مِن أهمِّ عِلم التّوحيد معرفةُ أنّ الله تباركَ وتعالى هو المنفردُ بالخَلق
الحمدُ للهِ ربّ العالمين له النعمةُ وله الفضل وله الثّناءُ الحسن صلواتُ الله البرّ الرّحيم والملائكةِ المقرّبين على سيدِنا محمدٍ أشرف المرسلين وعلى إخوانِه الأنبياء والمرسلين عليهم سلامُ الله أجمعين أمّا بعدُ فإنّ أهمَّ عُلوم الدِّين العِلمُ الذي يُعرف به اللهُ تبَارك وتعالى فكانَ مِن أهمِّ عِلم التّوحيد معرفةُ أنّ الله تباركَ وتعالى هو المنفردُ بالخَلق، فكلُّ ما يحصُل مِنَ العَبدِ مِن حَركةٍ وسكون ونيةٍ وقَصدٍ فالله خالقُه في العبدِ، العبدُ ليسَ إلا مُكتَسِبًا يَكتَسِبُ هذه الحرَكات والسّكَنات وهذه النّوايا القلبية، هذا المعتقدُ مَن حَادَ عنه ضلَّ وهَلكَ وإنْ زعَم أنّه مُسلِم، فالمعتزلةُ حَادُوا عن هذا المعتَقَدِ يعتقدونَ بأنّ الله تعالى خلقَهُم وأعطاهُمُ القُدرةَ على حَركاتهِم وسكَناتهِم وهم يخلقونَ بهذه القُدرةِ التي أعطاهُمُ الله حَركاتهم وسكناتهم ونوَاياهُم إنْ كانَت خَيرًا وإنْ كانت شَرًّا، إن كانَت إيمانًا وإنْ كانت كُفرًا، هؤلاء يدّعونَ أنهم خِيْرةُ المسلمين، كانوا فيما مَضى كثيرين، في عصر المأمونِ الخليفةِ العبّاسي كانوا كَثْرةً كانَ لهم ظُهورٌ قَويّ حتى المأمون انخدَع بقولهم في مسألةِ خَلق القرآن، ما وافَقَهم في سائِر مسائلهِم إنما وافقَهم بهذه المسألةِ القولِ بأنّ القرآنَ مخلوق، ثم لم يكن المأمونُ يُفرّق ويُفَصّل فيقولُ القرآنُ بمعنى اللّفظ المنزَّل على سيدنا محمد مخلوقٌ وأمّا بمعنى الكلام الذاتي القائمِ بذاتِ الله الذي هو ليسَ حَرفًا ولا صوتًا فليسَ بمخلوق ما كانَ يقول هذا التّفصيل، إنما كانَ يُطلِقُ هذه العبارةَ القرآنُ مخلوق، فكانَ يُعَذّبُ مَن يقولُ القرآنُ غَيرُ مخلُوق كالإمام أحمد بنِ حَنبل، مَنْ قالوا القرآنُ غيرُ مخلوقٍ مِن أهلِ السُّنّة يَعنُونَ الكلامَ الذّاتي الذي هو صفةُ ذاتِ الله تعالى كعِلمِه وقُدرتِه، هذا ليسَ مخلُوقًا لأنّ هذا أزليّ أبديّ والأزليُّ لا يصِحُّ فيه التّعاقُب أي حصولُه شَيئًا بعدَ شَىءٍ، ما يحصُل شيئاً بعدَ شَىء حَادثٌ ليسَ أزليّا أبديًّا، فأهلُ الحقِّ يقولونَ القرآنُ كلامُ الله غيرُ مخلوقٍ لكن لا يَعنُونَ اللّفظَ الذي نَتلُوهُ إنما يَعنُونَ كلامَ الله الذاتيَّ الأزليّ الأبديّ الذي لا يُوصَفُ بأنّهُ حَرفٌ ولا صَوتٌ، يَعنُونَ ذلكَ فيقولونَ القرآنُ كلامُ الله غيرُ مخلوقٍ ولا يَعنُونَ بقولهم غيرُ مخلوقٍ اللفظَ المنزّلَ على سيدِنا محمّد، هذا يجوزُ أن نقولَ في مَقام تعليمِ العقيدةِ هذا اللفظُ مخلوقٌ لله لكن ليسَ مِن تأليفِ جِبريلَ ولا مِن تأليفِ محمّد.
