لا يُقدِّسُ المرء مُقَامُه ببَلدٍ طَاهِرٍ شَريف إنما يُقدّسُ المرءَ إيمانُه وتَقواه

Arabic Text By Jun 18, 2012

لا يُقدِّسُ المرء مُقَامُه ببَلدٍ طَاهِرٍ شَريف إنما يُقدّسُ المرءَ إيمانُه وتَقواه

المسلِمُ لا يُتلَقّى منه علمُ الدِّين إلا أن يكونَ ثِقةً، لَيسَ أيّ مُسلِم دَرَس العِلم يُتَلقَّى منه.

فمَا بالُ أَعداءِ الإسلام الذينَ همّهُم أن يَكيدُوا الإسلامَ بشَتّى أنواعِ المكائِد يحرّفون دين الله.

 “أفَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ حتى يَكونُوا مؤمنين” هذه الآيةُ تعني أن محمّدًا لا يستَطيعُ أن يُلزِمَ قلُوبَ الناسِ الإيمانَ، الرّسولُ مُكلَّفٌ بالبَيانِ والبلاغَةِ، يُبيّنُ ويُبلّغُ، بعدَ ذلكَ مَن شَاءَ الله تعالى لهُ أن يَهتديَ ببَيانِ محمّد ويَدخلَ في الإسلام اهتَدى ودَخَل في الإسلام ومَن لم يَشإ اللهُ لهُ أن يهتَديَ ببَلاغ محمّد وتَبليغِه لا يَهتَدِي، قلبُه يَظلُّ كافرًا.وليس معنى الآية لا يجوز لك أن تكره الكفّار على الدخول فى الإسلام بالقتال.

لماذا أَسلَم عمّا سيِدنا محمّد ولم يُسلِم الآخَران، حمزةُ والعَباس أسلَما وأبو لهب وأبو طالِب لم يُسلِما، أحَدُهُما كانَ شَديدَ العَداوةِ لهُ، وهو أبو لهب، لذلكَ أَنزَل اللهُ في ذَمّه سورةً قُرآنيةً تُتلَى إلى يومِ الدِّين لحِكمَةٍ عظِيمةٍ وهيَ أنّ الشّأنَ في التّرابُط الحقيقيّ هوَ الإيمان ليسَ النّسَب، هذا عمُّه وهذا عمُّه وذانِكَ المؤمنانِ عَمّاه، المؤمنانِ بهدايةِ الله لقلُوبهِما اهتَدَيا، ببَيانِ محمّدٍ ومحمّدٌ هوَ السّببُ، أمّا لِلآخَرَينِ ما شاءَ اللهُ أن يَهتَدِيا ببَيانِ محمَّدٍ لكنّه ذمَّ أحدَهما بسُورةٍ قُرآنيةٍ تُتلَى إلى يومِ الدِّين تحذيرًا وتَشنِيعًا لمثلِ عمَلِه الذي كان يَعمَلُه هذا أبو لهب، الذي كانَ مِن أَشدّ الكفارِ أذًى على الرسولِ وعلى أصحابِه.

وليسَ الرسولُ هو الذي تقَوَّلَ هذا الذَّمَ تَشَفّياً منه: ” تبَّتْ يَدا أبي لهَبٍ وتَبّ مَا أَغْنى عنهُ مَالُه وما كسَب” إلى آخِر السّورة.

(قال السيوطي في الدر المنثور وأخرجَ ابنُ أبي حاتم وابنُ مَردَويه عن ابنِ عَبّاسٍ في” تَبّت يَدا أبي لهب” قال : خَسِرت، وتَبّ، قال : خَسِرَ.)قال النسفيّ في تفسيره ومعنى  {وَتَبَّ} وكانَ ذلكَ وحصَل.

قال الرازي في تفسيره فيه أقاويل أحَدُها : التَّبابُ الهلاك ، وثانيْها : تبّت خسِرَت ، وثالثُها : تَبّت خَابَت ، قال ابنُ عباس : لأنهُ كانَ يَدفَعُ القَومَ عنه بقولِه : إنّه ساحِر ، فيَنصَرِفُونَ عنهُ قَبلَ لِقائِه لأنّهُ كانَ شَيخَ القَبِيلةِ وكانَ لهُ كالأب فكانَ لا يُتّهَمُ ، فلَمّا نزَلت السّورةُ وسمع بها غضِبَ وأظهَر العَداوةَ الشّديدةَ فصار مُتَّهَمًا فلَم يُقبَلْ قولُه في الرسولِ بعدَ ذلك ، فيكونُ المعنى  خَابَ سَعيُه وبَطَلَ غَرَضُه)

لحِكمَةٍ بالِغةٍ الله تعالى أَنزلَ هذِه السُّورَة، ليُنَفِّرَنا مِنَ الكُفرِ تَنفِيرًا تامًّا.

بَعضُ النّاسِ الذينَ لا حَظّ لهم في دِينِ الله مِنَ الذينَ لبَّسَ علَيهِمُ الشّيطان يَفتَرُونَ على رسولِ الله حَديثًا مَا لهُ أسَاس ولا أَصل يقولُونَ إنّ الرسولَ وجَدَ شَخصًا يُرَدِّدُ سُورَةَ تَبَّت يَدَا، فقَال لا تَسُوؤني في عَمّي، هذا الافتراءُ هوَ مِنَ الافتراء الذي هُو مِن نَوع الكُفر، سمعتُ هذا الافتراء مِن شَخصٍ يَسكُنُ المدينةَ المنَوّرة.

 لا يُقدِّسُ المرء مُقَامُه ببَلدٍ طَاهِرٍ شَريف إنما يُقدّسُ المرءَ إيمانُه وتَقواه، كثيرٌ مِنَ الناس يَعيشُونَ بالمدينة وعلى قلُوبهِم أَقفَالها، ما فتَح اللهُ قلُوبَهُم لمعرفةِ الحقِّ.

 
كذلك الآية فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ليس معناها الإذن للكافر أن يكفر وأنه لا بأس عليه والعياذ بالله من الكفر إنما الآية معناها التهديد والوعيد باتّفاق المفسّرين وتتمة الآية يدل على ذلك قال تعالى إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاوكذلك آية لا إكراه فى الدّين ليس معناها الكافر له البقاء على الكفر وليس للمسلمين إكراهه للدخول فى الإسلام بل الآية منسوخة بآيات الجهاد وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة ويكون الدّين كله لله.
وآية لكم دينكم ولى دين أى لكم دينكم الفاسد اتركوه ولى ديني الصحيح وهو الإسلام اتّبعوه