[] مثلّث قطرب – نظم الشّيخ عبد العزيز المغربيّ []
[] مثلّث قطرب [1] – نظم الشّيخ عبد العزيز المغربيّ []
المسمّى: المُورِثُ لمُشْكِل المثلّث [2]
{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِِ}
المقدّمة:
الحمدلله الّذي شرّف اللغة العربيّة بالقرءان، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى ءاله وصحبه ومن اتّبعهم بإحسان.
أمّا بعدُ فهذه رسالة في تحقيق منظومة الشّيخ عبدالعزيز المغربيّ على مثلّث قطرب، المسمّاة: [المُورِثُ لمُشْكِل المثلّث].
وهذه رسالة [تحقيق منظومة الشّيخ عبدالعزيز المغربيّ] مِنْ مجموع رسائل يؤلّف مجموعُها كتابي [التّأدّب بتحقيق مثلّث قُطرُب] [3]، واللهَ أسألُ أنْ يجعلَ هذا العمل سراجًا من نورٍ يتلألأُ وريحانةٍ تهتزُّ وقصرٍ مَشِيْدٍ، في جنّةٍ جاء في وصفها: {لَهُم مَا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [4].
. المنظومة كاملة
- 1. حَمْدًا لِبَارِئِ الأَنَامْ * ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمْ
- 2. مَا نَاحَ فِي دَوْحٍ حَمَامْ * عَلَى الرَّسُولِ الْعَرَبِي
- 3. وَءالِهِ وَصَحْبِهِ * وَمَنْ تَلاَ مِنْ حِزْبِهِ
- 4. سَبِيْلَهُ فِي حُبِّهِ * عَلَى مَمَرِّ الْحِقَبِ
- 5. وَبَعْدُ فَالْقَصْدُ بِمَا * أوردته شرحا لما
- 6. قَدْ كَانَ قَبْلاً نُظِمَا * مُثَلَّثًا لقُطْرُبِ
- 7. مُقَدِّمًا فَتْحًا عَلَى * كسرٍ وضمٍّ مُسْجَلا
- 8. وَهَكَذَا عَلَى الْوِلاَ * نَظْمًا عَلَى التَّرَتُّبِ
- 9. فَسَمِّهِ بالمُوْرِثِ * لِمُشْكِلِ الْمُثَلَّثِ
- 10. مِنْ غَيْرِ مَا تَرَيُّثِ * وفُزْ بِنَيْلِ الأرَبِ
- 11. وَسَلْ مِنَ المَوْلَى العَليّْ * غُفْرَانَ كُلِّ الزَّلَلِ
- 12. ثمَّ قُبولَ العملِ * بالمصطفى المقرَّبِ
- 13. صلّى عليه ذو العُلا * ما هطلتْ مزْنٌ على
- 14. رَبْعٍ فأضحى مُبقلا * من كلِّ نوعٍ طيِّبِ
- 15. فالْغَمْرُ مَاءٌ غَزُرَا * وَالْغِمْرُ حِقْدٌ سُتِرَا
- 16. وَالْغُمْرُ ذُو جَهْلٍ سَرَى * فِيْهِ وَلَمْ يُجَرِّبِ
- 17. تَحِيَّةُ الْمَرْءِ السَّلاَمْ * وَاسْمُ الْحِجَارَةِ السِّلاَمْ
- 18. وَالْعَرْفُ فِي الْكَفِّ السُّلاَمْ * رَوَوْهُ فِي لَفْظِ النَّبِيْ
- 19. أَمَّا الْحَدِيْثُ فَالْكَلاَمْ * وَالْجَرْحُ فِي الْمَرْءِ الْكِلاَمْ
- 20. وَالْمَوْضِعُ الصُّلْبُ الْكُلاَمْ * لِلْيَبْسِ وَالتَّصَلُّبِ
- 21. الْحَرَّةُ الْحِجَارَةْ * وَالْحِرَّةُ الْحَرَارَةْ
- 22. وَالْحُرَّةُ الْمُخْتَارَةْ * مِنْ مُحْصَنَاتِ الْعَرَبِ
- 23. والْحَلْمُ ثَقْبٌ فِي الأَدِيْمْ * وَالْحِلْمُ مِنْ خُلْقِ الْكَرِيْمْ
- 24. وَالْحُلْمُ فِي النَّومِ العميْمْ * بِالصِّدْقِ أَوْ بِالْكَذِبِ
- 25. السَّبْتُ يَوْمٌ عُهِدَا * وَالسِّبْتُ نَعْلٌ حُمِدَا
- 26. وَالسُّبْتُ نَبْتٌ وُجِدَا * فِي مَعْمَرٍ أَوْ سَبْسَبِ
- 27. لشِدَّة الْحَرِّ السَّهَامْ * وَلِلنِّبَالْ قُلْ سِهَامْ
- 28. وَلِضِيَا الشَّمْسِ سُهَامْ * بمَشْرِقٍ أَوْ مَغْرِبِ
- 29. وَدَعْوَةُ الْمرءِ الدُّعَا * وَدِعْوَةُ الْعبدِ الدِّعَا
- 30. وَدُعْوَةٌ مَا صُنِعَا * لِلأَكْلِ وَقْتَ الطَّرَبِ
- 31. فالشَّرْبُ جَمْعُ النُّدَمَا * وَالشِّرْبُ حَظٌّ قُسِمَا
- 32. وَالشُّرْبُ فِعْلٌ عُلِمَا * وَقِيلَ مَاءُ الْعِنَبِ
- 33. والْخَرْقُ مَا قَدْ عَظُمَا * وَالْخِرْقُ حُرٌّ كَرُمَا
- 34. وَالْخُرْقُ حُمْقٌ لَؤُمَا * فَمِنْهُ كُنْ ذَا هَرَبِ
- 35. عَتْبُكَ لِلْمَرْءِ اللَحَا * وَقِشْرَةُ الْعُوْدِ اللِحَا
- 36. وَجَمْعُ لِحْيَةٍ لُحَا * بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ حُبِي
- 37. جَمَاعَةُ النَّاسِ الْمَلاَ * وَقُلْ أَوَانيهِمْ مِلاَ
- 38. لِباسُهُمْ مِنَ الْمُلاَ * مِنْ عَبْقَرٍ مُذَهَّبِ
- 39. والشَّكْلُ عَيْنُ الْمِثْلِ * وَالشِّكْلُ حُسْنُ الدَّلِّ
- 40. وَالشُّكْلُ قَيْدُ الْغُلِّ * مَخَافَةَ التَّوَثُّبِ
- 41. قُلْ ثُلةٌ فِي صَرَّهْ * وَقِرَّةٌ فِي صِرَّهْ
- 42. وَخِرْقَةٌ فِي صُرَّهْ * مَشْدُودَةٌ مِنْ ذَهَبِ
- 43. والْعُشْبُ يُدْعَى بِالْكَلاَ * وَلِلْحِرَاسَةِ الْكِلاَ
- 44. وَجَمْعُ كُلْيَةٍ كُلاَ * من كُلِّ حَيٍّ ذِي أَبِ
- 45. الْقَسْطُ جَوْرٌ رُفِضَا * وَالْقِسْطُ عَدْلٌ فُرِضَا
- 46. وَالْقُسْطُ عُوْدٌ مُرْتَضَى * لعَرفِه الْمُطَيَّبِ
- 47. الْعَرْفُ رِيْحٌ طَيِّبُ * وَالْعِرْفُ صَبْرٌ يُنْدَبُ
- 48. وَالْعُرْفُ أَمْرٌ يَجِبُ * عِنْدَ اِرْتِكَابِ الرِّيَبِ
- 49. والْجَدُّ وَالِدُ الأَبِ * وَالْجِدُّ ضِدُّ اللَّعِبِ
- 50. وَالْجُدُّ عِنْدَ الْعَرَبِ * اَلْبِيرُ ذَاتُ الْخَرَبِ
- 51. جَارِيَةٌ إِحْدَى الْجَوَارْ * وَمَصْدَرُ الْجَارِ الْجِوَارْ
- 52. وَرَفْعُ صَوْتٍ الْجُوَارْ * منْ جزعٍ أَوْ حَرَبِ
- 53. شَجَّةُ رَأْسٍ أَمَّةْ * تُدْعَى وَقَالُوا إِمَّةْ
- 54. لِنِعْمَةٍ وَأُمَّةْ * مِنْ عَجَمٍ أو عَرَبِ
- 55. وَدَارُهُ قَدْ عَمَرَتْ * عِمَارَةً وَعَمِرَتْ
- 56. نَفْسُ الْفَتَى وَعَمُرَتْ * أَرْضُكَ بَعْدَ الْخَرِبِ
- 57. طَيْرٌ شَهِيْرٌ الْحَمَامْ * وَالْمَوْتُ في العُرْفِ الْحِمَامْ
- 58. وَعَلَمًا جَاءَ الْحُمَامْ * عَلَى فَتًى مُنْتَسِبِ
- 59. لِمِحْنَةٍ قُلْ لَمَّةْ * وَشَعْرُ رَأْسٍ لِمَّةْ
- 60. وَجَمْعُ نَاسٍ لُمَّةْ * مَا بَيْنَ شَيْخٍ وَصَبِيْ
- 61. الْمَسْكُ جِلْدٌ يَا غُلاَمْ * وَالْمِسْكُ مِنْ طِيْبِ الْكِرَامْ
- 62. وَالْمُسْكُ بُلْغَةُ الطَّعَامْ * تَكْفِي الْفَتَى مِنْ نَشَبِ
- 63. الحَجْر في الثوب الأمامْ * والحِجر بالبيتِ الحرامْ
- 64. وحُجْرُ والدٌ همامْ * لامرئِ قيسِ العربِ
- 65. ذائبُ ثلجٍ سَقْطُ * وعينُ نارٍ سِقطُ
- 66. لولدٍ قلْ سُقطُ * إنْ لمْ يتِمَّ فاحسِبِ
- 67. مُتَّصِلُ الرَّمْلِ الرَّقَاقْ * وَفِي مَسِيلِ الْمَا الرِّقَاقْ
- 68. وَالْخُبْزُ إِنْ رَقَّ الرُّقَاقْ * يُقَالُ عِنْدَ الْعَرَبِ
- 69. وسُؤْرُ لَيْثٍ قَمَّةْ * وَرَأسُ طَوْرٍ قِمَّةْ
- 70. بِكَسْرِهَا وَالْقُمَّةْ * مَزْبَلَةٌ لِلْقَشَبِ
- 71. صوتُ الحديدِ الصَّلُّ * حيَّةُ الرّمل الصِّلُّ
- 72. تَغَيُّرُ الْمَا الصُّلُّ * فلا يكادُ يُشرَبِ
- 73. ظَبْيٌ كَحِيْلٌ الطَّلاَ * وَالْخَمْرُ قُلْ فِيْهِ الطِّلاَ
- 74. وَطُلْيَةٌ مِنَ الطُّلاَ * جِيْدُ الْفَتَى الْمُهَذَّبِ
- 75. أَمَّا الْغَزَالُ فَالرَّشَا * وَالْحَبْلُ لِلدَّلْوِ رِشَا
- 76. وَبذْلُ مَالٍ الرُّشَا * لِحَاكِمٍ مُسْتَكْلِبِ
- 77. حَبُّ الْقَرَنْفُلِ الزَّجَاجْ * وَزُجُّ الأرْمَاحِ الزِّجاجْ
- 78. وَلِلْقَوَارِيْرِ الزُّجَاجْ * وَهْوَ سَرِيْعُ الْعَطَبِ
- 79. رِيْقُ الْحَبِيْبِ الظَّلْمُ * وَفِي النَّعَامِ الظِّلْمُ
- 80. فَحْلٌ وَأَمَّا الظُّلْمُ * فَالْجَوْرُ مِنْ ذِي غَضَبِ
- 81. الْمَتْنُ لِلْمَرْءِ الْقَرَا * نزولُ ضَيْفٍ الْقِرَى
- 82. وَجَمْعُ قَرْيَةٍ قُرَا * كمَكَّةٍ وَيَثْرِبِ
- 83. الْقَطْرُ غَيْثٌ سَاكِبُ * وَالْقِطْرُ صِفْرٌ ذَائِبُ
- 84. وَالْقُطْرُ عُودٌ جَلبُوا * مِنْ عَدَنٍ فِي الْمَرْكَبِ
- 85. كُنَاسَةُ الْبَيْتِ اللَقَا * وَالزَّحْفُ لِلحَرْبِ اللِقَا
- 86. وَأَنْتَ أَعْقَدْتَ اللُقَا * مِنْ عَسَلٍ بِاللَهَبِ
- 87. الْحيَّةُ اسْمُ الْمَنَّةْ * والامتنانُ الْمِنَّةْ
- 88. وَالقوة اسْمُ الْمُنَّةْ * وَهْيَ دَلِيْلُ الْغَلَبِ
- 89. هَذَا تَمَامُ شَرْحِ مَا * نَظَمَ مَنْ تَقَدَّمَا
- 90. مِنْ أُدَبَاءِ الْعُلَمَا * مُثَلَّثًا لقُطْرُبِ
- 91. هَذَّبَهُ بالْحُبِّ * رَجَاءَ عَفْوِ الرَّبِّ
- 92. عَمَّا جَنَى مِنْ ذَنْبِ * عَبْدُالْعَزِيزِ الْمَغْرِبِي
- 93. مُصَلِّيًا مُسَلِّمَا * عَلَى رَسُولِ الْكُرَمَا
- 94. مُحَمَّدٍ مَنْ قَدْ سَمَا * على جميعِ العربِ
- 95. وَالآلِ وَالأَصْحَابِ مَا * لاَحَ بَرِيْقُ يَثْرِبِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تعريف مثلّث قطرب أو المثلّثات اللغويّة:
مثلّث قطرب أو مثلّثات قطرب دراسة لغويّة دِلاليّة تتناول المفردات في شكل مجموعات، تتركّب كُلُّ مجموعة من ثلاث كلمات متّفقة في البِنية الصَّرْفيَّة والحروف وترتيبها، وفي شَكْلِ الكلمات ما عدا في حركة “فاء” الكلمة -أو “عينها”-. وتختلف دِلالة كل مفردة تبعًا لاختلاف حركة “الفاء” -أو “العين”-، حيث يحصل بتغيّرِ الحركة تغيّرٌ في المعنى، ومنه الانتقال من مجال دِلاليّ إلى مجالّ دِلالي ءاخر. ويُعدّ قطرب أوّل من نبّه لهذا النّوع من الدِّراسة الدِّلاليّة، وهو أوّل من ألّف فيها بهذا العنوان. فمثلّثات قطرب تعدّ الأُوْلى من نوعها في هذا الميدان الدِّلاليّ، رغم أنّ الكتُبَ التي أُلِّفَتْ بعده قد فاقتْه في حجم المادّة العلميّة وتنوّعها، إلاّ أنّ كتاب المثلّثات أو المثلّث لقطرب أو الأرجوزة سيظل معلمًا بارزًا في الكشف عن هذا المنحى الدِّلاليّ، إذ اشتمل مثلَّثُه على اثنتين وثلاثين مفردة مثلّثة لم تردْ على ترتيبٍ مألوفٍ مثل التّرتيب الأبجديّ أو الموضوعيّ، ولم يُكشف حتى الآن عن كُنْهِ ذلك التّرتيب حيث بدأ بمجموعةِ الغمْرِ: “الغَمْرُ، الغِمْرُ، الغُمْرُ”، وانتهى بمجموعةِ الصّلِّ: “الصَّلُّ، الصِّلُّ، الصُّلُّ”. وكانت طريقته في عرض مادّته إيراد المجموعة كاملةً مضبوطةً بالشّكل، مرتّبة ترتيبًا تصاعديًّا بدءًا من أخفّ الحركات -وهي الفتحة- وانتهاء بأثقلها -هي الضمّة-. ثمّ شرع في بيان الدّلالة، مستشهدًا فيما يُذهب إليه بالقرءان والحديث والأشعار، إذ يقول: “فمنه الأوّل المفتوح والثّاني المكسور والثّالث المضموم، أوّله: الغَمْرُ والغِمْرُ والغُمْرُ، فأمّا الغَمْرُ فالماء الكثير، وأمّا الغِمْرُ فالحقد في الصّدر، ومنه الحديث: لا تجوز شهادة ذي الغِمْر على أخيه” اهـ، وقد وجدت بعض ألفاظه في سنن التّرمذيّ وسنن أبي داود وسنن ابن ماجه وغيرها، وفي مسند أحمد بلفظ: “لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا ذي غمر على أخيه”.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأشهر من كتب في المثلّثات اللغويّة بالإضافة إلى قطرب:
- 1. أبو محمّد عبدالله بن محمّد البطليوسيّ النّحويّ المتوفّى سنة 520هـ.