فإذَا قال قائل كيفَ نُضَلِّلُ المعتزلةَ الذين كانَ خليفةُ المسلمينَ المأمونُ بن هارونَ معَهُم في هذه المسألة، القول بخلق القُرآن، كيفَ تقولونَ ضَالّون، لو كانَ قولهم هذا ضَلالا لَلَزِم مِن ذلك أنّ خليفةَ المسلمين كان ضَالا وهذا إقْدامٌ على أمرٍ عظيم، يقالُ لهم الجوابُ أنّ المأمونَ لم يُوافِقْهُم إلا بمسألةِ القولِ بخَلقِ القُرآن ولم يقلْ إنّ كلامَ الله الذي هو صفتُه الذاتيّة مخلوقٌ لله، لم يقل إنما أطلَقَ العبارةَ كما تُطلِقُها المعتزلةُ فلم يكنْ هوَ مِنهُم، لا يُعدُّ معتزليًّا لأنّه وافقَهم في هذه المسألةِ فقط، لأنّ الاعتزالَ عُمدَتُه ليسَ على هذا، الاعتزالُ عُمدَتُه أنّ العبدَ يخلُق أفعالَه والله ليسَ له تصَرُّفٌ في ذلكَ جَعَلوا الله كإنسانٍ أَدْخَل شَخصًا فَقيرًا غَريبًا إلى بَيتِه ثم هذا استَعصَى في البيتِ وتمَرَّد فطَرَد صاحبَ البيت، هذهِ أكبرُ مسَائلِهم الضّلاليّة التي أَوجَبت كفرَهُم.
ثم أئمّةُ الهدى منذُ الصّدْر الأوّل أي عَصر الصّحابَةِ لم يَزالُوا يُضَلّلونَ المعتزلةَ يَعتَبرونهم ضالّينَ حتى قال الإمامُ مالك رضي الله عنهُ لما سُئِل عن نكاح القَدَريّة، أي نكاحِ المعتزلة :” ولَعَبْدٌ مؤمِنٌ خَيرٌ مِنْ مُشرِكٍ ولو أَعجَبكُم” كَفَّرهم، كذلكَ عمرُ بنُ عبدِ العزيز الخليفةُ الرّاشد هوَ بعدَ الخلفاءِ الأربعة والحسنُ بنُ عليّ هو الخليفة الرّاشدُ السّادس، أمّا بَعدَ الحسَن بنِ عليّ ابتداءً بمعاويةَ إلى عمرَ بنِ عبد العزيز هؤلاء عَضُوضٌ أي مُلكٌ ظَلُوم، كلٌّ منهُم لم يَنقُص منهُم واحدًا ابتداءً بمعاويةَ لأنّ الرّسولَ قال :” الخلافةُ بَعدِي ثلاثونَ سَنةً ثم يكونُ مُلْكٌ عَضُوض” رواه أبو داود. أي ظَلُوم.
نحن لا نحكُم على الأشخاص مِن بابِ التّحيز والعَصبِيّة، لَيسَتِ العصبيةُ مَذهبَنا، نحنُ نَنظُر إلى الشّرع نتَعصَّب للشّرع لا نتَعصَّب للأشخاص.
