ءادمُ علّمَ الناس الدّين وأصولَ المعيشة وسيد قطب قالَ لهم هؤلاء الحُكّام يَحكُمون بغير القرءان هُم كفّار ورعَاياهم كفّار
الحمدُ لله ربّ العالمين وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى ءاله وصحبِه الطّيبين الطاهرين أمّا بعدُ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لَمّا أَخْرَج اللهُ ءادَمَ منَ الجنّة زوّدَه مِن ثِمار الجنّةِ وعلّمَه صَنعَةَ كُلّ شَىء فثِماركُم هذه مِن تلكَ غيرَ أنّ هذه تَتغَيّر وتِلكَ لا تتَغَيّر”رواه الحاكم والبزار
معنى الحديث أنّ الله تبارك وتعالى أنزَل مع ءادم منَ الجنّة ثمارًا زادًا لهُ وأنّ هذه الثّمار ثمارُ الدّنيا منها لكنْ تلك التي خَرجَت منَ الجنة لا تتَغيّر(أي لما كانت في الجنة) أمّا هذه التي في الأرض التي هيَ فَرعٌ منها تتغَيّر، وقولُه عليه السلام وعَلّمَه صَنْعَة كُلّ شىء” معناهُ أنّ الله عَلّمَ ءادمَ أصُولَ المعيشة الحِدادة والزّراعة والحِياكة وكيفَ يَستَخرج الذهبَ والفضّة مِنَ الأرض وكيف يَعمَلُ منهما الدّينار والدّرهم وغيرَ ذلكَ علّمَه،ثم هو عَلّم أولادَه.
هذه الجنّة التي كان فيها ءادمُ هيَ جنّةُ الخُلْد ليسَ كمَا يقولُ بعضُ المفتَرِيْن إنّ هذه التي كان فيها هي بُستانٌ في الأرض، هَذا كذِب،يوجَد رجلٌ اسمه عفيف طَبارة عمِل تفسيرًا لجزء عمّ وقال هذا الكلام،وهذا حَرّف شريعةَ الله.
كثيرٌ منَ الناس يعمَلُون تآليف وليسُوا هم علماءَ لعَنهُم الله يحرّفون شريعةَ الله لأجلِ المال.
ءادمُ عليه السّلام كانَ نبيّا رسولا وهوَ علّمَ أولادَه الإسلام والصلاةَ والصّيام إلى غيرِ ذلك،حرّم عليهم أن يتَزوّج أحَدُهم بأختِه التي خرَجت معه مِن نفس البطن وأحَلّ لهم أن يتَزوّج أحدُهم بأختِه منَ البَطن الآخَر إلى غيرِ ذلك علّمَهُم الدّين،لولا أبونا ءادمُ عليه السّلام علّمَ أولادَه الدّين وأصولَ المعيشة لبَقيَ البشرُ كالبهائم،ءادمُ عليه السلام لهُ فَضل كبير على البشَر ليسَ كما يقولُ بعضُ الطّوائف يَنسِبون إليه النّقِيصَة ويُسيؤون الأدَب معَه كما يقولُ النّصارى،يعتَبرونهُ كأكبر مجرم،الذّنب الذي أذنبَه هو الأكلُ منَ الشّجرة التي نهاهُ الله وزوجتَه عن أكلِها،كانَ إبليسُ في الجنّة يَعبُد الله مع الملائكة كانَ مسلِمًا،حسَد ءادم على أنّ الله أمَر الملائكة بأنْ يَسجُدوا لهُ تَعظِيمًا لهُ ليَعرفوا أنّ هذا المخلوقَ ومَن بَعدَه مِنَ الأنبياء أفضلُ خَلق الله،حَسدًا صارَ يتَعرّض لهُ ليُغويَه،فأشارَ لهما للأكل مِن هذه الشّجرة فأكَلَ هوَ وزوجتُه حَواء منها فأُخرِجَا مِنَ الجنّة،وأكلُهما مِنَ الشّجَرة ليس ذَنبا كبيرا،هذه منَ الذّنوب الصّغائر ليسَت منَ الكبائر.
فالذي يقول ءادمُ ليسَ نبيّا كافر،ءادمُ نبيّ ورسول،الوهابيّة بعضهم قالَ إنّه ليس نبيّا وقال بعضُهم ليس رسولا لكن بما أنهُ لم يكن في الأرض مِن البشر غيرُ ذريّته وكانوا مسلمين سُمّي نُوح عليه السلام أوّل الرّسل لأنّ نوحًا أوّل نبيّ أُرسِلَ إلى الكفّار،أيام ءادم ما كانَ كافرٌ في البشر،ذريّته كانوا كلّهم مسلمين أولادُه وأولادُ أولاده،ثم بعدَه كان له ابنٌ يقال له شِيث الله أنزلَ عليه الوحيَ بعدما ماتَ ءادم فصارَ نبيّا ثم لما ماتَ شيث نزَل الوحيُ على إدريس فأرسَلَه الله لمن في وقتِه منَ المسلمين،ما كانَ فيهم كافرٌ في ذلك الوقت،كلّهم كانوا يَعبُدون الله ولا يَعبُدون غيرَه ثم بعدَما مات إدريس دخَل الكفرُ في البشر وانتشَر صاروا يعبُدون خمسةً منَ الأوثان فأرسَل الله نوحًا ليُدخِلَهُم في الإسلام فصارَ يقال لنُوح أوّل الرُّسل،وليسَ معناه أنّ ءادمَ لم يكن رسولا،يومَ القيامة البشَرُ لما يَشتَدّ علَيهم حرّ الشّمس في الموقف إلى حدّ كبير حتى إنّ بعضَ الناس يقول يا ربّ أرحني ولو إلى النار،
(عن أبي الأحوص عن عبد الله بنِ مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” إن الكافرَ ليُحاسَبُ يوم القيامة حتى يلجمَه العَرق حتى إنّه يقول يا ربّ أرحني ولو إلى النار”رواه الطبراني في معجمه الكبير)
يذهبونَ إلى ءادم ثم ءادمُ يُحِيلُهم إلى نوح،اذهبوا إلى نوح أولِ الرّسُل،معنى قولِه أوّل الرسُل أنّ نوحًا أوّل الرّسُل إلى الكفّار،ليس معناه أنه لم يكن قبلَ نُوح رسول،هذا معنى الحديث الذي روي عن رسول الله وفيه اذهبوا إلى نوح فإنه أوّل الرسل.
