صَلاةٌ بِسواكٍ أفضَلُ مِن سَبعِينَ صلاةً بغَيرِ سِواكٍ
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد سيدِ المرسلينَ وعلى ءالهِ وأصحَابه الطّاهرينَ أمّا بعدُ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:صَلاةٌ بِسواكٍ أفضَلُ مِن سَبعِينَ صلاةً بغَيرِ سِواكٍ“رواه الحاكمُ وصَحّحه.ورواه البيهقي في سننه.
وروى أبو داود بإسنادٍ صحيح:السِّواكُ مَطْهَرَةٌ للفَمِ مَرضَاةٌ للرّبِّ“السّواكُ أَهمَلَهُ أَهلُ هذِه البِلاد إلا القَليل النّادر وهذِه غَفلةٌ كبيرةٌ،أمّا في الجزيرةِ العَربية استعمَالُه كثيرٌ،هوَ الرّسولُ علَيه السّلامُ قالَ:السّواكُ مَطْهَرةٌ للفَمِ أي يُنظّفُ الفَمَ مِنَ الرّوائحِ الكريهَةِ،والملائكةُ يحبّونَ أن يكونَ فَمُ المسلِم طيّبَ الرّائحةِ أي ليسَ فيه رائحةٌ كريهةٌ،الرّوائحُ الكَريهَةُ تُزعِجُهم،وقال عليه السلام:مَرضَاةٌ للرّبِّ أي الله تَعالى يحِبُّ السِّواكَ،ثم السِّواكُ يحصُل بشَجَرِ الأراكِ بأغصَانِه وعُروقِه التي في الأرض،ويحصُل بغَير ذلكَ منَ الأشجَارِ التي رائحَتُها طيّبَة،كلٌّ سِواكٌ وكُلٌّ يَحصُلُ بهِ هذَا الثّواب،هُوَ يَحفَظُ صِحَّةَ الأسنانِ،مَنْ داوَمَ عَليهِ يَحفَظُ صِحّةَ أَسنانِه.
طبيبُ أسنانٍ في حِمص قالَ لوِ استَعمَلَ النّاسُ السِّواكَ مَا كُنّا نَستَفتِح،مَعناه يَدفَعُ كثيرًا مِنْ أَمراضِ السّنّ.
ثم قالَ بعضُ الفُقهَاءِ يحصُل السّواكُ بالإصبَعِ الخَشِنَة،وقال بعضٌ لا يَحصُل بالإصبَعِ إنْ كانَت خَشِنَةً وإنْ كانت غيرَ خَشِنة.
ويؤيّدُ الذينَ قالوا يحصُل السِّواكُ بالإصبَع مَا رواهُ الحافِظُ ضِياءُ الدّينِ المقدِسيّ حَديثًا مَرفوعًا إلى الرسولِ أنّ السّواكَ يحصُلُ بالإصبَع.
وهَذه السُّنَن على اختِلافِ أنواعِها والفَرائضُ العمَلِيّةُ كالصّلاةِ والصّيام الحج والزّكاة والذّكْرُ اللّسانيّ كلُّ هَذا لا يَقبلُه الله إلا بعدَ صِحّةِ العقِيدة.
الرسولُ عليه الصلاةُ والسلام كانَ أُمّيّا أي لم يَتعلّم الكتابةَ كانَ لا يَكتُب ولا يَقرأُ المكتوبَ،هذَا مِيْزةٌ كبِيرةٌ لسيّدنا محمّدٍ على الأنبياءِِ الآخَرِينَ،عيسى كانَ تعَلّم الخطّ منَ الكُتّاب في المدرسةِ الابتدائيةِ وموسى كذلكَ، أمّا سيّدُنا محمّدٌ معَ كونِه أمّيّا أُنزل علَيه هذا الكتابُ فقَرأَه حِفظًا،وءاياتُه ستّةُ ءالافٍ وشَىءٌ،حَفِظَهُ وقرَأهُ على أُمّتِه،هذا مَعناه أنّ سيّدَنا محمّدًا لهُ امتِيازٌ على الآخَرِين،أولئكَ كانُوا يَكتُبونَ ويَقرؤن لمّا نَزلت عَليهم تلكَ الكتُب التوراةُ والإنجيل،وفي هذَا يَقُول أحدُ المدّاحِين القُدَماء
كفَاكَ بالعِلمِ في الأُمّيّ مُعجِزةً
في الجاهِليّةِ والتّأدِيبُ في اليُتُمِ
مَعناهُ يا رسولَ اللهِ يَكفِيكَ فَضْلا ومَزِيّةً أنّكَ كُنتَ أُمّيّا وعِندَك عِلمُ الأوّلين والآخِرينَ مِن دونِ أن تكونَ تعَلّمتَ الخَطّ،كذلكَ أنتَ عِشتَ يتِيمًا ومَع هذا نشَأتَ مُهَذّبًا حَسَنَ الخُلُقِ ليسَ علَيكَ شَىءٌ منَ العَارِ يُمسِكُه النّاسُ عَليكَ.
الجاهِليّة هو العَصرُ الذي كان العَربُ غَارقِين في الكفرِ والجَهلِ فيهِ.