سيدنا عبدالقادر الجيلاني
الحمدلله تعالى،
سيدنا عبدالقادر الجيلاني رضي الله عنه أشرف وأعظم وأكثر تواضعاً من أن
يقول ما نسبه إليه بعض الغلاة من أنه قال “قدمي هذه على رقبة كل وليّ”،
على زعمهم وافترائهم الأولياء أناخوا رقابهم في أنحاء الأرض تلك اللحظة
ليضع الشيخ قدمه على رقابهم. هذه خرافة ظاهرة، كذب مفضوح. فمن يستطيع أن
يحصي أولياء الله تعالى وأحوالهم تلك اللحظة إلا الله تعالى؟، وهل فعل
ذلك نبيّ أو وليّ قبله ليبتدع الشيخ عبدالقادر ذلك؟، حاشاه أن يفعل هذه
الفعلة الشنيعة، فالحديث يقول “من تواضع لله رفعه الله” رواه مسلم،
وأما هذا الفعل فهو فعل المتكبرين الجبارين والعياذ بالله تعالى، وهذه
الفرية الواضحة للعاقل نقلها شخص اسمه علي بن يوسف اللخمي المعروف
بالشَّطَنُوفي (ت 713 هـ) في كتابه المسمَّى “بهجة الأسرار”، قال فيه
الحافظ المقرئ شمس الدين محمد بن الجزري (ت 833 هـ)، في “غاية النهاية في
طبقات القرّاء”: “قال الذهبي وكان ذا غَرامٍ بالشيخ عبدِ القادر الجيلي،
جَمَعَ أخبارَه ومَناقِبَه في نحوٍ مِن ثَلاثِ مُجَلَّداتٍ وكَتَبَ فيها
عَمَّن أَقْبَلَ وأَدْبَرَ، فَرَاجَ علَيه فِيها حِكايات كَثِيرة مكذوبة
اهـ، قُلتُ: وهذا الكتابُ مَوجودٌ عِند بعضِ أصحابِنا بالقاهرة”.
وقال الحافظ ابن رَجَب الحنبلي (ت 795 هـ)، في كتابه “ذيل طبقات
الحنابلة”: “ولكن قد جمع المقرئ أَبُو الحسن الشَطَنُوفي المصري في أخبار
الشيخ عبد القادر ومناقبِه ثلاثَ مجلداتٍ، وكتَبَ فيها الطَمَّ والرَمَّ،
وقد رأيتُ بعضَ هذا الكتابِ، ولا يَطِيب على قلبي أن أعتَمِدَ على شيء
مما فيه فأنْقُلَ منه، إلا ما كان مَشهُوراً معروفاً من غير هذا الكتاب،
وذلك لكثرة ما فيه من الرواية عن المجهولين، وفيه من الشَطح والطامّات
والدعاوى والكلامِ الباطل ما لا يحصى ولا يليق نسبة مثل ذلك إلى الشيخ
عبد القادر رحمه الله”.
فليحذر العاقل من نسبة ذلك إلى الشيخ عبدالقادر رضي الله عنه فإنه بريء
منه، وليعلم ان الصالحين ترتفع درجتهم عند الله بتواضعهم واتباعهم سيد
الخلائق محمد صلى الله عليه وسلم، أما التكبر والإعجاب بالنفس والتيه
فإنهما صفة اهل النار والعياذ بالله تعالى.
دعاكم لمن كتبه ونشره برؤية النبي صلى الله عليه وسلم والعافية