- 2. أبو حفص عمر بن محمّد القضاعيّ البلنسيّ المتوفّى سنة 570هـ.
- 3. جمال الدّين المعروف بابن مالك المُتَوَفَّى سنة 672هـ.
وأشهر من نظم على مثلّث قطرب:
- 1. عبدالوهّاب سديد الدّين المهلّبيّ البهنسيّ، وأوّل نظمه: “يا مولعًا بالغضبِ * والهجر والتجنّبِ”.
2. محمّد بن عليّ بن زريق ومن منظومته: “وابن زريق نظمَا * شرحًا لِمَا تقدّما * فربّما ترحّما * عليه أهل الأدبِ”، 977هـ.
- 3. الشّيخ عبدالعزيز المغربيّ المكناسيّ ومنظومته هي موضوع رسالتي هذه.
- 4. الأستاذ إبراهيم الأزهريّ، وأوّل نظمه: “الحمدُ لله الّذي هدانا * لمِلَّةِ الإسلامِ واجتبانا”.
فِقْرات هذه الرسالة:
- 1. ترجمة موجزة للشّيخ عبدالعزيز المغربيّ شيخ القرّاء بالمدينة المنوّرة في زمانه.
- 2. إثبات أصل بعض نُسَخ مخطوط منظومة الشّيخ عبدالعزيز المغربيّ.
- 3. ذكر منهجيّة التّحقيق التي اتّبعتُها خلال تدويني للرّسالة.
- 4. فضيحة التّزوير الوهّابيّ للمنظومة، وبيان الرّدّ الشرعيّ على ادّعاءاتهم.
- 5. تحقيق حروف المنظومة بحسب المخطوط وغيره مع شَكْل الأبيات.
- 6. المنظومة كاملة.
وفي الحاشية أيضا:
– بيان ما أشكل من معاني الأبيات.
– بيان ما أشكل في عَروض بعض الأبيات.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1. ترجمة موجزة للشّيخ عبدالعزيز المغربيّ [5]
* عبد العزيز بن عبد الواحد بن محمّد بن موسى المغربيّ المكناسيّ المدنيّ المالكيّ الإمام العالِم الأديب شيخ القرّاء بالمدينة المنوّرة على ساكنها أفضل الصّلاة وأتّم السّلام.
كان فاضلاً علاّمةً مفنّنًا شاعرًا صالحًا دمثَ الأخلاق كثيرَ التّواضع.
له عدّة منظومات في علوم شتّى منها:
منهج الوصول ومهيع السّالك للأصول في أصول الدين، ونظم جواهر السّيوطي في علم التّفسير، ودرر الأصول في أصول الفقه، ونتائج الأنظار ونخبة الأفكار في الجدل، ونظم العقود في المعاني والبيان، وتحفة الأحباب في الصّرف، وغنية الإعراب في النّحو، أوّلها: “الحمد لله الّذي قد فضّلا * بالعلم قومًا خصّهمْ تَفَضُّلا”، ونزهة الألباب في الحساب، والدّرّ في المنطق.
من شعره:
ذوو المناصِبِ إمّا أنْ يكون لهمْ * نَصْبٌ وإلاّ فهم فيها ذوو نَصَبِ
فلا تعرّجْ عليها ما بقِيتَ وكنْ * بالله محتسبًا في تركها تُصِبِ
لا سيَّما منصب القاضي فإنّك إنْ * تَزُغْ عن الحقّ فيه كنت ذا عَطَبِ
فإنْ قضى الله يومًا بالقضاء أخي * عليك فاعدلْ ولكنْ لا إلى الذَّهَبِ
قدم دمشقَ بعد أنْ زار بيت المقدس من جهة المدينة في سنة إحدى وخمسين ودخل في سفرته هذه إلى حلب، واستجاز بها الشّمس السّفيريّ، والموفّق بن أبي ذرّ، ثم عاد إلى المدينة المنوّرة، وتوفّي بها في سنة أربع وستّين وتسعمائة رحمه الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2. إثبات أصل نُسَخ مخطوط منظومة الشّيخ عبدالعزيز المغربيّ
وقد اعتمدتُ جزءًا من تحقيق الكاتبة الجزائريّة “ءاسية وعيل” المسمّى [نظم مثلّث قطرب لعبدالوهّاب البهنسيّ وشرحه المنظوم لعبدالعزيز المكناسيّ] مرجعًا لدراستي هذا الجزء من الرِّسالة، وكانت الكاتبة المذكورة اعتمدت على ثلاثة نُسَخ للمخطوط، كلّها في المكتبة الوطنيّة في الجزائر، وأُثْبِتَت النُّسَخ الثّلاث هذه وَفْقَ ما يلي:
1. النُّسْخة الأولى: محفوظة في المكتبة الوطنيّة في الجزائر ضمن مجموع رقمه [1830]، تاريخ النَّسْخ: 1143هـ/1725ر، يحتوي على نظم البهنسيّ وعبدالعزيز المغربيّ معا، وجاء فيه اسم نظم عبدالعزيز المغربيّ [المُوْرِث لمشكل المثلّث]، وهذه النُّسْخة كانت مدار تحقيق الكاتبة الجزائريّة. وهذه النُّسْخة تحمل في هذا الجزء من رسالتي هذه: الرّمز [أ].
- 2.
3. النُّسْخة الثّانية: محفوظة في المكتبة الوطنيّة في الجزائر ضمن مجموع رقمه [389]، تاريخ النَّسْخ 1167هـ/1749ر، وليس فيها نظم البهنسيّ، وهذه النُّسْخة تحمل في هذا الجزء من رسالتي هذه: الرّمز [ب].
- 4.
5. النُّسْخة الثّالثة: محفوظة في المكتبة الوطنيّة في الجزائر ضمن مجموع رقمه [929]، تاريخ النَّسْخ: في القرن الثّاني عشر الهجريّ. وليس فيها نظم البهنسيّ، وهذه النُّسْخة تحمل في هذا الجزء من رسالتي هذه: الرّمز [ج].
وقد ذكر بروكلمان أنّ هذا المخطوط له نُسَخ عديدة في مختلف مكتبات الدّنيا، وأنا أنقل هنا ما وجدته في بعض كتب المحقِّقين مِنْ أنّ لنظم عبدالعزيز المغربيّ رحمه الله ممّا سوى المكتبة الوطنيّة في الجزائر نُسَخ مخطوطة في:
– مكتبة باتربس، رقم [1087].
– مكتبة فاس في المغرب، رقم [1318].
– دار الكتب المصريّة – القسم الثّاني، رقم [42].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأَشْكَل اسم ناظم [المُوْرث لمشكل المثلّث] في النُّسَخ الثلاث حيث ذُكر اسم النّاظم عبدالرّحمن بن نعيم المغربيّ في الابتداء -وهو خطأ- إذ إنّ النّاظم ذكر اسمه في ختام نظمه واسمه هو عبدالعزيز المغربيّ كما في قوله:
هَذَّبَهُ بالْحُبِّ * رَجَاءَ عَفْوِ الرَّبِّ
عَمَّا جَنَى مِنْ ذَنْبِ * “عَبْدُالْعَزِيزِ الْمَغْرِبِيّ”
وعليه فإنّ عبدالرّحمن بن نعيم المغربيّ هو نفسه عبدالعزيز المغربيّ أو هو ناسخ -أو ناقل- نظم عبدالعزيز المغربيّ، أو أخطأ النّاسخ في الابتداء، وإلاّ فقد أثبت المؤرِّخون وكلُّ مَن حقّق الكتاب نسبتَه لعبدالعزيز المغربيّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
3. منهجيّة التحقيق
1) قلّدت في ترتيب أبيات المنظومة –ما عمِلَه بعض المحقِّقين- في اعتمادهم ترتيبًا “هجائيًّا” لأبيات نظم الشّيخ عبدالعزيز المغربيّ رحمَه الله، مختلفًا عن ترتيب المخطوط الّذي جاء مختلطًا.
2) اعتمدتُ حروف النُّسْخة [أ] في النصّ، إلاّ في حالتين:
أ) إنْ كان البيت المثبَت توفّر في إحدى النُّسْختين [ب] و[ج] ولم يتوفّر في النُّسْخة [أ]، وبيّنت ذلك في الحاشية.
ب) وحيث أدّى إثبات حروف نُسَخِ المخطوط إلى أنْ يُشكل أمر العروض، فأثبتُّ غير ما في النُّسَخ الثّلاث، وأثبتُّ الأصل –المخالف للمعهود من أوزان الخليل- في الحاشية.
3) أشرت في الحاشية إلى ما اختلف عن النُّسْخة [أ] في النُّسْختين [ب] و[ج].
4) زدت في الحاشية بعضَ الوجوه ممّا أثبتَه بعض المحقّقين إنْ كانَ يحمل وجهًا مقبولاً.
5) زدتُ أبياتًا لم تثبت في الأصل المخطوط بنُسَخه الثّلاث، وبيّنت كلّ ذلك في الحاشية.
6) لم أعتمد تشكيل ما جاء به تحقيق المخطوط، إذ لم يثبت لديّ أنّ التّشكيل من أصل النُّسَخ، وأشرت -في مرّات- إلى ما ورد في [تحقيق نُسَخ المخطوط] من أخطاء في شَكْل الكلمات على مقتضى النَّحْو.