(قال عليه الصلاة والسلام “فيأتون نوحاً فيقولونَ يا نوح أنتَ أوّلُ الرُّسُل إلى أهلِ الأرض“رواه البخاري ومسلم.)
ثم إنّ الله تبارك وتعالى لما خلَق ءادم في الجنّة أخرَج ضِلَعًا مِن أضلاعِه فخلَق مِن هذا الضِلَع حواء فزوّجَه منها ومَن يخالف ذلك فهوَ كافر،القرءانُ ذكَر ذلك،في القرءان الكريم “خلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدة وخَلَق منها زوجَها”مِن نَفس واحِدة أي ءادم وخلَق منها زوجَها أي حواء وكلُّ طَوائف البشر هكذا يعتقدون،اليهودُ والنصارى والمجوس والبُوذيون وغيرهم ثم خالَف ذلك سيّد قطب الكافر، هذا له تفسير سماه في ظلال القرءان قال فيه حَوّاء ما خُلِقت مِن ءادَم،
(عن أبي هريرة قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم}
“استَوصُوا بالنساء خَيرًا فإنّ المرأةَ خُلِقَت مِنْ ضلَع“رواه البخاري ومسلم.وفي رواية للطبراني” إنما خلِقَت المرأةُ مِن ضِلَع أعوَج“)
حزب الإخوان يتْبعون هذا الرّجل المصري الكافر الخبيث مثلُ جماعته، ماتَ مِن نحو سبعينَ سنة،ما كان عالما إنما هو طلِقُ اللّسان،ألّف تفسِيرًا حرّف فيه القرءان،ذكَر فيه ما لم يقلْه عالم مسلم مِن أيّام الصّحابة إلى الآن،هذا عندهم إمام قلّدوه،صار له أتباع كثير.(وهو كانَ مُلحِدًا مَاركسيّا وذلك باعترافه،ولا يُعرف له شَيخٌ أخَذ العِلمَ منه إنما هو صُحَفي)
وقالَ لهم هؤلاء الحُكّام يَحكُمون بغير القرءان هُم كفّار ورعَاياهم كفّار.في سوريا قتلوا كثيرا منَ الناس وفي الجزائر منذُ أكثرَ مِن عَشر سنوات يقتُلون الناس،ثم مَوّه على الناس لتَجرأتهم على تكفيرِ المسلمين بقَوله في تفسيره هذا أيّ إنسانٍ يَحكُم بغَير القرءان ولو في مسئلةٍ واحِدة كافرٌ ومَوّه عليهم باستدلالِه بهذه الآية بإيرادها في غيرِ محلّها“ومَن لم يَحكُم بما أنزَل الله فأولئك هُم الكافرون”فصدّقه أتْباعُه فصاروا يكفّرون كلّ الحُكّام الإسلاميين(مع أنّ جماعتَه اليوم لما استَلمُوا الحكمَ حَكمُوا بالقانون الوضْعِيّ فهَل يُكفّرون أنفُسَهُم)،في خمسَة مسَائل يحكُمون بالقرءان:النّكاح والطّلاق والبيع والشّراء والهِبَة أمّا في غيرِ ذلكَ حِزب الإخوان لا يحكُمُون بالقرءان،عبدُ الله بنُ عبّاس الذي دعا لهُ رسول الله بفَهم القرءان قال في تفسير هذه الآية”ومَن لم يحكُم بما أنزلَ الله فأولئكَ همُ الكافرون“كُفرٌ دُونَ كُفر أيْ ذَنبٌ كبِير هكذا فسّر تَرجمان القرءان الذي هو ابنُ عمّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.والبراء بنُ عازب رضي الله عنه قال هذه نزَلت في الكفّار الذين رفَضُوا حُكمَ الله وليسَ في المسلمين.
سيد قطب حرّف تفسيرَ هذه الآية وقال بما لم يقل به عالم مِن علماءِ المسلمين.رعاةُ الغنم والفلاحون كلّ هؤلاء عندَهم كفّار لأنهم يعيشُون مع هؤلاء الحُكّام الذين يحكُمون بالقانون ولا يثُورُون عليهم.ولذلك قال سيّد قطب في تفسيره لقد ارتدّت البشرية عن الإسلام حتى هؤلاء الذين يردّدون على المآذن كلماتِ لا إله إلا الله،وقالَ لقد انقطَع الإسلامُ عن الوجُود مجرّدِ الوجُود.