الشِّتاءُ رَبِيعُ المؤمِن طَالَ لَيلُه فقَامَهُ وقَصُرَ نَهارُه فصَامَهُ
أخرج الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الشِّتاءُ رَبِيعُ المؤمِن” . وأخرجه البيهقيُّ ، وزادَ فيه : طَالَ لَيلُه فقَامَهُ وقَصُرَ نَهارُه فصَامَهُ“
وإنما كانَ الشّتاءُ ربيعَ المؤمِن لأنّه يَرتَعُ فيهِ في بَساتِينِ الطّاعاتِ ويَسرَحُ فيهِ في مَيادِينِ العِباداتِ، فإنّ المؤمِنَ يَقدِرُ في الشّتاءِ على صِيامِ نهَارِه مِن غَير مِشقّةٍ شَديدَةٍ ولا كُلفَة ٍتحصُلُ لهُ مِن جُوعٍ ولا عَطشٍ فإنّ نهَارَه قَصيرٌ باردٌ فلا يُحِسُّ فيهِ بمشَقّةٍ كبيرةٍ للصِّيام وأمّا قِيامُ لَيلِ الشِّتاءِ فَلِطُولِه ففِيهِ قَد تَأخُذُ النّفسُ حَظَّها المحتاجَةَ إليهِ مِنَ النّومِ معَ إدْراكِ وِرْدِه، فيَكملُ لهُ مَصلَحةُ دِينهِ وراحَةُ بدَنِه، وقَد ذَكَرَ اللهُ في أوصَافِ أهلِ الجنةِ {أنهم كانُوا قَليلا مِنَ اللّيلِ مَا يَهْجَعُون” ، أي لما كانُوا في الدُّنيا كانُوا قَليلا ما يَنامُونَ .
أخرجَ ابنُ جرير وابنُ المنذر عن ابن عباسٍ رضي الله عنهُما في قولِه: كانُوا قَلِيلا مِنَ اللّيلِ مَا يَهجَعُون“يقولُ قَليلا مَا كانُوا يَنامُونَ.
الهُجُوعُ النّومُ لَيلا.
وقالَ ابنُ عَبّاس كانُوا قَلّ ليلَة تمرُّ بهِم إلا صَلَّوا فيها شَيئًا إمّا مِن أوّلها أو مِن أوسَطِهَا .