7) وفي الحاشية: ما انطبقت عليه الأقواس هو نصّ حروف أوّل مصدر –أو مرجِع- لغويّ أثبَتُّه بين منطبقَين على هذه الصّورة []، وقد تتعدّد النّصوص قبل إثبات المصدر – المرجِع.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
4. فضيحة التّزوير الوهّابيّ للمنظومة، وبيان الرّدّ الشرعيّ
ثم إنَّ من جملة فضائح الفِرقة الوهّابيّة الشّاذة أنّهم أقدموا على تحريف قصيدة الشّيخ عبدالعزيز المغربيّ رحمه الله، فقِسْمٌ منهم حذف البيتَيْنِ كما فعل –عمّار بن خميسي- تقليدًا لمشايخ الوهّابية، وقِسْمٌ ءاخَر حرّف في كلماته وحروفه، وزعموا أنّ توسّل الناظم فيه برسول الله صلّى الله عليه وسلّم توسُّلا غير مشروع –بزعمهم- هو ما دفعهم لذلك، وكذَبوا، إنّما توسّل النّاظم توسّلا أقرّه الشّرع وعلّمنا إيّاه نبيُّنا والصّحابة والتّابعون، ولذلك أفردتُ هذه الفِقْرة لبيان ذلك وإثبات الأصل، قال الشّيخ عبدالعزيز المغربيّ رحمه الله:
وَسَلْ مِنَ المَوْلَى العَليّْ * غُفْرَانَ كُلِّ الزَّلَلِ [6]
– ثمَّ قُبولَ العملِ * بالمصطفى المقرَّبِ – [7]
وهذا البيت ثابت في جميع النُّسَخ المخطوطة فلم يُستَثْنَ مِنْ أيٍّ منها، ممّا مؤداّه ثبوت البيت عن الشّيخ عبدالعزيز المغربيّ شيخ قرّاء المدينة المنوّرة في زمانه [8]، فانظر –أخي القارئ- إلى جميل دعاء هذا العالِم فهو يدعو الله أنْ يقبل منه عملَه بجاه نبيّنا -عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم- ولم يدّعِ النّاظم أنّ النبيّ يخلق الضّرّ أو يخلق النّفع كما يزعم الوهابيّة الجهلة!، فغيّر الوهّابيّة بيت الشّعر على عادتهم في التّزوير وتزيين الكذب على النّاس فصار البيت –عندهم- بعد تحريفهم له كالتّالي:
وَسَلْ مِنَ المَوْلَى العَليّْ * غُفْرَانَ كُلِّ الزَّلَلِ
– متابعًا في العملِ * للمصطفى المقرّبِ –
من هنا نردّ تزوير الوهّابيّة الذين توهّموا أنّ التّوسّلَ عبادةٌ للمتَوَسَّلِ به، وكذبوا، فالتّوسّل طَلَبُ حصولِ منفعة أو اندفاعِ مضرّة من الله بِذِكرِ اسم نبيّ أو وليّ إكرامًا للمتوَسَّلِ به. قال تعالى: {وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ} الآية.. [9] أي اطلبوا كلّ شيءٍ يُقرّب إليه، اعملوا الأسباب فنحقّقُ لكم المسبَّبات، نحقّقُ لكم مطالبكم، وهو قادرٌ على تحقيقِها بدونِها.
ومن الأدلّةِ على جواز التّوسّل: الحديثُ الّذي رواهُ الطبرانيُّ [10] وفيه أنّ الرّسولَ صلّى الله عليه وسلّم عَلَّم الأعمى أنْ يَتوسّل به فذهَبَ الأعمى فتوسّل به في حالة غيبته وعادَ إلى مجلس النبيّ مبصرا، وكانَ ممّا علّمَهُ الرسولُ أنْ يقول: “اللهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة يا محمّد إنّي أتوجّه بك إلى ربّي في حاجتي [ويسمّي حاجته] لتقضى لي” [11].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
حاشية الفِقرات: [1] و[2] و[3] و[4]:
[1]: قطرب هو محمّد بن المستنير بن أحمد، أبو عليّ، نحويّ عالم بالأدب واللغة من أهل البصرة، وهو أوّل من وضع [المثلّث في اللغة]. كان يبكر إلى سيبويه فقال له: “ما أنت إلاّ قطرب ليل” فبقي علمًا عليه، والقطرب دويبة لا تزال تدبّ ولا تفتُر، قيل إنّه كان يرى رأيَ النّظّاميّة وهي فرقة النّظام إبراهيم بن سيّار من أكفر المعتزلة، توفّي قطرب عام 206ه/821ر: [الوافي بالوفيّات]، [الأعلام]. والأرجوزة القطربيّة تُنسب لقطرب وتُنسب لعبدالوهّاب سديد الدّين المهلّبيّ البهنسيّ، أوّلها: “يا مولعًا بالغضبِ * والهجر والتجنّبِ * هجرك قد برّح بي * في جِدّه واللعبِ”، وفي نسبتها –منظومة- خلاف كبير بين المحقِّقين بيّنتُه في رسالة أخرى من كتابي: [التأدّب بتحقيق مثلّث قطرب].
[2]: المُورِثُ لمشكل المثلّث: نظمٌ وضعه شيخ قرّاء المدينة المنوّرة في زمانه الشّيخ عبدالعزيز المغربيّ على مثلّث قطرب، يقع في [93] بيتا بحسب مجموع ما توفّر في النٌّسَخ الثّلاث بينما تجد في الفِقرة السّابعة من هذه الرّسالة خمسا وتسعين بيتا بسبب زيادة من بعض المحقِّقيم مما لم يثبت في الأصل، حيث خلت النُّسَخ الثّلاث التي وقفنا على تحقيقها من نظم شرح كلمة الحجر بالفتح والكسر والضم، غير أنَّ محقِّقين ءاخرين أوردوا بيتين في ذلك لا أعرف هل هي من الأصل أم من زيادة أحد على نظم المغربيّ، ثم قد تكون النُّسْخة نَقَصَت فلم نجد فيها نظم شرح كلمةٍ وجدنا نظم شرحها في نُسْخة أخرى وقد بيّنت ذلك في الحاشية.
[3]: يُنشر لاحقا -إن شاء الله تعالى- بكامله في منتدى السّنا www.alsana.org.
[4]: سورة ق/35.
[5]: [شذرات الذّهب] لابن العماد الحنبليّ، [الكواكب السّائرة بأعيان المائة العاشرة] للنّجم الغزيّ.
[6]: مجزوء بحر الرّجز.
[7]: وهكذا توسّل الشّيخ عبدالعزيز المغربيّ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم في دعائه إلى الله ليتقبّل الله عملَه، والتوسّل أمر مشروع في ديننا، يقول العلاّمة الشّيخ أبو عبدالرّحمن عبدالله بن محمّد بن يوسف الهرريّ الشّيبيّ العبدريّ في كتابه [الشّرح القويم في حلّ ألفاظ الصّراط المستقيم] ما نصّه: “اعلمْ أنه لا دليل حقيقيّ يدل على عدمِ جوازِ التوسّل بالأنبياء والأولياءِ في حال الغَيبةِ أو بعد وفاتهم بدعوى أنّ ذلكَ عبادةٌ لغير الله، لأنّه ليس عبادة لغير الله مُجرّد النّداء لحيّ أو ميّتٍ ولا مجرّد التّعظيم ولا مجرّد الاستغاثة بغير الله، ولا مجرّد قصد قبر وليّ للتبرّك، ولا مجرّد طلب ما لم تجر به العادة بين النّاس، ولا مجرّد صيغة الاستعانةِ بغير الله تعالى، أي ليس شِركًا لأنّه لا ينطبقُ عليه تعريفُ العبادة عند اللغويين، لأنّ العبادة عندهم الطّاعة مع الخضوع. قال الأزهريّ -الذي هو أحد كبار اللغويين في كتاب [تهذيب اللغة] نقلاً عن الزّجاج الّذي هو من أشهرهم-: “العبادةُ في لغةِ العرب الطّاعة مع الخُضوع”، وقال مثله الفرّاء كما في [لسان العرب] لابن منظور. وقد جعل الله سبحانه وتعالى من الأسباب المُعِينة لنا لتحقيق مطالبَ لنا التوسّل بالأنبياء والأولياء في حال حياتهم وبعد مماتهم، فنحن نسأل اللهَ بهم رجاءَ تحقيق مطالبنا، فنقول: اللهمّ إنّي أسألُك بجاه رسول الله أو بحرمة رسول الله أنْ تقضي حاجتي وتفرّج كربي، أو نقول: اللهمّ بجاه عبد القادر الجيلانيّ ونحو ذلك، فإنّ ذلك جائزٌ وإنّما حرّم ذلك الوهابيّةُ فشذّوا بذلك عن أهل السنة” انتهى كلام العلاّمة الهرريّ.
[8]: ترجمته في الفقرة الأولى من الرّسالة.
[9]: سورة المائدة/35.
[10]: في معجمَيْه -الكبير والصغير- وصحّحه.
[11]: للمزيد في التوسّل: [http://www.muslems.net/vb/showthread.php?t=5007].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5. تحقيق حروف منظومة الشّيخ عبدالعزيز المغربيّ
بحسب نُسَخ المخطوط وغيرها
{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِِ}
- 1. حَمْدًا لِبَارِئِ الأَنَامْ * ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمْ [1]
[1]: ابتدأ النّاظم بحمدالله، والصّلاة والسّلام على رسول الله: طلبًا للبركة، البارئُ: مِن أَسماءِ اللّه عزَّ وجلَّ وفي التنزيلِ العزِيزِ: {الْبَارِئُ} [الحشر/24]، و”قال ابنُ سِيدَه: برَأَ اللّهُ الخَلْقَ يَبْرَؤُهم بَرءًا وبُرُوءًا: خَلَقَهُم”، و”الأنام: ما ظهر على الأرض من جميع الخَلْق” [لسان العرب].
- 2. مَا نَاحَ فِي دَوْحٍ حَمَامْ * عَلَى الرَّسُولِ الْعَرَبِي [2]
[2]: ونَوْحُ الحمامة: “ما تُبْدِيه من سَجْعِها على شكل النَّوْحِ”، والدّوح: جمع الدَّوْحة وهي: “الشّجرة العظيمة المتّسعة” [لسان العرب]، والرّسول العربيّ: هو سيّدنا محمّد بن عبدالله بن عبدالمطّلب عليه الصّلاة والسّلام، وفي الحديث الشّريف: “إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشًا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم” رواه مسلم في [صحيحه].
- 3. وَءالِهِ وَصَحْبِهِ * وَمَنْ تَلاَ مِنْ حِزْبِهِ [3]
[3]: والحزبُ: “الجَماعةُ” [لسان العرب].
- 4. سَبِيْلَهُ فِي حُبِّهِ * عَلَى مَمَرِّ الْحِقَبِ [4]
[4]: “السّبيل: الطّريق”، “والحِقَبُ: السِّنونَ” [لسان العرب].
- 5. وَبَعْدُ فَالْقَصْدُ بِمَا * أوردتُه شرحٌ لما [5]
[5]: وهذا في غير نُسَخ المخطوط وهو من تصرُّفي فيه، وفي النُّسَخ: “وَبَعْدُ فَالْقَصْدُ بِمَا * أوردتُه شرحًا لما”: وفي شَكْلِ قوله: “شرحًا” إشكال نحْويّ، وفي غير المخطوط: “وبعدُ فالقصد بما * نظمتُه شَرْحٌ لِمَا”، و”النّظم: التّأليف”: والمراد هنا نظم الشِّعر على مقتضى العروض “ومنه: نَظَمْتُ الشِّعر ونَظَّمْته” [لسان العرب].
- 6. قَدْ كَانَ قَبْلاً نُظِمَا * مُثَلَّثًا لقُطْرُبِ [6]
[6]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “قَدْ كَانَ قَبْلُ نُظِمَا * مُثَلَّثًا لقُطْرُبِ”.
- 7. مُقَدِّمًا فَتْحًا عَلَى * كسرٍ وضمٍّ مُسْجَلا [7]
[7]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “مقدِّما فتحها على * كَسْرٍ فَضَمٍّ مُسْجَلاَ”، وقد قدّم –في شَكْل الحروف المختلِف شَكْلُها- الفتح على الكسر ثمّ الكسر على الضّمّ في سائر أبيات منظومته، و”المُسْجَل: المبذول المباح الّذي لا يُمْنَع من أَحد” [لسان العرب].
- 8. وَهَكَذَا عَلَى الْوِلاَ * نَظْمًا عَلَى التَّرَتُّبِ [8]
[8]: وفي تحقيق وعيل: “الوَلا” بفتح الواو، و”الوَلاءُ: الموالُون”، ولعلّ وعيل أخطأت في الشَّكْل، والصّحيح بالكسر “الوِلا” كما في غير تحقيق نُسَخ المخطوط، و”افْعَلْ هذه الأشياء على الوِلاء أي: مُتابَعةً”، و”يقال: أَصَبْتُه بثلاثة أسهم وِلاء أي: تِباعًا” [لسان العرب]، والوِلا –في بيت الشِّعر- مقصورة للضّرورة الشّعريّة، وأصلها الوِلاء.
- 9. فَسَمِّهِ بالمُوْرِثِ * لِمُشْكِلِ الْمُثَلَّثِ [9]
[9]: وفي تحقيق وعيل: “فَسِمْهُ بالمُوَرِّثِ * لمشكل المثلّثِ”، واعتمدتُ غيره لأنّ الشَّكْل لم يثبت أنّه من أصل المخطوط، وفي غير نُسَخ المخطوط: “سَمَّيْتُهُ بالْمُوْرِثِ * لِمُشْكِلِ الْمُثَلَّثِ”، وربّما كلٌّ يصحّ، لكن في غير نُسَخ المخطوط: “المَوْرِث” لم أجده.
