حُكم الاحتفال بما يُسمّى بعِيد الأم
اعلم رحمك الله أنّ الإسلامَ غَني عمّا ابتَدعَه غَيرُ المسلمين سَواءً المسمَّى بعيدِ الأمّ أو غَيره ، وفي شريعةِ الإسلام مِن البِرّ بالأمّهات الشّىء الكثير.
فقد روى أبو سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” لتَتَّبِعنّ سَنَن مَن قَبلَكُم شِبرًا بشِبرٍ وذِراعًا بذِراعٍ ، حتى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلكتُموه ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمَن !؟ ” ، رواه البخاري ومسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” لا تقُومُ السّاعةُ حتى تأخُذَ أُمّتي بأخذِ القُرون قَبلَها شِبرًا بشِبرٍ وذِراعًا بذراعٍ ، فقيل : يا رسول الله كفَارسَ والرُّوم ؟ فقال : ومَن الناسُ إلا أولئك ؟ ” .رواه البخاري .
فالأفضلُ أن تَبرَّ أُمَّك كلَّ الأيام وليسَ أن تحتفل بــ احتفالات بِدْعيّةٍ الاسلامُ برىء منها ، فإكرامُ الأمّ وبِرُّها لا يختَصُّ بيَوم واحِد ، بل هي دائما يَنبغى أن تكونَ معزَّزة مُكرَّمةً،فإنّ الإسلام أكرمَ الأمّ المسلمة ورفَع شأنها في مواضعَ كثِيرة (وذلكَ ظاهر فى نصوص القرءان والحديث)
قال الله تعالى : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } النساء .
وقال تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } الإسراء .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله مَن أحَقُّ الناسِ بحُسْن صحَابَتي ؟ قال : أُمّك ، قال : ثم مَن ؟ قال : ثم أُمّك ، قال : ثم مَن ؟ قال : ثم أُمّك ، قال : ثم مَن ؟ قال : ثم أبوك . رواه البخاري ومسلم