يكفر إن رمى المصحف في القذر أو النجاسة فيجب عليه التشهد بلسانه يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله للرجوع إلى الاسلام
قال الإمام تقي الدين السبكي (756هـ.) وهو من أكابر فقهاء الشافعية حتى قيل إنه بلغ الاجتهاد المطلق.. قال رضي الله عنه في بيان أن من الخروج من الإسلام ما هو متعلق بالاعتقاد وحده ولو لم يتكلم كاعتقاد الساجد للصنم يكفر، ومثله
من يعتقد أن الله جالس على العرش لعبادتهما غير الله نص عليه الإمام فخر الدين الرازي (606هـ.) في تفسيره.. ومنه ما هو متعلق بالفعل وحده كرامي المصحف في القذر وإن كان لا يعتقد جواز ذلك يكفر.. كذلك من الكفر ما هو متعلق باللسان وحده وإن لم يعتقده صاحبه كالاستهزاء بالقرآن أو بالنبوة.. كل ذلك كفر برأسه وحده وإن لم يقترن اللفظ أو الفعل بالاعتقاد، ولا الاعتقاد باللفظ كما بيّناه آنفاً.
قال الإمام السبكي رحمه الله في الفتاوى وكلامه من المجمع عليه لا خلاف فيه بين أهل العلم: “مسألة: وإن كان المُكفّرُ (بكسر الفاء أي الشيء الذي بسببه يكون الكفر) معتَقداً (بفتح القاف أي أن شخصاً ما يعتقده) كاعتقاد السّاجد (أي واضع جبهته على الأرض) للصنم (أي فإنه يكفر)، أو مُلقي المُصحف في القاذورات ونحوه (أي ونحو ذلك من أفعال الكفر، وإن قال أنا لا أريد الكفر، لا ينفعه)، لا يُنجيه اعتقاده للإسلام من الحكم بكفره”، أي أنه يحكم عليه بالكفر لمجرد اعتقاده الكفر وإن لم يتكلم بذلك، وإن زعم اعتقاد الاسلام لا ينفعه لأنه نقضه باعتقاد مثل السجود للصنم.. كذلك يكفر إن رمى المصحف في القذر أو النجاسة وإن قال أنا لا أريد الاستخفاف، لأن فعله يدلَ على الاستخفاف، فلا ينفعه بعد ذلك قوله قلبي يعتقد الاسلام لأن فعله يدل على الاستخفاف بالاسلام، فيجب عليه التشهد بلسانه يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله للرجوع إلى الاسلام، لا يرجع مسلماً إلا بذلك، أنشروه دعاكم لمن نشره وعلمنا الخير برؤية النبي صلى الله عليه وسلم