- 10. مِنْ غَيْرِ مَا تَرَيُّثِ * وفُزْ بِنَيْلِ الأرَبِ [10]
[10]: وفي غير المخطوط: “مِنْ غَيْرِ مَا تَرَيُّثِ * مَنْ لي بنيل الأربِ”، “الرَّيْثُ: الإِبْطاءُ”، و”أَرِبَ إِليه يَأْرَبُ أَرَبًا: احْتاجَ” [لسان العرب].
- 11. وَسَلْ مِنَ المَوْلَى العَليّْ * غُفْرَانَ كُلِّ الزَّلَلِ [11]
[11]: المولى: “الوَليُّ وذلك قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ ءامَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ} [محمّد/11] أي: لا وليَّ لهم” [لسان العرب]، والله عزّ وجلّ هو الأعلى، وفي التّنزيل: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى/1]: “نزّهَ ذاتَه عمّا لا يليق به، والاسم صلة وذلك بأنْ يُفَسَّر الأعلى بمعنى العلوِّ الّذي هو القهر والاقتدار لا بمعنى العلوِّ في المكان” [تفسير النّسفيّ المسمّى: مدارك التّنزيل وحقائق التّأويل]، “والعَلاءُ: الرِّفْعَة”، “والرِّفْعة: خلاف الضّعة، رَفُع يَرْفُع رَفاعة، فهو رَفيع إِذا شَرُف”، و”اسمه الأَعْلى أَي: صفته أَعْلى الصفات” [لسان العرب]، والله تعالى: “كان ولم يكن شَيءٌ غيرُه” [صحيح البخاري]، فكما صحّ في العقل وجوده تعالى قبل خلق الأمكنة والجهات بلا مكان ولا جهة: صحّ في العقل وجوده بعد خلق الأمكنة والجهات بلا مكان ولا جهة، إذن، الّذي يليق بالله تعالى هو علوّ القدر لا علوّ المكان، لأنّه لا شأن في علوّ المكان، وإنّما الشّأن في علوّ القدر. قال إمام أهل السُّنَّة والجماعة الإمام أبو جعفر الطّحاويّ رضي الله عنه –وهو من أكابر أئمّة السّلف الصّالح- في عقيدته المشهورة التي هي عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة: “تعالى –الله- عن الحدود والغاياتِ والأركان والأعضاء والأدوات، لا تحويه الجهات السِّتُّ كسائر المبتدعات” اهـ. والغفران التّغطية على الذّنوب والعفوُ عنها: “غَفَرَ الله ذنوبه أي: سترها”، و”الزَّلَل: مثل الزَّلَّة في الخَطَإِ” [لسان العرب].
- 12. ثمَّ قُبولَ العملِ * بالمصطفى المقرَّبِ [12]
[12]: وقد تعرّض هذا البيت للتّحريف والتّزوير على يد بعض أتباع الطّائفة الوهّابية الشّاذّة، فحذفه بعضهم وحرّف فيه بعضهم الآخر فكتب ما لم ينظمه الشّيخ عبدالعزيز المغربيّ وللبيان راجع الفِقْرة [4] من الرسالة أعلاه، ويقال: “قَبِل الشيءَ قَبُولاً وقُبُولاً” بفتح “القاف” وضمّها. والمصطفى هو نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، و”المقرَّب” ليس في معنى المسافة وإنّما في مقام الرِّضى والتّعظيم والفضل عند الله تبارك وتعالى، و”في الحديث: “مَنْ تَقَرَّب إِليَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِليه ذِراعًا” المرادُ بقُرْبِ العَبْدِ منَ اللّه عزّ وجلّ القُرْبُ بالذِّكْر والعمل الصّالح، لا قُرْبُ الذّاتِ والمكان، لأَنّ ذلك من صفات الأَجسام، واللّهُ يَتَعالى عن ذلك ويَتَقَدَّسُ، والمراد بقُرْبِ اللّه تعالى من العبد، قُرْبُ نعَمِه وأَلطافه منه، وبِرُّه وإِحسانُه إِليه، وتَرادُف مِنَنِه عنده، وفَيْضُ مَواهبه عليه” [لسان العرب]، والحديث المذكور في كلام ابن منظور أخرجه البخاريّ في [صحيحه]. قال -أمير المؤمنين في علم الحديث- ابن حجر العسقلانيّ ما نصّه: “إضافة الدّنوِّ والقرب إلى الله تعالى أو مِن الله ليس دنوّ مكان ولا قرب زمان وإنّما هو بالنّسبة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إبانة لعظيم منزلته وشريف رتبته، وبالنّسبة إلى الله عزّ وجلّ تأنيس لنبيّه وإكرام له”، وقال ابن حجر: “وقال غيره: الدنوّ مجاز عن القرب المعنويّ لإظهار عظيم منزلته عند ربِّه تعالى” [فتح الباري شرح صحيح البخاريّ]، كذلك جاء في الحديث النّبويّ الشّريف: “أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد” [صحيح مسلم وأبو داود والنّسائيّ]، قال النّوويّ: “قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ”، معناه: أقرب ما يكون من رحمة ربّه وفضله” [شرحه على صحيح مسلم].
- 13. صلّى عليه ذو العُلا * ما هطلتْ مزْنٌ على [13]
[13]: “والعُلا: جمع العُلْيا أَي: جمع الصّفة العُليا والكلمة العلْيا، ويكون العُلى جمع الاسم الأَعْلى، وصفةُ الله العُلْيا شهادةُ أَنْ لا إله إلا الله، فهذه أَعلى الصّفات، ولا يوصف بها غير الله وحده لا شريك له”، و”المُزْنُ: السَّحاب عامّةٌ، وقيل: السّحاب ذو الماء، واحدته مُزْنةٌ” [لسان العرب].
- 14. رَبْعٍ فأضحى مُبقِلا * من كلِّ نوعٍ طيِّبِ [14]
[14]: وفي غير نُسَخ المخطوط “مقبلا”، وأظنه أخطأ، و”الرَّبْع: المنزل والدّار بعينها، والوَطَنُ متى كان وبأَيِّ مكان كان”، و”المُبْقِلة: ذات البَقْل”، و”البَقْل من النّبات ما ليس بشجر دِقٍّ ولا جِلٍّ، وحقيقة رسمه أَنّه ما لم تبق له أُرومة على الشّتاء بعدما يُرْعى، وقال أَبو حنيفة: ما كان منه ينبت في بَزْره ولا ينبت في أُرومة ثابتة فاسمه البقْل، وقيل: كل نابتة في أَوّل ما تنبت فهو البَقْل، واحدته بَقْلة” [لسان العرب].
غمر
- 15. فالْغَمْرُ مَاءٌ غَزُرَا * وَالْغِمْرُ حِقْدٌ سُتِرَا [15]
- 16. وَالْغُمْرُ ذُو جَهْلٍ سَرَى * فِيْهِ وَلَمْ يُجَرِّبِ [16]
[15]: “الغَمْرُ: الماء الكثير”، “الغَزارةُ: الكثرة”، و”الغِمْرُ والغَمَرُ: الحقد والغلّ”، و”سَتَرَ الشَّيءَ يَسْتُرُه ويَسْتِرُه سَتْرا وسَتَرا: أَخفاه” [لسان العرب].
[16]: و”رجل غُمْر وغَمِر: لا تجربة له بحرب ولا أَمر ولم تحنِّكه التَّجارب”، و”السُّرَى: سَيرُ اللَّيلِ عامَّتهِ، وقيل: السُّرَى سيرُ اللَّيلِ كلِّه” [لسان العرب].
السّلام
- 17. تَحِيَّةُ الْمَرْءِ السَّلاَمْ * وَاسْمُ الْحِجَارَةِ السِّلاَمْ [17]
- 18. وَالْعَرْفُ فِي الْكَفِّ السُّلاَمْ * رَوَوْهُ فِي لَفْظِ النَّبِيْ [18]
[17]: “السِّلام، وهو الحجر”، و”السِّلامُ، على هذه الرّواية: الحجارة” [لسان العرب].
[18]: و”العَرْفُ: الرّيح، طيّبة كانت أَو خبيثة”، ولم أجده موافقًا للمعنى، وأثبت البعض في غير تحقيق نُسَخ المخطوط: “وَالْعِرْقُ فِي الْكَفِّ السُّلاَمْ * رَوَوْهُ فِي لَفْظِ النَّبِيْ”، ولم أجده موافقًا للمعنى، وأحسبها “العَرْقُ”، و”العَرْقُ: العظم الّذي عليه اللحم”. أمّا السُّلام –بضمّ السّين- فقد “قال ابن الأَثير: السُّلامَى: جمع سُلامِيَةٍ وهي الأُنْمُلَةُ من الأَصابع، وقيل: واحده وجمعه سواء، وتجمع على سُلامَيَاتٍ، وهي التي بين كل مَفْصِلَيْنِ من أَصابع الإِنسان”، و”السُّلامى: عظامُ الأَصابع في اليد والقَدَم، قال ابن الأَعرابيّ: السُّلامى: عِظامٌ صِغارٌعلى طول الإِصبع أَو قريب منها، في كلّ يد ورجل أَربع سُلامَياتٍ أَو ثلاث” [لسان العرب]، و”قال قطرب: السُّلامَيَات عروقُ ظاهر الكفِّ والقدم” [المصباح المنير]. وقول النّاظم: “رَوَوْهُ فِي لَفْظِ النَّبِيْ” إشارة إلى ما ورد في الحديث: “كل سلامى من النّاس عليه صدقة” [البخاريّ ومسلم].
الكلام
- 19. أَمَّا الْحَدِيْثُ فَالْكَلاَمْ * وَالْجَرْحُ فِي الْمَرْءِ الْكِلاَمْ [19]
- 20. وَالْمَوْضِعُ الصُّلْبُ الْكُلاَمْ * لِلْيَبْسِ وَالتَّصَلُّبِ [20]
[19]: وفي غير تحقيق نُسَخ المخطوط “الجُرح” بضمّ الجيم، والكَلام معروف، و”الكِلام: الجِراح” [لسان العرب].
[20]: وفي تحقيق ءاسية وعيل: “الصَّلب” بفتح الصاد، و”الصَّلْبُ: مصدر صَلَبَه يَصْلُبه صَلْبًا”، وأظنّ أنّ الصّحيح بضمّها، و”الصُّلْبُ من الأَرض: المَكانُ الغَلِيظُ المُنْقاد”، وفي غير تحقيق نُسَخ المخطوط بضم الياء: “اليُبْس، بالضم: نقيض الرطوبة”، وأحسبها بالفتح: و”اليَبْسُ، بالفتح: اليابِسُ”، و”يقال للحطب: يَبْسٌ، وللأَرض إِذا يَبِسَت: يَبْسٌ” [لسان العرب].
الحرّة
- 21. الْحَرَّةُ الْحِجَارَةْ * وَالْحِرَّةُ الْحَرَارَةْ [21]
- 22. وَالْحُرَّةُ الْمُخْتَارَةْ * مِنْ مُحْصَنَاتِ الْعَرَبِ [22]
[21]: “والحَرَّةُ من الأَرضين: الصُّلبة الغليظة التي أَلبستها حجارة سود نخرة كأَنّها مطرت”، و”الحِرَّةُ والحَرارَةُ: العَطَشُ، وقيل: شدّته” [لسان العرب].
[22]: “الحُرَّة: نقيض الأَمَةِ”، و”كلُّ امرأَةٍ عفيفةٍ مُحْصَنةٌ ومُحْصِنَةٌ، وكلُّ امرأَة متزوِّجة مُحْصَنةٌ بالفتح لا غير”، والمعنى المراد في البيت العفيفة –متزوِّجة كانت أو ليست متزوِّجة- لأنّ الحرّة قد تكون عَزَبَةً [لسان العرب].
الحلم
- 23. والْحَلْمُ ثَقْبٌ فِي الأَدِيْمْ * وَالْحِلْمُ مِنْ خُلْقِ الْكَرِيْمْ [23]
- 24. وَالْحُلْمُ فِي النَّومِ العميْمْ * بِالصِّدْقِ أَوْ بِالْكَذِبِ [24]
[23]: كأنّ الأصل “حَلَمٌ” ثم سكّن اللام للضّرورة الشِّعريّة، “والحَلَمُ، بالتّحريك: أنْ يَفْسُد الإهابُ في العمل ويقعَ فيه دود فيَتَثَقَّبَ”، و”الإِهابُ: الجِلْد من البَقَر والغنم والوحش ما لم يُدْبَغْ”، والثَّقْبُ “الخَرْقُ النافِذُ”، و”الأَدِيمُ: الجِلْد ما كان”، و”الحِلْمُ، بالكسر: الأَناةُ والعقل” [لسان العرب].
[24]: وفي غير تحقيق نُسَخ المخطوط أثبته البعض على هذه الصّورة: “وَالْحُلْمُ فِي النَّومِ النَّعيْمْ * بِالصِّدْقِ أَوْ بِالْكَذِبِ”، و”الحُلْمُ والحُلُم: الرُّؤْيا” [لسان العرب]..
