الله هو الأزلي فَقط لا أزليَّ سواه
قال شيخنا رحمه الله
404- هنا أمرٌ مهمٌّ إن قال قائلٌ فما الدّليلُ القرآنِيُّ والدليلُ الحديثيُّ على أنّ الله هو الأزلي فَقط لا أزليَّ سواه.
الجواب: الدليلُ على أنّ الله تعالى هو الأزليّ ولا أزليَّ سواه قولُه تعالى ((هو الأوّلُ والآخِر)) الأوّلُ أي هو فقط الأزلي، لا أَزلِيَّ سواه. وأمَّا الدّليلُ الحديثيّ فهو قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “*كانَ الله ولم يكن شىءٌ غيرُه وكان عرشُه على الماء*” رواه البخاري والبيهقي وأبو بكر بن الجارود وغيرهم. أي أنّ الله تعالى لم يكن في الأزل شَىءٌ سواه، قولُه عليه الصَّلاة والسَّلام ولم يكن شىءٌ غيرُه فيهِ أَبْيَن البَيانِ أنّ الله تبارك وتعالى لم يكن في الأزلِ شَىءٌ سِواه مُطلَقًا،.
يُقال للوهّابيّة هذا الجنسُ جنسُ العالَم غيرُ الله أم هو ذاتُ الله، يقولونَ ويَعتزّون بأنّهُ غَيرُ الله، يُقالُ لهم إذًا أنتُم كَذّبتم كلامَ رسولِ الله، جعَلتم جنسَ العالم وهو غيرُ الله أزليًّا، هنا كذّبَ ابنُ تيميةَ رسولَ الله .
الوهابيُّ مِن خُبثِه يقولُ هذه الرّوايةَ لا نَأخُذ بها نحنُ نأخُذ بروايةِ” كانَ اللهُ ولم يكنْ شَىءٌ قَبلَه”، مع أنّ روايةَ “كانَ اللهُ ولم يكن شَىءٌ غيرُه” هيَ الرّاجحَة، لو سلَكْنا مَسْلَكَ التّرجِيح حتى يُلْغَى الآخَر لقُلنا هذا هو الصّحيح وتلكَ الرّوايةُ مُلْغَاة. هو مِن خُبثه يقول نحنُ نأخُذ برواية “ولم يكن شىءٌ قَبلَه” فلا نُنافي وجودَ جِنس العالم مع اللهِ في الأزل فارتكَز على هذا الفَهم الفاسِد.
أما نحنُ نقول روايةُ ولم يكن شَىءٌ قبلَه لا تُنافي روايةَ ولم يكن شىءٌ غَيرُه ولو أرَدنا التّرجيحَ لرجَّحْنا روايةَ ولم يكن شىءٌ غيرُه وجعَلنا تلكَ مَرجُوحَة.
الحافظ ابنُ حَجر يقول وهذه الرواية أي روايةُ ولم يكن شىءٌ غيرُه أصرَح في نفي القولِ بحوادثَ لا أَوَّلَ لها وهذه مِن المسائل المنسوبَة لابنِ تيمية المسْتَبْشَعَة.
اللهم فقِّهنا في الدّين اللّهم اجعلنا هَادِين مهديّين غيرَ ضَالّين ولا مضِلّين، اللّهم اجعلنا مِن أهل الإحسان الذين يخشَونَك كأنّهم يَرَوْنك. ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان.
اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله على النبيّ وآله.