سفينةُ مِن أصحابِ رسولِ الله، سفينةُ مَولى رسول الله هذا رضيَ الله عنه سمعَ مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم قولَه: الخلافةُ بَعدِي ثلاثونَ سَنة ثم يكونُ مُلكٌ عَضُوض”، الحُكّام الأمويّون كلّهم ظُلام لا يُستَثنى منهُم أحَدٌ إلا عمرَ بنَ عبد العزيز هذا كانَ يَحكُم بالشّرع كانَ مُسلمًا زاهِدًا يُوصِلُ الحقُوقَ إلى أَهلِها مِن غَير حَيْفٍ ولا اضطهادٍ ولا يَأكُل مالَ الناسِ بالباطِل، وهَذا سفينةُ رضي الله عنه سمعَ مِن رسولِ الله هذا الحديث، ثم هناكَ غَيرُ هذا الحديثِ أيضًا أدِلّة تدُلُّ على أنّ مَن جاءَ بَعدَ الحسَنِ بنِ عليّ من الخلفاء الأمويين كان ظالما إلا عمر بن عبد العزيز، الحسَنُ بنُ عليّ حمَلَ الخِلافةَ بَعدَ أبِيهِ ستّةَ أَشهُر ثم تَنازَل لمعاويةَ لأنّهُ رَأى أنهُ لا بُدَّ أن تُسفَكَ دِماءٌ كثيرةٌ فأرادَ أن يَحقِنَ هذه الدِّماءَ عن السّفْك فتَنازَل لمعاويةَ، هوَ يَعلَمُ أنّ معاويةَ ليسَ أهلاً لها لكنْ للضّرورةِ تَنازَلَ لهُ لأنّهُ قارَن بَينَ ما يحصُل إنْ أصَرَّ على قِتالِه لمعاويةَ، وكانَ مَن مَعه أكثَرُ المسلمين، معاويةُ لم يكنْ معهُ إلا أهلُ بَرّ الشّام سوريّا ولبنان والأردن وفِلَسطين، هؤلاء كانُوا معهُ، أمّا المسلمونَ في سائر الأمصار كاليَمن ومصر والعِراق وخُراسان وبلادِ العجَم بلادِ إيْران كلّ البلاد الإسلامية كانت معَ الحسَن بايَعَت الحسَن وكانَ هو الخليفةُ الرّاشِد، الحسَن بن علي، تنازُلُه لمعاويةَ كانَ للضّرورة وهي حقنُ دماءِ المسلمين، لا لأنّهُ عَدْلٌ، وبما عَرفْنا أنّ عمر بنَ عبد العزيز خليفةٌ راشِد، مِن سِيرتِه عرَفنا، أبطَلَ سَبَّ عليّ ولَعْنَه على المنابر، كانوا يَلعَنُونَهُ بنو أُمَيّة على المنبر، كانوا يَلعنُونَهُ ابتداءً مِن وقتِ معاويةَ استَمرّوا على ذلك حتى بَعدَ مَوتِ معاويةَ ، صَاروا يلعنُونَ عَليًّا رضي الله عنه على المنَابِر، هذا عمرُ بنُ عبد العزيز أبطَلَ هذا ورَدَّ الأموالَ التي اغتَصَبها ملُوكُ بَني أميّةَ خلفاءُ بَني أُمَيّة للمسلمينَ ما احتازَها لنفسِه ما قالَ أنا أَحتَوي على ما يحتَوِي عليه بيتُ المال الذي جمع فيهِ هذا المالَ الوفير، بل أخرجَه ووَزّعَه في المسلمينَ بحَقٍّ ليسَ بهَواه،
وهناكَ أيضًا حديثٌ آخَر أنّ الرسول قال :” إنّ هَذا بدَأ نبُوّةً ثم يكونُ خِلافةٌ على مِنهاج النّبوّة ثم يكونُ مُلْكٌ جَبْريّ (أي ظُلميّ) ثم تكونُ خِلافةُ رَحمة “ قولُ الرسولِ ثم تكونُ خِلافةُ رَحمة أفادَنا أَمْرَ عمر بنِ عبد العزيز لأنّه بعدَ هذا المُلكِ العَضُوض جاءَ هذا الرّجلُ رحمه الله تعالى وجَزاهُ عن المسلمينَ خَيرًا، وكانَ عالماً مجتَهدًا كالشّافعيّ كمَالِك كأبي حنيفةَ ليسَ حاكمًا عَدْلاً فقَط بل كانَ إمامًا فَسّرَ عِلمَ الدِين، مجتهدًا حافظًا في الحديث وفَقِيه النّفْس دَرَّاكًا، هذا الخليفةُ الرّاشدُ عمرُ بنُ عبد العزيز كانَ يقولُ في المعتزلةِ يُستَتابون فإنْ تابُوا وإلا ضُربَت أعناقُهم، وقَد استَدعَى في أيامِه رئيسًا مِن رؤوس المعتزلةِ يُقال لهُ أبو مروان غَيلانُ بن مروان الدِّمَشقيّ فاستَتابه فتشَهّد فترَكه، ثم بعدَ وفاةِ عمرَ عادَ إلى غيّه فصَار يَدعُو الناسَ إلى عقيدةِ المعتزلةِ فاحذَرُوها واحْذَرُوا مَن يَستحسنُها ويحبّذُها، لأنّ في لبنان وفي مصر يوجَد مَن يُحبّذ عقيدةَ الاعتزال الممقُوتة.