السّبت
- 25. السَّبْتُ يَوْمٌ عُهِدَا * وَالسِّبْتُ نَعْلٌ حُمِدَا [25]
- 26. وَالسُّبْتُ نَبْتٌ وُجِدَا * فِي مَعْمَرٍ أَوْ سَبْسَبِ [26]
[25]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “السَّبْتُ يَوْمٌ عُبِدَا * وَالسِّبْتُ نَعْلٌ حُمِدَا”، وليس كذلك، و”السَّبْتُ: من أَيّام الأُسبوع”، وعُهِد: فهو معهود “والمعهودُ: الّذي عُهِدَ وعُرِفَ”، و”السِّبْتُ الجِلْدُ المدبوغُ”، و”نِعالٌ سِبْتِيَّة: لا شعر عليها” [لسان العرب]، و”النَّعْلُ: ما وَقَيْتَ به القَدَمَ من الأرضِ” [القاموس المحيط للفيروزآبادي]، و”الحمد: نقيض الذَّم” [لسان العرب].
[26]: “والسُّبْتُ والسَّبْتُ: نَبات شِبْه الخِطْمِيِّ”، و”الخِطْمِيُّ والخَطْمِيُّ: ضرب من النّبات يُغْسَلُ به” [لسان العرب] و”الخِطْمِيُّ، ويُفْتَحُ: نباتٌ مُحَلِّلٌ مُنَضِّجٌ مُلَيِّنٌ، نافِعٌ..” [القاموس المحيط]. و”المَعْمَرُ: المَنْزِلُ الواسع من جهة الماء والكلأِ الّذي يُقامُ فيه”، و”السَّبْسَبُ: القَفْرُ والمَفازة” [لسان العرب] و”القَفْرُ مفازة لا نبات فيها ولا ماء” [مختار الصِّحاح].
السّهام
- 27. لشِدَّة الْحَرِّ السَّهَامْ * وَلِلنِّبَالْ قُلْ سِهَامْ [27]
- 28. وَلِضِيَا الشَّمْسِ سُهَامْ * بمَشْرِقٍ أَوْ مَغْرِبِ [28]
[27]: “السَّهامُ، بالفتح: حَرُّ السَّمُومِ”، و”السَّمُومُ: الريحُ الحارَّة”، و”السَّهْمُ: واحد النَّبْلِ، وهو مَرْكَبُ النَّصْلِ، والجمع أَسْهُمٌ وسِهامٌ” [لسان العرب].
[28]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “وَلِضِيَا الشَّمْسِ السُّهَامْ * فِي مَشْرِقٍ أَوْ مَغْرِبِ”.
الدّعاء
- 29. وَدَعْوَةُ الْمرءِ الدُّعَا * وَدِعْوَةُ الْعبدِ الدِّعَا [29]
- 30. وَدُعْوَةٌ مَا صُنِعَا * لِلأَكْلِ وَقْتَ الطَّرَبِ [30]
[29]: وفي تشكيل تحقيق وعيل: “وَدَعْوَةُ الْمرءِ الدَّعا” بفتح الدّال وتشديدها، ولم أجده. وفي [لسان العرب]: “والدُّعاءُ: الرَّغْبَةُ إلى الله عز وجل، دَعاهُ دُعاءً ودَعْوَى”، و”الدَّعوة: المَرَّة الواحدةَ من الدُّعاء”، و”الدعاءُ: واحد الأَدْعية” وفيه: “والدِّعْوة، بكسر الدال: ادِّعاءُ الوَلدِ الدَّعِيِّ غير أَبيه” اهـ، كذلك في غير نُسَخ المخطوط: “وَدَعْوَةُ الْعَبْدِ الدُّعَا * وَدِعْوَةُ الْمَرْءِ الدِّعَا”.
[30]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “وَدُعْوَةٌ مَا صُنِعَا * لِلأَكْلِ وَقْتَ الطَّلَبِ”، و”الدَّعْوَةُ: الحَلِف، والدُّعاء إلى الطَّعامِ، ويُضَمُّ” [القاموس المحيط]، و”الطَّرَبُ: الفَرَح والحُزْنُ” [لسان العرب].
الشّرب
- 31. فالشَّرْبُ جَمْعُ النُّدَمَا * وَالشِّرْبُ حَظٌّ قُسِمَا [31]
- 32. وَالشُّرْبُ فِعْلٌ عُلِمَا * وَقِيلَ مَاءُ الْعِنَبِ [32]
[31]: “الشَّرْبُ والشُّرُوبُ: القَوم يَشْرَبُون، ويجْتَمعون على الشَّراب”، و”الجَماعةُ والجَمِيع والمَجْمع والمَجْمَعةُ: كالجَمْع”، و”النَّدِيمُ: المُنادِمُ، والجمع: نُدَماءُ”، و”الشِّرْبُ: النَّصِيبُ من الماء” [لسان العرب].
[32]: “ابن سيده: شَرِبَ الماءَ وغيره شَرْبًا وشُرْبًا وشِرْبًا” [لسان العرب].
الخرق
- 33. والْخَرْقُ مَا قَدْ عَظُمَا * وَالْخِرْقُ حُرٌّ كَرُمَا [33]
- 34. وَالْخُرْقُ حُمْقٌ لَؤُمَا * فَمِنْهُ كُنْ ذَا هَرَبِ [34]
[33]: “الخَرْقُ: الفلاة الواسعة، سميت بذلك لانْخِراق الريح فيها”، و”الخِرْقُ من الفِتْيان: الظريف في سَماحة ونَجْدة”، و”الخِرْقُ، بالكسر: الكريم المُتَخرِّقُ في الكرَم، وقيل: هو الفَتى الكريم الخَليقةِ” [لسان العرب].
[34]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “وَالْخُرْقُ حمقُ اللؤَما * فَمِنْهُ كُنْ ذَا هَرَبِ”، و”الخُرْق: الحُمق”، و”اللُّؤْم: ضد العِتْقِ والكَرَمِ” [لسان العرب].
اللحا
- 35. عَتْبُكَ لِلْمَرْءِ اللَحَا * وَقِشْرَةُ الْعُوْدِ اللِحَا [35]
- 36. وَجَمْعُ لِحْيَةٍ لُحَا * بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ حُبِي [36]
[35]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “عَذْلُكَ لِلْمَرْءِ اللَّحَا * وَقِشْرَةُ الْعُوْدِ اللِّحَا”، و”إِنّما العَتْبُ والعُتْبانُ لومُك الرّجلَ على إِساءة كانت له إِليك”، و”لَحَيْت الرجل أَلحاه لَحْيًا إِذا لُمْتَه وعَذَلته”، و”قِشْرُ كل شيء غشاؤه”، و”العُودُ خَشَبَةُ كلِّ شجرةٍ”، و”اللِحاء: قِشرُ كلّ شيء”، و”العَذْلُ: اللَّومُ” [لسان العرب].
[36]: أراد أنّها تأتي بالضمِّ والكسر لُحا ولِحا، “حُبِي” وأظنّها “حُبِيَ” وسُكِّنَ ءاخِرها جوازا: “والحِبْوة والحُبْوة: الثَّوبُ الّذي يُحْتَبَى به” [لسان العرب]. وفي غير نُسَخ المخطوط: “وَجَمْعُ لِحْيَةٍ لُحَا * بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ حُبِ” ولا أظنّه كذلك، وقد ترسم الألف مقصورة على هذه الصّورة: اللحى.
الملا
- 37. جَمَاعَةُ النَّاسِ الْمَلاَ * وَقُلْ أَوَانيهِمْ مِلاَ [37]
- 38. لِباسُهُمْ مِنَ الْمُلاَ * مِنْ عَبْقَرٍ مُذَهَّبِ [38]
[37]: وفي غير تحقيق المخطوط: “جَمَاعَةُ النَّاسِ الْمَلاَ * وَقُلْ أَوَانِهِمْ مِلاَ” وهو إثباته “أوانِهم” خطأ إذ هي الأواني وليست الأوان، والمَلا هو المَلأ خُفِّفت الهمزة جوازا، و”المَلأُ، مهموز مقصور: الجماعة”، و”الإناءُ الوعاء وجمعه ءانِيَةٌ وجمع الآنية أوَانٍ” [مختار الصِّحاح]، والمِلا هو المِلاء خُفِّفت الهمزة جوازا كذلك: “إِناءٌ مَلآنُ، والأُنثى مَلأَى ومَلآنةٌ، والجمع مِلاءٌ” [لسان العرب].
[38]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “وَلُبْسُهُمْ هِيَ الْمُلاَ * مِنْ عَبْقَرٍ مُذَهَّبِ”، والمُلا هو المُلاء خفِّفت الهمزة جوازا كذلك: “المُلاءُ، بالضم والمدّ: جمع مُلاءةٍ، وهي الإِزارُ والرَّيْطة”، أمّا عبقر فقد “قال ابن الأَثير: عَبْقَر قرية تسكنها الجنّ فيما زعموا، فكلَّما رأَوا شَيئًا فائقًا غريبًا ممّا يصعب عملُه ويَدِقُّ أَو شيئًا عظيمًا في نفسه نسبوه إِليها فقالوا: عَبْقَرِيٌّ” وهنا: “هي هذه البُسُط التي فيها الأَصْباغ والنُّقوش” ويقال: “ذَهَّبْتُ الشيءَ فهو مُذَهَّب إِذا طَلَيْتَه بالذَّهَبِ” [لسان العرب].
الشّكل
- 39. والشَّكْلُ عَيْنُ الْمِثْلِ * وَالشِّكْلُ حُسْنُ الدَّلِّ [39]
- 40. وَالشُّكْلُ قَيْدُ الْغُلِّ * مَخَافَةَ التَّوَثُّبِ [40]
[39]: “الشَّكْلُ، بالفتح: الشِّبْه والمِثْل”، و”العَيْنُ عند العرب: حقيقة الشّيء”، و”المِثْل: الشِّبْه”، و”الشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ”، و”الدَّلُّ حسن الحديث وحسن المَزْح والهيئة” [لسان العرب].
[40]: و”الشِّكَال: العِقَال، والجمع شُكْلٌ” و”العِقالُ: الرِّباط الّذي يُعْقَل به”، و”الغُلّ: جامِعة توضع في العُنق أَو اليد” [لسان العرب]، وفي تحقيق وعيل “الغِلّ” بكسر الغين وهو الغِشُّ والعَداوة والضِّغْنُ والحقْد والحسد، وأظنّها أخطأتْ –بهذا الشَّكْل-، و”الوُثوبُ، في غير لغةِ حِمْيَرَ: النُّهوضُ والقيامُ” [لسان العرب]، وقد أخطأ الكاتب عمّار بن خميسيّ على التّحقيق عندما فسَّر “التوثّب” هنا بالاستيلاء على الشّيء ظلمًا! وهذا الكاتب أخطاؤه كثيرة وتحقيقه [شرح نظم مثلّث قطرب] سيِّء.
صرة
- 41. قُلْ ثُلةٌ فِي صَرَّهْ * وَقِرَّةٌ فِي صِرَّهْ [41]
- 42. وَخِرْقَةٌ فِي صُرَّهْ * مَشْدُودَةٌ مِنْ ذَهَبِ [42]
[41]: والبيت في تحقيق الخميسيّ: “قل ثلاثة في صَرَّهْ * وَقِرَّةٌ فِي صِرَّهْ” وشطره الأول غير معهود في أوزان الخليل فنحكم عليه بالرّدّ، و”الثُّلَّة: الجماعة من الناس”، و”الصَّرَّة: الجماعة”، و”القِرَّةُ أَيضًا: البرد”، و”الصِّرَّةُ: شدَّة البَرْدِ” [لسان العرب].
[41]: و”الخِرْقة: القِطعة من خِرَقِ الثوب، والخِرْقة المِزْقةُ منه، وخَرَقْت الثوب إذا شَقَقْتَه”، و”الصُّرَّة صُرَّة الدراهم وغيرها معروفة” [لسان العرب].
الكلا
- 43. والْعُشْبُ يُدْعَى بِالْكَلاَ * وَلِلْحِرَاسَةِ الْكِلاَ [43]
- 44. وَجَمْعُ كُلْيَةٍ كُلاَ * من كُلِّ حَيٍّ ذِي أَبِ [44]
[43]: وقد تُرسم “كُلاَ” بهذه الصّورة “كُلَى”، وجاء في النُّسَخ [ب] و[ج]: “والْعُشْبُ يُدْعَى بِالْكَلاَ * الحفظُ قلْ فيهِ الكِلا”، والكَلا هو الكلأ خُفِّفت الهمزة جوازا، و”الكَلأُ، مهموز مقصور: ما يُرْعَى”، و”كَلأَه يَكْلَؤُه كَلأً وكِلاءً وكِلاءة، بالكسر: حَرَسَه وحَفِظَه” [لسان العرب].
[44]: و”الكُلْيَتان من الإِنسان وغيره من الحيوان: لحمَتان مُنْتَبِرَتان حَمْراوان لازقتان بعظم الصّلب عند الخاصرتين في كُظْرَين من الشّحم، وهما مَنْبِتُ بيت الزّرع، هكذا يسمّيان في الطّبّ، يراد به زرع الولد، سيبويه: كُلْيةٌ وكُلىً” [لسان العرب].
