فمِنَ الأنبياءِ الذينَ قُتِلوا قتَلهُم كُفّارُ بَني إسرائيلَ زَكريّا ويحيى عليهما السلام
فمِنَ الأنبياءِ الذينَ قُتِلوا قتَلهُم كُفّارُ بَني إسرائيلَ زَكريّا ويحيى عليهما السلام،فقَد رُويَ في سَببِ قَتلِه أنّه كانَ في زمَانِه مَلِكٌ يحِبُّ ابنةَ أخِيه(وقيلَ ربِيبَته)تَعلّقَ قَلبُه بها فأَرادَ أن يتَزوّجَها فمَنعَه يحيى،قال لهُ حَرامٌ،وهذِه البِنتُ أُمُّها كانت تَعِيشُ عِيشَةَ الملُوكِ بسَببِ هذَا الملِك عمِلت مكِيدَة قالت كيف يُحَرّمُ عَليكَ اقتُلْه فتَزوّجْ هَذه البنت، فسَمِعَ كلامَها،مِن أَجلِ هَذه البنتِ قَتلَ يحيى ،ثم أُتيَ برأسِه محمُولا إليه،كان دَمُه لم يكُن يجمُد،الدّمُ عادةً يجمُد بسُرعة،فسَلّطَ اللهُ كافرا ملِكًا جاءهُم فقتَلهُم،فقَتلَ هذا الملِك،وتلكَ المرأة كانت لبِسَت ثوبًا جميلا أحمَرَ فسَلّطَ الله عليها الحِدَأة،ظنَّت هذا الثّوبَ لحمًا فنتّفَتْها تَنتِيفًا،هذه الحِدأة طَيرٌ مثلُ الباز مِن عَادتِه إذا رأى اللّحمَ أو الشّىءَ الأحمرَ يَنقَضُّ عَليه فإن وجَده لحمًا أخَذَه وإلا تَركَه،هذه الحِدأة مَزّقَتها.
وهَكذا أنبياءُ كثِير قتَلهُم الكُفّارُ وهُم على اللهِ كُرمَاء لأنّ الدّنيا ليسَت دارَ جَزاءِ أحبابِ اللهِ،دارُ جَزاءِ أحبابِ الله الآخرةُ. الدّنيا مَشقّتُها كلا شَىء بالنسبةِ لعَذابِ الآخِرة،الأنبياءُ مُكرَمُونَ عندَ الله والذينَ قَتلُوهم همُ المُهانُون.
الأنبياءُ مَنصُورونَ مَن قُتِلَ مِنهُم ومَن لم يُقتَل فصَارَ لهُ أتباعٌ وظُهورٌ ومَلَكَ كسُلَيمان عليه السلام،سليمانُ حَكمَ الدُّنيا كلَّهَا وسخَّر اللهُ لهُ الشّياطين،العَفاريتُ الكبارُ يَعمَلُونَ لهُ في البِناء والغَوصِ في البُحور لإخراجِ الجواهِر،وهُم كفّارٌ يُطِيعُونَه،اللهُ ذَلّلهُم لهُ، يخافونَ إن خَالَفُوه أي عصَوا أَمرهُ أن يُهلِكَهُم اللهُ في الحال،الأنبياءُ مَن كانَ مِنهُم في الدّنيا أتباعُه ظَاهِرينَ أَقوياءَ على الكُفّار أشدّاءَ عليهم ومَن كانَ غيرَ ذلكَ بل قُتلوا بأيدي الكفّار كلٌّ مَنصُورونَ،لأنهم في الحياةِ الدّنيا مَعهُم الحُجّة،معهم الحقُّ وأعداؤهم ليسَ مَعهُم الحق،عُصاةٌ لخالقهِم، مَسخُوطٌ علَيهم مِن قِبَلِ الله. ثم بعدَ الموتِ الأنبياء في نَعيم عظِيم في البَرزخ وفي الآخِرة إلى ما لا نهايةَ لهُ.
أما الكفّار مع ما يُقاسونَه في الدّنيا منَ الأمراضِ والمصَائبِ يَكونُ القَبرُ علَيهِم نارًا لا يجِدُونَ راحَةً عندَ مَوتهِم إلى ما لا نهايةَ لهُ.
فمَن نظَر إلى الحقيقةِ يَعلَمُ أنّ الأنبياءَ هُمُ المنصُورونَ وأنّ أعداءَ اللهِ همُ المغلُوبُون،مَن كانَ مَعهُ الحَقُّ مَرضِيًّا عندَ اللهِ فهوَ الغَالبُ .