الحسين عليه السلام
الحسينُ عليه السلام رضي الله عنه قتَلَه بعضُ رجالِ بَني أُمَيّةَ مِن أَتباعِ يَزيدَ بنِ مُعَاويةَ،قَطعُوا لهُ رأسَهُ في كربَلاء،ثم أخَذُوا رأسَه وجَاءوا به إلى دِمشقَ لِيُرُوا يَزيدَ بنَ مُعاويةَ حتى يَفرَحَ،ثم وُضِعَ في مَكانٍ يُقالُ لهُ مَشهَدُ الحُسَين،ثم حُمِلَ إلى القَاهرةِ فدُفِنَ هناك،أوَّلا رأسُه حُمِلَ إلى دمشقَ ثمّ إلى القاهرة.
الرسول صلى الله عليه وسلم مرَّةً مَلَكُ المطَرِ استأذنَ اللهَ ليزورَهُ فأذِنَ لهُ،فنَزلَ لزيارتِه،وكان الحسَينُ في ذلكَ الوقتِ طِفلا صغيرًا،فقالَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم لزَوجتِه أمِّ سلَمة أَطبِقي علينَا البابَ حتى لا يَدخُلَ أَحَد،فجاءَ الحُسينُ فدخَلَ،فالتَزمَه الرسولُ صلى الله عليه وسلم أي ضَمّه،فقال له المَلَكُ أتُحِبُّه،قال نَعم،قال فإنّ أُمّتَك سَتقتُلُه،ثم مدَّ هذا الملَكُ يَدَه إلى كَربَلاء وأَحضَر شَيئًا مِن تُرابها فأَراه للنبي صلى الله عليه وسلم،ثمّ أَخَذَت أُمُّ سلَمَة هذا التُّرابَ فصَرَّتْهُ في صُرّة،ثم قُتِلَ الحُسَينُ في تلكَ الأرضِ،فهوَ شَبِيهٌ بنَبي الله يحيى،يحيى عليه السلام قتلَهُ ملِكٌ من المُلُوك لأنّه أفتاه بحقّ،قال له لا يجوز التّزوجُ ببنتِ الزّوجَةِ،وكانَ هذا الملِك طامِعًا في أن يتزوّجَ بنتَ زَوجتِه،تعلَّقَ قلبُه بها،فقال لهُ نبي الله يحيى عليه السلام لا يجوزُ لك،فحرّضَتْه أمُّها على قتلِ يحيى حتى تبقى ابنَتُها تحتَه،لأنّ ابنتَها إذا كانت تحتَ هذا الرّجُل تكون هي مَلِكَة،حرّضَتْهُ على قتلِه فقَطَع رأسَه فحُمِل إلَيه،فقَطَر دمُهُ على الأرض،فصَار هذا الدّمُ يَغلِي ولا يجِفُّ،وعادةُ الدّم إذا نزَلَ على الأرضِ يجِفُّ،ثمّ اللهُ سلّطَ على هذا الملِكِ ملِكًا جبّارًا يقالُ له بُختَنَصّر فقتلَ في يومٍ واحِد سبعينَ ألفًا مِن جنُودِ هذا الملِكِ.كثيرٌ من الأنبياء قتلهُم الكفّارُ،الدّنيَا ليسَ لها قَدْرٌ عندَ الله،لو كان لها قَدْرٌ لا يُصَابُ نبيٌّ بمصيبةٍ،الآخرةُ هي دارُ الجزاء لأوليائه ولأعدائِه.