توحيدُ الله تعالى بأنّهُ الخَالقُ لا خالقَ سواه هذه كالإيمان بوحدانيةِ الله هذه مِن أصول العقيدة، لكنّ الأصلَ الأوّل للعقيدة الذي يكفي للدّخول في دين الإسلام هو اعتقادُ أنّ الله هو الذي يَستحِقّ أن يُعبَد، الذي يستحقّ نهايةَ التّذلل لا غَير، واعتقادُ أنّ محمّدًا رسولُه صادقٌ فيما جاءَ به هذان هما أصلُ التّوحيد.
الله تعالى هو الذي كوّن أي أوجَد بمشيئتهِ الأزليةِ وقُدرتِه الأزلية وعلمِه الأزلي العالَم بأسرِه لطَائفِه وكثائفهِ أَحدَث الأجرام أوّلاً، الأجرامُ سبقَت “الأفعال” الأجرامُ هيَ الماء الذي تحتَ العرش إلى الآن موجُودٌ هذا الماء، هذا الماء أوّل مَا كوّنَه الله تعالى، ثم كوّنَ منهُ العرشَ ثم كوّنَ منه القلَم الأعلَى، ثم كوّنَ منه اللوحَ المحفوظ ثم بعدَ ذلك بزمان كوّنَ مِنْ ذلك الماء السّماوات والأرضين السّبع، السماواتُ السّبع كلُّ سماءٍ منفصلة عن الأخرى بينَ سماءٍ وسماء مسِيرةُ خمسِمائة عام وكذلكَ الأرض بينَ كلِّ أرضٍ وأرض مسيرةُ خمسِمائة عام وفي كلِّ أرضٍ مثلُ ما على هذه الأرض إلا البشَر، ثم بعدَ هذِه الأراضي السّبعة جهنّم ليسَت متّصلةً بالأرض السّابعة بل منفصلة لها أرضُها وهو قعرُها الذي تَنتهِي إليه و ” غِشاؤها” سَقفُها الذي تنتَهي إليه، جهنّمُ لها سقفٌ حتى تَقوَى الحرارة على الكفّار، الله تعالى جعَل لجهنّمَ أرضًا وسقفًا أي عُلْواً وسُفْلاً، وفي كلِّ أرضٍ منَ الاراضي السّتّ جبالٌ وبحُور وأنهارٌ وبهائِم وفيها جِنٌّ إنما البشَرُ مُستَقرُّهم هذه الأرض لأنّ الله تعالى قال :” مِنها خلقنَاكُم وفيها نُعِيدُكم ومنها نُخرِجُكم تارَةً أُخرَى” أي تُدفَنونَ في هذه الأرض ثم تخرجونَ منها يوم القيامة، يومَ البعث، ثم الله تبارك وتعالى أخرَج تُربةَ آدم، أي أمَر الملائكةَ، أمَرَ الملَك بأن يقبِضَ مِن هذه الأرض مِن جميع أصنافِها مِن أبيضِها وأسودِها وما بينَ ذلك وسَهْلِهَا وحَزْنِها وما بينَ ذلكَ وطَيّبِها ورَديئِها ثم رفَع هذا التّراب إلى الجنّة فعُجِنَ هناك وظَلَّ طِينًا إلى أن طَوّرَ الله هذا الطِّينَ إلى صَلصَالٍ كالفَخّار ثم حَوّلَ هذا إلى لحم ودَم وعَظْم ثم ركّبَ فيه الرّوح التي هيَ مِن خَلقِه، كانت هذه الرّوحُ مِنَ الأرواح الشريفةِ الطّاهرة وهذا الذي عناه الله تعالى بقوله :” فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ” قبلَ أن يَنفُخَ فيه الرُّوح أَمَر