“إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ
جواباً لأخ كريم حفظه الله كتبه المؤلف:
سيدي، بالنسبة للإجازة (أعني في طرق أهل الله تعالى والفقه وأصول الدّين
وهو الأهمّ)، هي تكون بعد امتحان من الشيخ المجيز للتلميذ المستجيز في
الفقه والتوحيد وشيء مما يراه الأستاذ المجيز مهماً كبعض ما يتعلق
بالطريقة وتصوّف أهل السنة والجماعة ومعاملة التلميذ أو الطالب للإخوان
والمشايخ وفقراء الطريقة، ثم بعد ذلك يجيزه بما يراه مناسباً، حفظكم الله
أزيد هنا، أما الإجازة لمن لا يعرف الشيخ حقيقة أمره سوى تحسين الظن
المطلوب شرعاً بالمسلمين، فإن حسن الظن أولاً لا يقتضي الإجازة ولا
يستلزمها، ثم هي في هذا العصر غير محمودة العاقبة لكثرة الفساد ولشهرة من
يستعملون الإجازات وشهادات الجامعات مصيدة للتصدّر من غير أحقية في ذلك،
وللأسف هذا كثير في هذا العصر، وفيه كثيرون ليس لهم أدنى أهلية في الكلام
في شؤون الدين يتكلمون في الناس بالفساد والجهالات وبعضهم لا يُحسن فتحة
ولا ضمة ولا كسرة مع التصدي لشرح كتب أهل العلم والحديث، ما يثير عجبي
وتعجبي من جرأتهم على ذلك، مصداق حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ
اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ
الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى
إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً
فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فضَلُّوا وَأَضَلُّوا” رواه
البخاري، وما أكثر هؤلاء في هذا العصر يخرجون على الفضائيات وفي
الإنترنت، أمثال يوسف القرضاوي وعمرو خالد وخالد الجندي وأمثالهم كثر
يضلون الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بلاء أمة محمد صلى الله عليه وسلم شديد من نواح متعدّدة، الله يفرج الكرب
عن هذه الأمة بجاه النبيّ الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ورحم الله من
كتبه ونشره وقال آمين