الزنا من أعظم الذنوب عند الله
الحمدلله تعالى،
بعض المتهوّرين يروي حديثاً باطلاً عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فيه
تهوين شأن الزنا.. والقول الحق أن الزنا من أعظم الذنوب عند الله..
والحديث الموضوع المكذوب هذا فيه لفظ أن “ستاً وثلاثين زنية أهون عند
الله من درهم ربا”، وفي لفظ أن “أهون الربا كالذي ينكح أمه” لفظ شنيع
باطل والعياذ بالله!!، ويروى بألفاظ مختلفة كله كلام باطل لا هو صحيح من
حيث المعنى ولا هو صحيح من حيث الإسناد.
ما قلته أعلاه لا يعني استحلال الربا والعياذ بالله ولا التقليل من شأنه
ولا أنه حرام خفيف، بل هو من أعظم المحرّمات، ولكن ما يُروى في ذلك وأن
درهماً منه أشدّ من 36 زنية، فهو باطل وإن وجد في ألف كتاب، فالعبرة
بالرواة وصحة السند وصحة المعنى لا بمجرّد وجود حديث ما في كتاب أو في
آخر.
وهذا الحديث الموضوع المكذوب ذكره الحافظ ابن الجوزي رحمه الله في كتابه
في الأحاديث الموضوعات المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال
ابن الجوزي في كتابه ما لفظه: “وَاعْلَم أَن مِمَّا يردّ صِحَة هَذهِ
الأحَادِيث أَن الْمعاصِي إِنَّمَا يعلم مقاديرها بتأثيراتها، وَالزِّنَا
يُفسد الأنْسَاب وَيصرف الْمِيرَاث إِلَى غير مستحقيه ويؤثر من القبائح
مَا لا يؤثر أكل لقمة لا تتعدّى ارْتِكَاب نهي، فَلَا وَجه لصِحَّة
هَذَا”.
فإياكم أن تصدقوا مثل هذا الكلام الباطل، الزنا ليس شيئا هيناً أمام
الربا، كلاهما من أكبر الكبائر، لكن تلك العبارة فاسدة من حيث المعنى
وتشجع على الزنا لأن كثيراً من الناس واقعون في الربا، فيقولون إن سمعوا
هذا: “إن وقعنا في الأشد وهو الربا، فالزنا خفيف أمامه” هكذا قد يقولون،
وفي الأساس هو حديث موضوع مكذوب على النبيّ من حيث الإسناد.
دعاكم أرجوكم لمن كتبه ولمن يحبه بالعافية ورؤية النبيّ صلى الله عليه وسلم
شكرا لكم