الملائكةَ أن يَسجُدوا لهُ بعدَ تَسويتِه ونَفخِ الرّوحِ فيه أي إدخالِ الرُّوح فيه، الله تعالى تَشريفًا لآدمَ قالَ مِن رُوحِي، لأنّ رُوحَ آدمَ مِلكٌ لهُ خَلْقٌ لهُ مُشَرّفة ومُكرّمَة عندَ الله، كما قال في حقِّ المسيح:” فنفَخْنا فيهِ مِن رُوحِنا “ اللهُ تعالى يُعَبّر عن نفسِه في القرآن بلفظِ الإفراد وبلفظِ الجمع، فعبَّر بلفظِ الإفراد في قوله في حقِّ آدم “مِن رُوحي” وفي حقِّ المسيح عيسى عبّرَ بلفظِ الجمع فقال :” فنَفخنا فيهِ مِن رُوحِنا” أمّا هذا التّعبير بلفظِ الجَمع، ضمير الجمع فهذا للتّعظيم أي تعظيمِ نفسه، الله تبارك وتعالى يعظّمُ نفسَه وهو الواحِدُ الأحد الذي ليسَ مُرَكَّبًا مِن أجزاء، لإعلامِنا بعظَمتِه عَظّمَ نَفسَه.
قال السائل: وهل الله مضطر إلى أن يُشهِد الملائكة على نفسه “ شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ “
ج: الله تعالى لا يحتاجُ إلى شىء لأنهُ كاملٌ ولا يَتغيّر ولا يتَطوّر، خلَق العالم لا ليَجلب به نفعاً لنَفسِه ولا ليَدفَع به ضَررًا ونَقصًا عن نفسِه بل إظهارًا لقُدرتِه، وجعَل مِن خَلقِه كتَبَةً يَكتبُون ويُحصونَ أعمالَ غَيرِهم من المخلوقات، الملائكةُ جعَلهُم كتَبةً حافظِين يُحصونَ أعمالَ العباد حتى يُوافَوا بها يومَ القيامة، يَفرَحُ السّعيد التقيّ عندَما يرَى كِتابَه الذي فيه حسناتُه، يزدادُ فرَحًا، والشّقيّ يرَى كتابَه الذي هو ممتلىءٌ بالسّيئات ليسَ فيه حسَنةٌ مِنَ الحسَنات، الكافرُ لا يرَى ذلك اليوم في كتابِه ما قدّمَه مِنْ صدَقات وصِلَةِ أرحام وغير ذلكَ منَ الأعمال الحسَنة التي كانَ يُعامِلُ بها الناس في الدنيا، لا يرَاها في كتابِه الذي يُسلَّم إليهِ يوم القيامة إنما يُسلَّم إليهِ ليَزدادَ استِياءً وحُزنًا وفزَعًا وخَوفًا وخِزْيًا لأنّهُ لا يَرى فيه إلا سيئاته.
س: هل صحيح أن على كتفَي الإنسان ملَكان ملَك يكتُب الأعمال الحسنة والآخر يكتب السيئات.
ج: هذا ليس ثابتًا، القولُ بأنّ على مَنكِبه الأيمن كاتبُ الحسَنات وعلى منكِبه الأيسَر كاتبُ السّيئات ليسَ صحيحًا، لكن الذي يجبُ اعتقادُه أن معنى :”كِرَامًا كاتِبِين ” يُحصُونَ علَينا أعمالَنا ،ثم أيضًا ملائكة حافِظون يحفظونَ الإنسان مما لم يقَدَّر أن يصيبه أمّا ما قُدّر فلا يَدفَعان عنه، الشّىء الذي قُدّر على هذا الإنسان لا يحمِيانِه منه أمّا مِن غَيرِ المقَدَّر فهؤلاء الحافظُون يحمُونَ البشَر.