بالنسبة لتوسل سيدنا عمر بسيدنا العباس رضي الله عنهما، رواه البخاري وغيره.
يقول الوهابية لو جاز التوسل بالنبي لما توسل عمر بالعباس، واستدلالهم باطل لأن التوسل دعاء الى الله تعالى ببركة وفضل المتوسل به، ولا فرق في ذلك بين صالح حي وصالح ميت.
دليله من كتاب الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة” (المائدة، 35)، وفيها قرن التقوى بالوسيلة الى الله، قدم الله تعالى التقوى وثنى بذكر الوسيلة إليه ليدل ذلك على انها سبيل لتقوى الله سبحانه.
ونزيد من لهم قلوب محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في اظهار فساد قول الوهابية المجسمة:
اولا: هذا اقرار من الوهابية بجواز التوسل ومشروعيته.
ثانيا: عمر قال في العباس فاتخذوه وسيلة الى الله، وهذا دليل واضح على جواز اتخاذ ذات الصالح وسيلة الى الله.
ثالثا: هو عمر توسل بالعباس ليبين ويظهر على رؤوس الأشهاد جواز التوسل ومشروعيته.
رابعا: كذلك يظهر عمر بين الملأ الكبير جواز التوسل بالمفضول وهو العباس، مع وجود من هم افضل منه مثل عثمان رضي الله عنه وعدد من سائر العشرة المبشرين بالجنة.
خامسا: هو عمر أراد أن يظهر علنا جواز التوسل بأهل الفضل ممن دون الأنبياء.
سادسا: واضح من كلام عمر ان توسله بالعباس مع وجود من هم افضل منه هو لقرابة العباس من النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا لأي شيء قال عمر “اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبينا لتسقينا”، ففعل عمر رضي الله عنه في المعنى توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم.
سابعا: هذا في الحقيقة ما فهمه العباس من كلام عمر رضي الله عنهما. دليل ذلك قول العباس علنا “اللهم قد توجه القوم بي اليك لمكاني من نبيك”، كما في فتح الباري لابن حجر.
وفيه دليل على استعمال المكان بمعنى المكانة.
فدل كلام العباس على انه فهم وأفهم الحاضرين ان توسل عمر به انما هو كرامة للنبي وتوسل به صلى الله عليه وسلم من حيث المعنى.
ثامنا: لو ان الامر كما يقول الوهابية المجسمة من ان فعل عمر دليل على عدم جواز التوسل بالنبي بعد موته، لبطلت نبوة محمد بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
ودليل اهل السنة على ان الرسول لا يزال نبيا رسولا كما كان في حال حياته نبيا رسولا، قولنا في الصلاة السلام عليك ايها النبي، والصيغة بالكاف صيغة خطاب. فلم يفرق الصحابة في الحقيقة بين حياته ووفاته في السلام عليه عليه الصلاة والسلام في تشهد الصلاة، فدل على ان لا فرق في التوسل به بين كونه حيا حياة عادية او حيا حياة برزخية في قبره الشريف صلى الله عليه وسلم.
تاسعا: اعتقاد جواز التوسل بالنبي في حياته وتحريم ذلك بعد وفاته فيه شبهة شرك لأن القائل بذلك كأنه ينسب الخلق الى الرسول لا الى الله تعالى، ولا فرق في قدرة الله في حقيقة الأمر بين حياة النبي على وجه الارض وفي باطنها لأن الفعل والخلق لله تعالى دون سواه.
عاشرا: اين من علماء السلف الى سنة 300، بل الى سنة 600 للهجرة قال واحد ولا يجدون، مثلما قالت الوهابية الخارجة عن الحق في تحريم ما أحل الله واستحلال ما حرم الله تعالى؟، لم يقل احد بقولهم في هذه المسألة مع انتشارها. وهذا دليل على انهم خالفوا السلف، بل خالفوا اهل الاسلام قاطبة.
هذا تحد لهذه الجماعة الجاهلة!
دعاكم لمن كتبه ونشره برؤية النبي والعافية في الدين والدنيا له ولأهله وأولاده وأحبابه، أنشروه كلام جميل لله الحمد