معنى حديث: “أنا سيد الناس يوم القيامة” وكيف نظر الناس إلى ءادم ونوح وإبراهيم وعيسى ثم الرسول للشفاعة
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:[أنا سيد الناس يوم القيامة] وهذا دليل على جواز أن يقال عن النبي محمد سيدنا محمد ثم قال : هل تدرون مم ذاك يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي وتدنو منهم الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقونه ولا يحتملون –“ويستثنى من ذلك الأنبياء والأولياء والأتقياء والشهداء ومن شاء الله له النجاة من حر الشمس“-
ثم قال : فيقول الناس ألا ترون إلى ما أنتم فيه إلى ما بلغكم ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس لبعض أبوكم ءادم فيأتونه فيقولون : يا ءادم أنت أبو البشر خلقك الله بيده-” أي بعنايته”- ونفخ فيك من روحه- “أي الروح المشرفة”- فهذه الإضافة للتشريف لا للجزئية ] وأمر الملائكة فسجدوا لك “أي سجود تحية لا سجود عبادة” قال : وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا فقال : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله-“المراد أثر الغضب ليس الغضب الذي هو صفة الله لأن غضب الله ليس كغضب المخلوق غضب المخلوق انفعال أما غضب الله فإرادته الانتقام أما هنا فمعناه أن الله يظهر في ذلك اليوم من ءاثار الغضب أي الأهوال العظيمة ما لم يظهر قبل ذلك ولا يظهر بعد ذلك- قال :وإنه نهاني عن الشجرة فعصيتُ “أي معصية صغيرة لا خسة فيها ولا دناءة فإن الأنبياء لا تجوز عليهم الكبائر ولا صغائر الخسة “قال : نفسي نفسي نفسي “- معناه تهمني نفسي وليس معناه أنه يخاف أن يعذب فإن الأنبياء لا يعذبون” –
قال : اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ” -معناه أنت أول من أرسل إلى أقوام متعددين لأن الناس كانوا مسلمين أيام ءادم وشيث و إدريس وحصل الكفر أول مرة بعد إدريس” قال : وقد سماك الله عبدا شكورا ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما بلغنا ألا تشفع لنا إلى ربك فيقول : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم
فيأتون إبراهيم فيقولون : يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ثم يقول بعد كلام اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى
فيأتون عيسى فيقولون :يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم- “أي بشارته التي بشرها الملك حين أتاها وأخبرها أنها ستحمل بعيسى من غير أن تتزوج”-ثم قال: وروح منه- “معناه أن روح عيسى روح مشرف عند الله فهذه إضافة تشريف لا إضافة جزئية- ثم قال : وكلمت الناس في المهد اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فيقول عيسى : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ثم يقول اذهبوا الى غيري اذهبوا الى محمد صلى الله عليه وسلم
فيأتون محمدا فيقولون : يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فانطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي -” معناه أن الرسول يسجد لله تعالى تحت العرش والعرش جسم عظيم خلقه الله تعالى إظهارا لقدرته لا ليتخذه مكانا لذاته قال ذلك سيدنا علي. وقوله تعالى: الرحمن على العرش استوى معناه أن الله خلق العرش وهو قاهره وليس معنى استوى هنا جلس او استقر لأن هذا من صفات الخلق فالله تعالى موجود بلا مكان ولا جهة- ثم قال : ثم يفتح الله علي من محامده شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي يارب أمتي يارب فيقال : يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ثم قال : والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين- ” أي جانبي الباب- من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو ما بين مكة وبصرى”