الرسولُ عليه الصّلاةُ والسّلامُ قال:مَن ذَكَرني فَليُصَلِّ عَلَيّ
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله أمّا بعدُ فإنّهُ لم يَرِد شَىءٌ في النّهيِ عن الكَلامِ بالذِّكْرِ أو غَيرِه خَلْفَ الجِنازَة،لم يَرِدْ حَديثٌ ثَابِتٌ في ذلكَ،ومما يَرُدُّ ذلكَ قَولُ الله تباركَ تعالى:يا أيُّها الذينَ ءامَنُوا اذكُروا اللهَ ذِكرًا كثيرًا”سورة الأحزابءاية41.
هذه الآيةُ مُطلَقةٌ،ما قالَ إلا في الجِنازة،فهذه الآيةُ فيها دليلٌ على جوازِ ذِكْرِ اللهِ في الجِنازة،ثم الرسولُ عليه الصلاة والسلام ورَدَ في حَقّهِ حديثٌ صحيحٌ وهو أنّه كانَ يَذكُرُ اللهَ في كُلِّ أَحيانِه،كلَّ وقتٍ كانَ يَذكُرُ اللهَ،فالذِّكرُ ليسَ خَاصًّا مما سِوى حَالةِ الجِنَازة،كمَا دَلَّ على ذلكَ حديثُ مُسلم:كانَ رسولُ اللهِ يَذكُرُ اللهَ على كُلِّ أَحيانِه“.وأمّا الأَثَرُ الذي رواه البيهقي:التَزِمُوا الصّمتَ عِندَ ثَلاثٍ”فهوَ ضَعيفٌ،وليسَ فيه حُجّةٌ للوهّابيةِ،فإنْ قَالُوا لم يُنقَل عن السّلَفِ الجَهرُ بالذِّكرِ خَلفَ الجِنازَةِ بالتّهليلِ،يقالُ لهم لو لم يُنقلْ لا مانعَ،لا يوجَدُ دليلُ تحريم.
والصّلاةُ على النّبي خَلفَ الأذانِ ما وَردَ عن النّبي أنهم كانوا يَجهَرُونَ بها ومعَ ذلكَ نحنُ نجهَرُ،الرسولُ عليه الصّلاةُ والسّلامُ قال:مَن ذَكَرني فَليُصَلِّ عَلَيّ” معناهُ إنْ شَاءَ سِرًّا وإنْ شَاءَ جَهرًا،يُقالُ لهم نَحنُ نَأخُذُ بعُمُومِ الحديثِ،المؤذِّنُ أَليسَ ذَكَر الرّسولَ في الأَذانِ إذًا مَطلُوبٌ مِنهُ أنْ يُصَلّي علَيه،مَن صلّى علَيه جَهرًا فقَد عَمِلَ بالحدِيثِ،ومَن صَلّى علَيه سِرًّا فقَد عَمِلَ بالحَدِيث،بل قالَ الوهّابيةُ في دمشقَ في مَسجدِ الدّقّاق هذا حَرامٌ هذا مِثلُ الذي يَنكِحُ أُمَّهُ،ثم صَارَ شِجَارٌ وضَربٌ فرُفِعَ الأمرُ إلى المفتي أبي اليُسرِ عابدِين فاستَدعَى رئيسَ الوهّابِيةِ الألبانيَّ وهَدَّدَه بالنّفيِ مِن سُوريّا إن عادَ إلى مِثلِ ذَلكَ.