الله كان ولا شيء معه ثم خلق المخلوقات
قال الفقيه أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي ونصه ج 2 ص 235 و236: والذي يجب أن يُعتقد في ذلك أن الله كان ولا شيء معه ثم خلق المخلوقات من العرش إلى الفرش، فلم يتعين بها ولا حدث له جهة منها، ولا كان له مكان فيها، فإنه لا يحول ولا يزول قدوس لا يتغير ولا يستحيل (أي لا يتغير من وصف إلى آخر)، وللاستواء في كلام العرب خمسة عشر معنى ما بين حقيقة ومجاز، منها ما يجوز على الله فيكون معنى الآية (الرحمن على العرش استوى)، ومنها ما لايجوز على الله بحال وهو إذا كان الاستواء بمعنى التمكّن أو الاستقرار (أي القعود والجلوس) أو الاتصال أو المحاذاة، فإنّ شيئا من ذلك لا يجوز على البارئ تعالى ولا يُضربُ له الأمثال في المخلوقات. اهـ. وكلامه حق رحمه الله.