القسط
- 45. الْقَسْطُ جَوْرٌ رُفِضَا * وَالْقِسْطُ عَدْلٌ فُرِضَا [45]
- 46. وَالْقُسْطُ عُوْدٌ مُرْتَضَى * لعَرفِه الْمُطَيَّبِ [46]
[45]: وفي تحقيق وعيل: “جُور” ولم أجده، وفي [الصِِّحاح]: “جُورُ اسم بلد يذكَّر ويؤنَّث”، والصّحيح “الجَوْر” لأنّ “الجَوْرُ: نقيضُ العَدْلِ”، و”في الجَوْر لغة واحدة قسَطَ، بغيرِ الأَلف، ومصدره القُسُوطُ”، و”القُسُوط: الجَوْرُ والعُدُول عن الحق”، و”في حديث عليّ رضوان اللّه عليه: “أُمِرْتُ بِقتالِ الناكثِينَ والقاسِطِينَ والمارِقِينَ” الناكِثُون: أَهلُ الجمَل لأَنهم نَكَثُوا بَيْعَتهم، والقاسِطُونَ: أَهلُ صِفَّينَ لأَنهم جارُوا في الحُكم وبَغَوْا عليه، والمارِقُون: الخوارِجُ لأَنهم مَرَقُوا من الدين كما يَمْرُق السَّهمُ من الرَّمِيَّةِ” اهـ، و”الجَوْرُ: نقيضُ العَدْلِ”، و”القِسْطُ: العَدْلُ” [لسان العرب].
[46]: وفي تحقيق وعيل: “لعُرفه”، و”القُسْطُ، بالضّمّ: عود يُتَبخَّر به” [لسان العرب].
العرف
- 47. الْعَرْفُ رِيْحٌ طَيِّبُ * وَالْعِرْفُ صَبْرٌ يُنْدَبُ [47]
- 48. وَالْعُرْفُ أَمْرٌ يَجِبُ * عِنْدَ اِرْتِكَابِ الرِّيَبِ [48]
[47]: كذا في غير نُسَخ المخطوط، وفي النُّسَخ: “العرفُ الرِّيح الطَّيِّبُ * وَالْعِرْفُ صَبْرٌ يُنْدَبُ” ولا يتّفق مع المعهود من أوزان الخليل فاعتمدتُ غيره، وفي غير نُسَخ المخطوط كذلك: “وَالْعُرْفُ أَمْرٌ يَجِبُ * عِنْدَ اِرْتِكَابِ الذّنْبِ”، و”العَرْفُ: الرّيح، طيّبة كانت أَو خبيثة”، و”العِرْف، بالكسر: الصبْرُ” [لسان العرب].
[48]: و”العُرْفُ: ضدّ النُّكْر، يقال: أَوْلاه عُرفًا أي: مَعْروفًا”، و”العُرْفُ: الاسم من الاعْتِرافِ”، و”الرَّيْبُ والرِّيبةُ: الشَّكُّ، والظِّنَّةُ، والتُّهْمَةُ، والرِّيبةُ، بالكسر، والجمع رِيَبٌ” [لسان العرب].
الجدّ
- 49. والْجَدُّ وَالِدُ الأَبِ * وَالْجِدُّ ضِدُّ اللَّعِبِ [49]
- 50. وَالْجُدُّ عِنْدَ الْعَرَبِ * اَلْبِيرُ ذَاتُ الْخَرَبِ [50]
[49]: “الجَدُّ، أَبو الأَبّ وأَبو الأُمّ معروف”، و”الجِدُّ: نقيضُ الهزلِ” [لسان العرب].
[50]: وفي تحقيق وعيل: “الخَرِب” ولم أجده، وفي غير نُسَخ المخطوط: “وَالْجُدُّ عِنْدَ الْعَرَبِ * للبير ذاتِ الخَرَبِ”، و”الجُدُّ، بالضَّم: البئر التي تكون في موضع كثير الكلأ”، و”الخَرَبُ: مصدر الأَخْرَبِ، وهو الّذي فيه شَقٌّ أَو ثَقْبٌ مُسْتَديرٌ” [لسان العرب].
الجوار
- 51. جَارِيَةٌ إِحْدَى الْجَوَارْ * وَمَصْدَرُ الْجَارِ الْجِوَارْ [51]
- 52. وَرَفْعُ صَوْتٍ الْجُوَارْ * منْ جزعٍ أَوْ حَرَبِ [52]
[51]: وفي النُّسْختين [ب]: “جارية من الجَوار * وَمَصْدَرُ الْجَارِ الْجِوَارْ”، و”الجِوارُ: المُجاوَرَةُ” [لسان العرب].
[52]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “وَرَفْعُ صَوْتٍ الْجُوَارْ * منْ وَجَعٍ أَوْ كَرَبِ”، و”الحَرَب بالتحريك: أَن يُسْلَبَ الرجل ماله” [لسان العرب].
أمّة
- 53. شَجَّةُ رَأْسٍ أَمَّةْ * تُدْعَى وَقَالُوا إِمَّةْ [53]
- 54. لِنِعْمَةٍ وَأُمَّةْ * مِنْ عَجَمٍ أو عَرَبِ [54]
[53]: و”شجّةُ ءامَّة ومأمومة: بلغت أمّ الرّأس” [القاموس المحيط]، و”الإِمَّة: النِّعْمة” [لسان العرب].
[54]: و”الأُمَّةُ: الجماعة” [لسان العرب].
عمر
- 55. وَدَارُهُ قَدْ عَمَرَتْ * عِمَارَةً وَعَمِرَتْ [55]
- 56. نَفْسُ الْفَتَى وَعَمُرَتْ * أَرْضُكَ بَعْدَ الْخَرِبِ [56]
[55]: “يقال: عَمَر اللهُ بك منزِلَك يَعْمُره عِمارة وأَعْمَره جعلَه ءاهِلاً”، و”عَمِرَ الرَّجلُ يَعْمَرُ عَمَرًا وعَمارةً وعَمْرًا وعَمَر يَعْمُرُ ويَعْمِر، الأَخيرة عن سيبويه، كلاهما: عاشَ” [لسان العرب].
[56]: “عَمَرْتُ الخَرابَ أَعْمُره عِمارةً، فهو عامِرٌ أَي: مَعْمورٌ”، و”الخَرِبِ جمع خَرِبَة “خَرِبٌ: كَكَلِم، جمع كَلِمة”، و”الخَرِبةُ: موضع الخَرابِ” [لسان العرب].
الحمام
- 57. طَيْرٌ شَهِيْرٌ الْحَمَامْ * وَالْمَوْتُ في العُرْفِ الْحِمَامْ [57]
- 58. وَعَلَمًا جَاءَ الْحُمَامْ * عَلَى فَتًى مُنْتَسِبِ [58]
[57]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “طَيْرٌ شَهِيْرٌ الْحَمَامْ * وَالْمَوْتُ قُلْ فِيْهِ الْحِمَامْ”، و”الحَمامة طائر”، و”الجمع: الحَمام”، و”الحِمامُ، بالكسر: قضاء الموت وقَدَرُه” [لسان العرب].
[58]: “الحُمَامُ: اسم رجل، الأَزهري: الحُمام: السّيّد الشّريف” [لسان العرب].
لمّة
- 59. لِمِحْنَةٍ قُلْ لَمَّةْ * وَشَعْرُ رَأْسٍ لِمَّةْ [59]
- 60. وَجَمْعُ نَاسٍ لُمَّةْ * مَا بَيْنَ شَيْخٍ وَصَبِيْ [60]
[59]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “لجِنَّةٍ قل لَمَّةْ * وشعر رأسٍ لِمَّةْ”، و”المِحْنة: واحدة المِحَنِ التي يُمتَحَنُ بها الإِنسانُ من بلية”، واللَمّة: “يقال: الشّدّة”، “وأنشد الفرّاء:” قوله: “تُدِيلُنا اللَمَّةَ من لَمّاتِها”، و”اللِمّة: شعر الرأْس”، و”الجِنَّةُ، بالكسر: اسمُ الجِنّ”، وفيه: “واللَّمّة واللَّمَم، كلاهما: الطّائف من الجنّ” [لسان العرب].
[60]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “وَجَمْعُ نَاسٍ لُمَّةْ * من عجمٍ أو عربِ”، و”لُمّة الرجلِ: أَصحابُه”، و”الجماعة” كذلك [لسان العرب].
المسك
- 61. الْمَسْكُ جِلْدٌ يَا غُلاَمْ * وَالْمِسْكُ مِنْ طِيْبِ الْكِرَامْ [60]
- 62. وَالْمُسْكُ بُلْغَةُ الطَّعَامْ * تَكْفِي الْفَتَى مِنْ نَشَبِ [62]
[61]: “المَسْكُ، بالفتح وسكون السين: الجلد”، و”المِسْكُ ضرب من الطيب”، و”الطِّيبُ: ما يُتَطَيَّبُ به” [لسان العرب].
[62]: “المُسْكُ والمُسْكةُ: ما يُمْسِكُ الأبدانَ من الطَّعام والشَّراب”، و”البُلْغَةُ: ما يُتَبَلَّغُ به من العيش”، و”تَبَلَّغ بكذا أي: اكتفَى به”، و”انْتَشَبَ فلانٌ طعامًا أي: جَمَعَه” [لسان العرب].
حجر
- 63. الحَجْر في الثوب الأمامْ * والحِجر بالبيتِ الحرامْ [63]
- 64. وحُجْرُ والدٌ همامْ * لامرئِ قيسِ العربِ [64]
[63]: [64]: # وهذان البيتان غير موجودَيْن في النُّسَخ الثّلاث للمخطوط في المكتبة الوطنيّة في الجزائر، قالت ءاسية وعيل: “لم ينظم الشّيخ عبدالعزيز المغربيّ شرح كلمة الحجر بالفتح والكسر والضمّ” اهـ، أقول: أثبته غيرُها بدون أنْ يصرِّح إنْ كان من نظم المغربيّ أم من زيادته عليه أم من زيادة غيره عليه، فقد رأيت غيره يزيد في باب [الحجر]: “ملأ دمعي حَجْري * وقلّ فيه حِجري * لو كنتُ كابن حُجْرِ * لضاق منّي أدبي”، وهذان البيتان للبهنسيّ في نظمه على مثلّث قطرب، ليسا لعبدالعزيز المغربيّ، وبكلّ حال فالاحتمال التّقديريّ هنا أنّه زاد هذين البيتين –وغيرهما كما سيتبيّن لاحقا- لاستيفاء شرح ما في الأصل. راجع الحاشية [65] و[66] و[71] و[72] و[86].
والشّرح: “حِجْرُ الإِنسان وحَجْرُه: ما بين يديه من ثوبه”، و”قال الجوهري: الحِجْرُ: حِجْرُ الكعبة، وهو ما حواه الحطيم المدار بالبيت جانبَ الشَّمالِ، وكُلُّ ما حَجَرْتَهُ من حائطٍ، فهو حِجْرٌ” [لسان العرب]، وحُجْر والد امرئ القيس ففي [تاج العروس من جواهر القاموس] ما نصّه: “وامرؤ القيس الملك الضّليل الشّاعر المشهور، فحل الشّعراء سليمان بن حُجْر بن الحارث المَلك بن عمْرٍو المقصور بن حُجْر ءاكل المُرار ابن عمرو بن معاوية الأكرمين بن الحارث الأصغر بن معاوية الكِنْديّ “رافع لواء الشّعراء إلى النّار” كما ورد ذلك في حديث” انتهى كلام الزّبيديّ، وامرؤ القيس هذا الشّاعر المشهور هو غير الصّحابيّ امرئ القيس بن المُنذر بن السِّمط الكنْديِّ وللبيان راجع [أسد الغابة].
سقط
- 65. ذائبُ ثلجٍ سَقْطُ * وعينُ نارٍ سِقطُ [65]
- 66. لولدٍ قلْ سُقطُ * إنْ لمْ يتِمَّ فاحسِبِ [66]
[65]: [66]: # وهذان البيتان غير موجودَيْن سوى في النُّسْخة [ب] من المخطوط في المكتبة الوطنية في الجزائر، وفي غير نُسَخ المخطوط أثبت البعض: “السَّقْطُ ثلجٌ قد عرا * والسِّقط ما ترمي المَرا * والسُّقط زَنْدٌ قد ورا * في ضوئه والغيهبِ” –ولم أقف على شرحه ولا على حروفه- والاحتمال التّقديريّ هنا أنّه زاد هذين البيتين –كذلك- لاستيفاء شرح ما في الأصل لعدم اطّلاعه على كلّ النُّسَخ. ولمزيد بيان راجع الحاشية رقم [63] و[64] و[71] و[72] و[86].
والشّرح: “السَّقْطُ، بالفتح: الثّلجُ” [تاج العروس من جواهر القاموس]، و”سَقْطُ الرمل منقطعه وسقط الولد ما يسقط قبل تمامه وسقط النار ما يسقط منها عند القدح وفي الكلمات الثلاث ثلاث لغات كسر السين وضمها وفتحها” [مختار الصِّحاح]، و”السَّقْطُ، بالفتح: الثّلجُ” [تاج العروس من جواهر القاموس]، و”سَقْطُ الرمل منقطعه وسقط الولد ما يسقط قبل تمامه وسقط النار ما يسقط منها عند القدح وفي الكلمات الثلاث ثلاث لغات كسر السين وضمها وفتحها” [مختار الصِّحاح]، و”السُّقْطُ، مثلّثة: الولد يسقط من بطن أمِّه لغير تمام” [تاج العروس من جواهر القاموس].
