“لولا العلماء لكان الناس كالبهائم”
،نقل الفقيه المالكي أبو الوليد الباجي (474 هـ.) في كتابه سنن الصالحين عن الحسن بن يسار البصري (ت 110 هـ) وكان من خيار السلف (ليس الوهابية الجاهلة) قال رضي الله عنه: “لولا العلماء لكان الناس كالبهائم”، وهذا كلام واضح الدلالة في أن من فاته علم أصول الدين والفقه على طريقة أهل السنة والجماعة فقد فاته خير كبير، وبات أشبه بالبهائم تشرب وتأكل وتتناسل لما ركز فيها من غريزة وشهوات من دون عقل، فالجاهل أشبهها من حيث إن له عقلاً لكنه لا يستعمله في ما ينفعه لآخرته فيكون أشبه بالبهائم التي لا عقل لها. قال الله تعالى في سورة البقرة: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ” (الآية 170)، قال الإمام الرازي إن هذا اللفظ عام والمراد به الخصوص، وإنهم أي الكفار وإن كانوا يعلمون كثيراً من أمور الدنيا، إلا أنهم لا يعلمون شيئاً من أمور الدين، ولا يهتدون أي ليسوا بمهتدين إلى الإسلام، فالعقل الذي يستفيد منه صاحبه هو العقل الذي يهدي إلى البرّ والتقوى، ليس مطلق العقل فإنه إن استعمله في معصية الله يكون حجة عليه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، أي باعتقاد سليم طيّب وعمل يوافق ما أتى به الرسل والأنبياء من الشرائع التي اتفقت كلها على كلمة التوحيد لا إله إلا الله، ومن معانيها أنه لا خالق إلا الله. نسأل الله الثبات على الإسلام حتى الممات على ذلك فإنه لا نجاة إلا بذلك.ومن عماية القلوب فريق يقول إن الله جالس فوق العرش، وهم جماعة ابن تيمية تدعي كذبا أنها سلفية وهم نجدية وهابية مجسّـمة، وأخرى ضالة خبيثة تدّعي انها صوفية وهم زنادقة يقولون “محمد هو عين ذات الله” وهذا شرك أكبر، وهم فرقة ينسبون أنفسهم إلى الشيخ أحمد التجاني وهو بإذن الله بريء من هذه الكفرية الشنيعة التي ينشرونها في أورادهم يسمونها “الصلاة الغيبية” وهي ضلالة بيّنة، فإن من قال إن محمداً هو عين ذات الله تعالى، يكون عابداً محمداً صلى الله عليه وسلم، ومن عبد غير الله فهو مشرك شركاً أكبر لا يشك في ذلك إلا ضال، الله يسلمنا آمين، اللهم ارحم من كتبها ونشرها وارزق كاتبها رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يبشره بالجنة التي وعد المتقون وعبداً قال آمين، آمينأنشروها لكم اجر المجاهد في سبيل الله تعالى،