التَّنَعُّمِ فَإِنَّ مَنْ تَعَوَّدَ التَّنَعُّمَ فَاتَهُ خَيْرٌ كَثِيْرٌ لآخِرَتِهِ. اَلتَّنَعُّمُ بِالْحَلاَلِ لَيْسَ حَرَامًا إِذَا لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ ضَرُوْرَاتٌ،…
بَابُ مَا يُقَالُ عِنْدَ هُبُوبِ الرِّياحِ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَالطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو يَعْلَى عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا هَاجَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ قَالَ: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ”. هَاجَتْ رِيحٌ أَيْ هَبَّتْ رِيحٌ. وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ…
قرئ على شيخنا رحمه الله ونفعنا به وأمدنا بأمداده عن أبي ذَرّ رضي الله عنه قالَ قُلتُ يا رسولَ الله أخبرني أيُ الكَلام أحَبُّ إلى اللهِ بأَبي أَنتَ وأُمّي قال “مَا اصْطَفَى اللهُ لملائكتِه سُبحَانَ رَبي وبحَمدِه سُبحَانَ رَبي وبحَمدِه” هذا حَديثٌ صَحِيحٌ أخرَجَه مُسلِم. عن سَمُرَةَ بنِ جُنْدُبٍ رضيَ اللهُ عنه قالَ قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله علَيه وعلى…
عن عبدِ الله بنِ أبي أَوْفَى قال جاءَ رَجلٌ إلى النّبيّ صَلّى اللهُ علَيه وعلى آله وسلَّم فقال يا رسولَ الله: إني لا أستَطِيعُ أن أتَعلَّمَ القُرآنَ فعَلّمْني شَيئًا يُجْزِيْني قال تقُول “سُبحَانَ اللهِ والحَمدُ للهِ ولا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أَكبَر ولا حَولَ ولا قُوّةَ إلا بالله” قال فَقَبَضَ على كَفّه وقالَ هَذا لِرَبّي فما لي قال “تقُولُ اللّهُمَّ…
قرئ على شيخنا رحمه الله ونفعنا به وأمدنا بأمداده عن مُصْعَب بنِ سَعدٍ عن أَبِيه رضيَ الله عنه قالَ قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وعلى آلِه وسلَّم “أَيَعجِزُ أَحَدُكُم أن يَكتَسِبَ كُلَّ يَوم أَلفَ حَسَنَةٍ” قَالوا وكيفَ يَكتَسِبُ أحَدُنا ألفَ حَسنَةٍ قال “يُسَبّحُ مِائةَ تَسبِيحَةٍ فتُكتَبُ لهُ أَلفُ حسَنةٍ وتُحَطُ عنهُ أَلفُ خَطِيئَةٍ”. هذا حديثٌ صَحِيحٌ أَخرَجَه أحمد. عن…