الرّقاق
- 67. مُتَّصِلُ الرَّمْلِ الرَّقَاقْ * وَفِي مَسِيلِ الْمَا الرِّقَاقْ [67]
- 68. وَالْخُبْزُ إِنْ رَقَّ الرُّقَاقْ * يُقَالُ عِنْدَ الْعَرَبِ [68]
[67]: كذا في غير تحقيق المخطوط، وفي نُسَخ المخطوط: “مُتَّصِلُ الرَّمْلِ الرَّقَاقْ * وَمَسِيلُ الْمَا الرِّقَاقْ” واعتمدت غيره لاتفاقه مع المعهود من أوزان الخليل في مجزوء الرجز، و”الرَّقاقُ كسحابٍ: الصّحراء المتّسعة الليِّنة التُّراب” [تاج العروس من جواهر القاموس]، و”المَسِيل: مَفْعِلٌ من سالَ يَسِيلُ مَسِيلاً ومَسالاً وسَيْلاً وسَيَلانًا، ويكون المَسِيل أَيضًا المكان الّذي يَسيل فيه ماءُ السَّيْل” [لسان العرب]، والما: الماء خُفِّفت الهمزة جوازا، و”الرَّقَّةُ: كُلُّ أرْضٍ إلى جَنْبِ وادٍ، يَنْبَسِطُ الماءُ عليها أيَّامَ المَدِّ ثم يَنْضِـُبُ، ج: رِقاقٌ” [القاموس المحيط].
[68]: و”الرُّقَاقُ بالضم الخبز الرقيق” [مختار الصِّحاح].
قمّة
- 69. وسُؤْرُ لَيْثٍ قَمَّةْ * وَرَأسُ طوْرٍ قِمَّةْ [69]
- 70. بِكَسْرِهَا وَالْقُمَّةْ * مَزْبَلَةٌ لِلْقَشَبِ [70]
[69]: وجاء في النُّسْخة [ب]: “وسُؤْرُ لَيْثٍ قَمَّةْ * وَرَأسُ سهمٍ قِمَّةْ” والسّهم معروف، وفي غير نُسَخ المخطوط: “وسُؤْرُ لَيْثٍ قَمَّةْ * وَرَأسُ طودٍ قِمَّةْ”، “السُّؤْرُ، بالضمّ: البقيّةُ، والفَضْلَةُ” [القاموس المحيط]، و”الطَّوْدُ الجبل العظيم” [مختار الصِّحاح]، و”القِمَّةُ، بالكسر: أعْلَى الرأسِ وكلِّ شيءٍ” [القاموس المحيط]، و”الطُّورُ الجبل” [مختار الصِّحاح].
[70]: و”القُمَّة، بالضّمّ: المزبلة”، و”المَزْبَلَةُ، وتُضَمُّ الباءُ: مُلْقَاهُ ومَوْضِعُهُ”، و”كلُّ قَذَرِ: قَشْبٌ وقَشَبٌ” [تاج العروس من جواهر القاموس].
الصّلّ
- 71. صوتُ الحديدِ الصَّلُّ * حيَّةُ الرّمل الصِّلُّ [71]
- 72. تَغَيُّرُ الْمَا الصُّلُّ * فلا يكادُ يُشرَبِ [72]
[71]: [72]: # وهذان البيتان غير موجودَيْن سوى في النُّسْخة [ب] من المخطوط في المكتبة الوطنية في الجزائر، وفي غير نُسَخ المخطوط أثبت البعض: “الصَّلُّ صوتٌ بيِّنُ * والصِّلُّ حنشٌ ليِّنُ * والصُّلُّ لحمٌ منتنُ * طُبخَ أو لم يَطِبِ” ولم أقف على شرحه ولا على حروفه، وأثبت غيره: “لاَ تَرْكَنَنْ لِلصَّلِّ * وَلاَ تَلُذْ بِالصِّلِّ * وَاحْذَرْ طَعَامَ الصُّلِّ * وَانْهَضْ نُهُوضَ الْمُخْتَبِ” –ولم أقف على شرحه ولا على حروفه- والاحتمال التّقديريّ هنا أنّ المحقِّق زاد هذين البيتين –وغيرهما كذلك- لاستيفاء شرح ما في الأصل لعدم اطّلاعه على كلّ النُّسَخ. ولمزيد بيان راجع الحاشية رقم [63] و[64] و[65] و[66] و[86].
والشّرح: “الصِّلّ، بالكسر، الحيّة التي تقتل من ساعتها إذا نهشت”، والشّطر الثاني من البيت الأوّل: “حيَّةُ الرّمل الصِّلُّ” مشكل وزنه غير معهود في مجزوء الرّجز، وأحسبه من تصحيف المحقِّقين أو النُّسّاخ، وفي تحقيق ءاسية وعيل: “تَغَيُّرُ الْمَا الصِّلُّ”، وهو خطأ، ذلك أنّه ثلّث بالضّمّ كما يُفهم من قوله في مقدِّمته: “مُقَدِّمًا فَتْحًا عَلَى * كسرٍ وضمٍّ مُسْجَلا”، و”الصُّلُّ: بالضّمّ، ما تغيّر من اللحم وغيره” [تاج العروس من جواهر القاموس].
الطّلا
- 73. ظَبْيٌ كَحِيْلٌ الطَّلاَ * وَالْخَمْرُ قُلْ فِيْهِ الطِّلاَ [73]
- 74. وَطُلْيَةٌ مِنَ الطُّلاَ * جِيْدُ الْفَتَى الْمُهَذَّبِ [74]
[73]: وفي تحقيق وعيل “ضبي” بدلا من “ظبي”: “ضَبْيٌ كَحِيْلٌ الطَّلاَ * وَالْخَمْرُ قُلْ فِيْهِ الطِّلاَ” وفي غير نُسَخ المخطوط: “ظَبْيٌ كَحِيْلٌ الطَّلاَ * وَالْخَمْرُ قُلْ فِيْها الطِّلاَ”، و”الطَّلا، بالفتح” قال: “ولد الظّبي ساعة يولد”، والطِّلا الطِّلاء خفِّفت الهمزة جوازا: “وبعض العرب يسمّي الخمرة الطِّلاءَ” [تاج العروس من جواهر القاموس].
[74]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “وَطُلْيَةٌ مِنَ الطُّلاَ * جِيْدُ الْفَتَى المذهَّبِ”، و”الطُّلى بالضّمِّ الأعناقُ” [تاج العروس من جواهر القاموس].
رشا
- 75. أَمَّا الْغَزَالُ فَالرَّشَا * وَالْحَبْلُ لِلدَّلْوِ رِشَا [75]
- 76. وَبذْلُ مَالٍ الرُّشَا * لِحَاكِمٍ مُسْتَكْلِبِ [76]
[75]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “أَمَّا الْغَزَالُ فَالرَّشَا * وَالْحَبْلُ لِلدَّلْوِ الرِّشَا”، والرّشَا الرّشأ خفِّفت الهمزة جوازا: و”الرّشَأُ، محرَّكةً: الظَّبي” [تاج العروس من جواهر القاموس]، والرِّشا الرِّشاءُ خفِّفت الهمزة جوازا: “الرِّشَاءُ الحبل” [مختار الصِّحاح].
[76]: “ما يعطيه الشّخص الحاكمَ أو غيرَه ليحكم له، أو يحمله على ما يريد، ج رُشًا، بالضّمّ”، “و-استكلب- الكَلْبُ: ضَرِيَ، وتَعَوَّدَ أكْلَ النَّاسِ” [القاموس المحيط].
الزّجاج
- 77. حَبُّ الْقَرَنْفُلِ الزَّجَاجْ * وَزُجُّ الأرْمَاحِ الزِّجاجْ [77]
- 78. وَلِلْقَوَارِيْرِ الزُّجَاجْ * وَهْوَ سَرِيْعُ الْعَطَبِ [78]
[77]: وفي القراءة العروضيّة هنا تُخفف همزة “الأرماح” لفظًا للضّرورة الشِّعريّة، و”القَرَنْفُلُ والقَرَنْفولُ: ثَمَرَةُ شجرَةٍ بسُفالَةِ الهِنْدِ، أفضلُ الأَفاويهِ الحارَّةِ وأذكاها، ومنه زَهَرٌ، ويُسَمَّى الذَّكَرَ، ومنه ثَمَرٌ، ويُسَمَّى الأُنْثَى، وزَهَرُهُ أذْكَى، كِلاهُما لَطيفٌ..” [القاموس المحيط]، و”قال قطرب في مثلّثه: الزَّجاج بالفتح حبّ القرنفل” [تاج العروس من جواهر القاموس]، وفي تحقيق وعيل: “وزَجّ” بالفتح، والصَّحيح بالضّمّ: “الزُّجّ”، وفي [لسان العرب]: “الزُّجُّ: زُجُّ الرُّمْحِ والسَّهم”، وفي [تاج العروس من جواهر القاموس]: “الزُّجُّ نصْل السّهم، عن ابن الأعرابيّ، ج زِجَجَةٌ كعِنَبة وزِجاجٌ كجِلال، وأزِجَّة”.
[78]: وقد سقط هذا البيت من تحقيق وعيل سقوطا تامّا!، فاستحْضرْتُه ممّا سوى تحقيقها للمخطوط ولعلّه فيه وقد فاتها. و”القارُورَةُ واحدة القَوارِيرِ من الزُّجاج”، و”العَطَبُ الهلاك” [مختار الصِّحاح].
الظّلم
- 79. رِيْقُ الْحَبِيْبِ الظَّلْمُ * وَفِي النَّعَامِ الظِّلْمُ [79]
- 80. فَحْلٌ وَأَمَّا الظُّلْمُ * فَالْجَوْرُ مِنْ ذِي غَضَبِ [80]
[79]: “الظَّلْمُ: ماءُ الأسنان وبريقها”، “والظَّليمُ، كأمير: الذَّكَرُ من النَّعام” [تاج العروس من جواهر القاموس].
[80]: “الفَحْلُ الذّكر القويّ من الحيوان” [مختار الصِّحاح]، “الظُّلْمُ، بالضّمّ: التّصرف في مُلك الغير ومُجاوزة الحدِّ” [تاج العروس من جواهر القاموس].
القرا
- 81. الْمَتْنُ لِلْمَرْءِ الْقَرَا * نزولُ ضَيْفٍ الْقِرَى [81]
- 82. وَجَمْعُ قَرْيَةٍ قُرَا * كمَكَّةٍ وَيَثْرِبِ [82]
[81]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “الْمَتْنُ لِلْمَرْءِ الْقَرَا * ونُزُلُ الضّيفِ الْقِرَى”، وفي غيره: “ونُزْل ضيف القِرى”، و”قال اللحياني: المتن: الظّهر”، و”القَرا: الظّهرُ”، و”القِرى، وهي الضّيافة” [تاج العروس من جواهر القاموس].
[82]: وفي غير نُسَخ المخطوط، الرّسم على هذه الصّورة: “وَجَمْعُ قَرْيَةٍ قُرَى * كمَكَّةٍ وَيَثْرِبِ”، “القرية: كلّ مكان اتّصلت به الأبنية واتّخذ قرارا وتقع على المدن وغيرها”، و”ج قُرى” [تاج العروس من جواهر القاموس].
القطر
- 83. الْقَطْرُ غَيْثٌ سَاكِبُ * وَالْقِطْرُ صِفْرٌ ذَائِبُ [83]
- 84. وَالْقُطْرُ عُودٌ جَلبُوا * مِنْ عَدَنٍ فِي الْمَرْكَبِ [84]
[83]: وفي تحقيق وعيل: “صِفرُ” بضمّة واحدة والصّواب بالتّنوين، “القَطْرُْ: المَطَرُ”، و”القِطْرُ، بالكسر: النحاس الذائب”، و”الصُّفْر: النُّحاس الجيد”، و”الصِّفْر: لغة في الصُّفْر” [لسان العرب].
[84]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “وَالْقُطْرُ عُودٌ جَالِبُ * مِنْ عُدَّةٍ فِي الْمَرْكَبِ”، و”القُطْرُ: العُود الّذي يُتَبَخَّر به” [لسان العرب].
اللقا
- 85. كُنَاسَةُ الْبَيْتِ اللَقَا * وَالزَّحْفُ لِلحَرْبِ اللِقَا [85]
- 86. وَأَنْتَ أَعْقَدْتَ اللُقَا * مِنْ عَسَلٍ بِاللَهَبِ [86]
[85]: وقد يُرسم على هذه الصّورة: “كُنَاسَةُ الْبَيْتِ اللَقَى * وَالزَّحْفُ لِلحَرْبِ اللِقَا”، “قال اللحياني: كُناسَة البيت ما كُسِحَ منه من التراب فأُلقي بعضه على بعض”، و”اللَقى: المُلْقى على الأَرض”، و”اللَقى: كل شيء مطروح متروك كاللُّقَطة”، و”الجوهري: واللَقى، بالفتح، الشيء المُلْقى لهَوانه”، واللِقا: “لِقاء العدوّ في الحرب” [لسان العرب].
[86]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “وَأَنْتَ أَحْرَقْتَ اللُقَا * مِنْ عَسَلٍ بِاللَهَبِ”، و”اللُقا –بالضّمّ-: فهو ماء العسل بعدما يُعقد فوق النّار فيصبح كُتلا، ويؤكل تداويًا به” [المصباح المنير].
