الشّيخ عبد القَادر الجيلاني رضي الله عنه ونفعَنا به أَدخَلَت عليه مُشَبّهةُ الحنَابلةِ مقَالتَين خبِيثتَين ليُروّجُوهما على النّاس
الحمدُ لله ربّ العالمين وصلى اللهُ على سيّد المرسلين سيّدِنا محمّد وعلى ءالِه الطّيبين الطّاهرين وبعدُ يقولُ الشّيخ عبدُ الله بنُ محمّد يوسُف الهرري :
الشّيخ عبد القَادر الجيلاني رضي الله عنه ونفعَنا به أَدخَلَت عليه مُشَبّهةُ الحنَابلةِ الذين يعتقدُون أنّ الله قاعِدٌ على العَرش في كتابه المسمّى الغُنيَة بعدَ وفاة الشّيخ مقَالتَين خبِيثتَين ليُروّجُوهما على النّاس باسْم الشّيخ عبد القادِر إحْداهُما أَدخَلُوا أنّ اللهَ في جِهةِ السّماء وأهلُ السُّنّة كلُّهم يقولونَ الله موجُودٌ بلا مَكان بلا جِهَة لا يتَحيّز في جِهةِ فَوق ولا غَيرِها ولا هو متَحيّز في جميع الجِهات والأمرُ الآخَر أنّ حرُوفَ الهِجاء قديمةٌ أزليّةٌ ليسَت مخلوقةً ومُرادُهم بذلكَ أنّ اللهَ يتَكلَّم كما نحنُ نتَكلَّم بالحرف والصّوت وأهلُ السُّنّة يقولونَ اللهُ مُتكلّم بكلامٍ ليسَ بصَوتٍ ولا حَرف أزليّ أبديّ كما قال أبو حنيفةَ رضيَ اللهُ عنه في كتابِه الفِقه الأكبر نحنُ نتَكلَّمُ بالآلات والحرُوف والله يتكلَّم بلا ءالةٍ ولا حَرف ثم إنّ الشّيخ رضي الله عنه بعدَ وفاتِه ابنُ ابنٍ لهُ يُسمَّى عبد السّلام كذَب على الشيخ رضي الله عنه وأدخَل في طَريقتِه ما ليسَ منها عمِلَ رسالةً سماها المعراجيّة أدخَل فيها كلامًا لم يقُلْه الشّيخ وقال إنّ الشيخَ قال قدَمِي هذه على رقبَةِ كُلّ وليّ لله في الوجُود وهذا لم يقُلْه الشيخ وإنما هذا عبدُ السّلام افتَراه على الشّيخ.
ثم رجلٌ ءاخرُ بعدَ الشّيخ بنَحْو مائةِ سنَة مِن أهلِ مِصر يقالُ لهُ عَليّ الشّطنُوفيّ عمِلَ كتابًا يُقالُ لهُ بَهجَةُ الأسرار كذَب على الشّيخ عبد القادر وقالَ عنه ما لم يقُلْه،هذا الكتابُ عُمِلَ بَعدَ وَفاةِ الشّيخ بنَحْو مائةِ سنَة أكثرُ ما فيه كذِبٌ على الشيخ،ويوجَدُ كتابٌ صنّفَه بعضُ أهلِ بغداد يُسمَّى الفُتوحات الرّبّانيّة فيه كلامٌ كذِبٌ لم يقلْه الشيخ،فيه أنّ الله تعالى كلَّم الشّيخَ عبد القادر فقال له يَا غَوث الأعظم أكلُ الفقراء أكْلِي وشُربُهم شُرْبي ونحوُ هذا الكلام،جعَل الشّيخ عبدَ القادر كليمَ الله مثلَ موسى،الله تعالى لم يُسمِع كلامَه أحدًا منَ البشر غيرَ موسى بالطُّور وسيدنا محمدًا ليلةَ المعراج فيجبُ التّحذير مِن هذه الأشياء ولا يجُوز السُّكوت عن التّحذير منها،حرامٌ حرامٌ حرام،وقد انتَشر هذا الكتاب الأخير في الصّومال والحبشَة ولهُ وجُودٌ في الجزائر وبعضِ البُلدَان.