# وبعد هذا البيت كان ينبغي أنْ نجد بيتين في نظم شرح معنى اللهوة، قالت وعيل: “لم ينظم الشّيخ عبدالعزيز المغربيّ شرح اللهوة بالفتح والكسر والضّمّ إذ لم يردْ ذلك في أيٍّ من النُّسَخ الثّلاث”، راجع الحاشية [63] و[64] و[65] و[66] و[71] و[72].
المنّة
- 87. الْحيَّةُ اسْمُ الْمَنَّةْ * والامتنانُ الْمِنَّةْ [87]
- 88. وَالقوة اسْمُ الْمُنَّةْ * وَهْيَ دَلِيْلُ الْغَلَبِ [88]
[87]: وفي غير نُسَخ المخطوط: “والحُمَّةُ اسم المَنَّةْ * والامتنانُ المِنَّةْ”، و”رجل مَنُونَةٌ ومَنُونٌ: كثير الامتنان”، و”ابن الأَعرابي: يقال لسَمّ العقرب: الحُمَةُ والحُمَّةُ” [لسان العرب].
[88]: كذا في النُّسْخة [أ]، وجاء في النُّسْخة [ج]: “وَالعزة اِسْمُ الْمُنَّةْ * وَهْيَ دَلِيْلُ الْغَلَبِ”، و”المُنَّةُ، بالضم: القوَّة” [لسان العرب].
- 89. هَذَا تَمَامُ شَرْحِ مَا * نَظَمَ مَنْ تَقَدَّمَا [89]
[89]: يريد أنّه أتّم “نظمَ شرح” ما كان نُظم من قبل.
- 90. مِنْ أُدَبَاءِ الْعُلَمَا * مُثَلَّثًا لقُطْرُبِ [90]
[90]: والعلما العلماء خفِّفت الهمزة جوازا.
- 91. هَذَّبَهُ بالْحُبِّ * رَجَاءَ عَفْوِ الرَّبِّ [91]
[91]: جاء في النُّسْخة [ج]: “أهديتُه بالْحُبِّ * رَجَاءَ عَفْوِ الرَّبِّ”، وفي غير نُسَخ المخطوط: “هَذَّبَهُ لِلْحِبِّ * رَجَاءَ عَفْوِ الرَّبِّ”. “وهذّبه: نقّاه” [تاج العروس من جواهر القاموس]، والمعنى أنّه نظمه على هذه النيّة.
- 92. عَمَّا جَنَى مِنْ ذَنْبِ * عَبْدُالْعَزِيزِ الْمَغْرِبِي [92]
[92]: نصّ المؤلّف هنا على ذكر اسمه فقطعنا بأنّه النّاظم، وهذا في كل النُّسَخ.
- 93. مُصَلِّيًا مُسَلِّمَا * عَلَى رَسُولِ الْكُرَمَا [93]
[93]: والكُرما الكُرماء خفِّفت الهمزة جوازا.
- 94. مُحَمَّدٍ مَنْ قَدْ سَمَا * على جميعِ العربِ [94]
[94]: رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد علا بالفضل على جميع العرب، أقول: بل وعلى سائر المخلوقات من إنس وجنّ وملائكة.
- 95. وَالآلِ وَالأَصْحَابِ مَا * لاَحَ بَرِيْقُ يَثْرِبِ [95]
[95]: ويثرب هي المدينة المنوّرة مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
انتهى الشّرح.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6. المنظومة كاملة
- 96. حَمْدًا لِبَارِئِ الأَنَامْ * ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمْ
- 97. مَا نَاحَ فِي دَوْحٍ حَمَامْ * عَلَى الرَّسُولِ الْعَرَبِي
- 98. وَءالِهِ وَصَحْبِهِ * وَمَنْ تَلاَ مِنْ حِزْبِهِ
- 99. سَبِيْلَهُ فِي حُبِّهِ * عَلَى مَمَرِّ الْحِقَبِ
- 100. وَبَعْدُ فَالْقَصْدُ بِمَا * أوردته شرحا لما
- 101. قَدْ كَانَ قَبْلاً نُظِمَا * مُثَلَّثًا لقُطْرُبِ
- 102. مُقَدِّمًا فَتْحًا عَلَى * كسرٍ وضمٍّ مُسْجَلا
- 103. وَهَكَذَا عَلَى الْوِلاَ * نَظْمًا عَلَى التَّرَتُّبِ
- 104. فَسَمِّهِ بالمُوْرِثِ * لِمُشْكِلِ الْمُثَلَّثِ
- 105. مِنْ غَيْرِ مَا تَرَيُّثِ * وفُزْ بِنَيْلِ الأرَبِ
- 106. وَسَلْ مِنَ المَوْلَى العَليّْ * غُفْرَانَ كُلِّ الزَّلَلِ
- 107. ثمَّ قُبولَ العملِ * بالمصطفى المقرَّبِ
- 108. صلّى عليه ذو العُلا * ما هطلتْ مزْنٌ على
- 109. رَبْعٍ فأضحى مُبقلا * من كلِّ نوعٍ طيِّبِ
- 110. فالْغَمْرُ مَاءٌ غَزُرَا * وَالْغِمْرُ حِقْدٌ سُتِرَا
- 111. وَالْغُمْرُ ذُو جَهْلٍ سَرَى * فِيْهِ وَلَمْ يُجَرِّبِ
- 112. تَحِيَّةُ الْمَرْءِ السَّلاَمْ * وَاسْمُ الْحِجَارَةِ السِّلاَمْ
- 113. وَالْعَرْفُ فِي الْكَفِّ السُّلاَمْ * رَوَوْهُ فِي لَفْظِ النَّبِيْ
- 114. أَمَّا الْحَدِيْثُ فَالْكَلاَمْ * وَالْجَرْحُ فِي الْمَرْءِ الْكِلاَمْ
- 115. وَالْمَوْضِعُ الصُّلْبُ الْكُلاَمْ * لِلْيَبْسِ وَالتَّصَلُّبِ
- 116. الْحَرَّةُ الْحِجَارَةْ * وَالْحِرَّةُ الْحَرَارَةْ
- 117. وَالْحُرَّةُ الْمُخْتَارَةْ * مِنْ مُحْصَنَاتِ الْعَرَبِ
- 118. والْحَلْمُ ثَقْبٌ فِي الأَدِيْمْ * وَالْحِلْمُ مِنْ خُلْقِ الْكَرِيْمْ
- 119. وَالْحُلْمُ فِي النَّومِ العميْمْ * بِالصِّدْقِ أَوْ بِالْكَذِبِ
- 120. السَّبْتُ يَوْمٌ عُهِدَا * وَالسِّبْتُ نَعْلٌ حُمِدَا
- 121. وَالسُّبْتُ نَبْتٌ وُجِدَا * فِي مَعْمَرٍ أَوْ سَبْسَبِ
- 122. لشِدَّة الْحَرِّ السَّهَامْ * وَلِلنِّبَالْ قُلْ سِهَامْ
- 123. وَلِضِيَا الشَّمْسِ سُهَامْ * بمَشْرِقٍ أَوْ مَغْرِبِ
- 124. وَدَعْوَةُ الْمرءِ الدُّعَا * وَدِعْوَةُ الْعبدِ الدِّعَا
- 125. وَدُعْوَةٌ مَا صُنِعَا * لِلأَكْلِ وَقْتَ الطَّرَبِ
- 126. فالشَّرْبُ جَمْعُ النُّدَمَا * وَالشِّرْبُ حَظٌّ قُسِمَا
- 127. وَالشُّرْبُ فِعْلٌ عُلِمَا * وَقِيلَ مَاءُ الْعِنَبِ
- 128. والْخَرْقُ مَا قَدْ عَظُمَا * وَالْخِرْقُ حُرٌّ كَرُمَا
- 129. وَالْخُرْقُ حُمْقٌ لَؤُمَا * فَمِنْهُ كُنْ ذَا هَرَبِ
- 130. عَتْبُكَ لِلْمَرْءِ اللَحَا * وَقِشْرَةُ الْعُوْدِ اللِحَا
- 131. وَجَمْعُ لِحْيَةٍ لُحَا * بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ حُبِي
- 132. جَمَاعَةُ النَّاسِ الْمَلاَ * وَقُلْ أَوَانيهِمْ مِلاَ
- 133. لِباسُهُمْ مِنَ الْمُلاَ * مِنْ عَبْقَرٍ مُذَهَّبِ
- 134. والشَّكْلُ عَيْنُ الْمِثْلِ * وَالشِّكْلُ حُسْنُ الدَّلِّ
- 135. وَالشُّكْلُ قَيْدُ الْغُلِّ * مَخَافَةَ التَّوَثُّبِ
- 136. قُلْ ثُلةٌ فِي صَرَّهْ * وَقِرَّةٌ فِي صِرَّهْ
- 137. وَخِرْقَةٌ فِي صُرَّهْ * مَشْدُودَةٌ مِنْ ذَهَبِ
- 138. والْعُشْبُ يُدْعَى بِالْكَلاَ * وَلِلْحِرَاسَةِ الْكِلاَ
- 139. وَجَمْعُ كُلْيَةٍ كُلاَ * من كُلِّ حَيٍّ ذِي أَبِ
- 140. الْقَسْطُ جَوْرٌ رُفِضَا * وَالْقِسْطُ عَدْلٌ فُرِضَا
- 141. وَالْقُسْطُ عُوْدٌ مُرْتَضَى * لعَرفِه الْمُطَيَّبِ
- 142. الْعَرْفُ رِيْحٌ طَيِّبُ * وَالْعِرْفُ صَبْرٌ يُنْدَبُ
- 143. وَالْعُرْفُ أَمْرٌ يَجِبُ * عِنْدَ اِرْتِكَابِ الرِّيَبِ
- 144. والْجَدُّ وَالِدُ الأَبِ * وَالْجِدُّ ضِدُّ اللَّعِبِ
- 145. وَالْجُدُّ عِنْدَ الْعَرَبِ * اَلْبِيرُ ذَاتُ الْخَرَبِ
- 146. جَارِيَةٌ إِحْدَى الْجَوَارْ * وَمَصْدَرُ الْجَارِ الْجِوَارْ
- 147. وَرَفْعُ صَوْتٍ الْجُوَارْ * منْ جزعٍ أَوْ حَرَبِ
- 148. شَجَّةُ رَأْسٍ أَمَّةْ * تُدْعَى وَقَالُوا إِمَّةْ
- 149. لِنِعْمَةٍ وَأُمَّةْ * مِنْ عَجَمٍ أو عَرَبِ
- 150. وَدَارُهُ قَدْ عَمَرَتْ * عِمَارَةً وَعَمِرَتْ
- 151. نَفْسُ الْفَتَى وَعَمُرَتْ * أَرْضُكَ بَعْدَ الْخَرِبِ
- 152. طَيْرٌ شَهِيْرٌ الْحَمَامْ * وَالْمَوْتُ في العُرْفِ الْحِمَامْ
- 153. وَعَلَمًا جَاءَ الْحُمَامْ * عَلَى فَتًى مُنْتَسِبِ
- 154. لِمِحْنَةٍ قُلْ لَمَّةْ * وَشَعْرُ رَأْسٍ لِمَّةْ
- 155. وَجَمْعُ نَاسٍ لُمَّةْ * مَا بَيْنَ شَيْخٍ وَصَبِيْ
- 156. الْمَسْكُ جِلْدٌ يَا غُلاَمْ * وَالْمِسْكُ مِنْ طِيْبِ الْكِرَامْ
- 157. وَالْمُسْكُ بُلْغَةُ الطَّعَامْ * تَكْفِي الْفَتَى مِنْ نَشَبِ
- 158. الحَجْر في الثوب الأمامْ * والحِجر بالبيتِ الحرامْ
- 159. وحُجْرُ والدٌ همامْ * لامرئِ قيسِ العربِ
- 160. ذائبُ ثلجٍ سَقْطُ * وعينُ نارٍ سِقطُ
- 161. لولدٍ قلْ سُقطُ * إنْ لمْ يتِمَّ فاحسِبِ
- 162. مُتَّصِلُ الرَّمْلِ الرَّقَاقْ * وَفِي مَسِيلِ الْمَا الرِّقَاقْ
- 163. وَالْخُبْزُ إِنْ رَقَّ الرُّقَاقْ * يُقَالُ عِنْدَ الْعَرَبِ
- 164. وسُؤْرُ لَيْثٍ قَمَّةْ * وَرَأسُ طَوْرٍ قِمَّةْ
- 165. بِكَسْرِهَا وَالْقُمَّةْ * مَزْبَلَةٌ لِلْقَشَبِ
- 166. صوتُ الحديدِ الصَّلُّ * حيَّةُ الرّمل الصِّلُّ
- 167. تَغَيُّرُ الْمَا الصُّلُّ * فلا يكادُ يُشرَبِ
- 168. ظَبْيٌ كَحِيْلٌ الطَّلاَ * وَالْخَمْرُ قُلْ فِيْهِ الطِّلاَ
- 169. وَطُلْيَةٌ مِنَ الطُّلاَ * جِيْدُ الْفَتَى الْمُهَذَّبِ
- 170. أَمَّا الْغَزَالُ فَالرَّشَا * وَالْحَبْلُ لِلدَّلْوِ رِشَا
- 171. وَبذْلُ مَالٍ الرُّشَا * لِحَاكِمٍ مُسْتَكْلِبِ
- 172. حَبُّ الْقَرَنْفُلِ الزَّجَاجْ * وَزُجُّ الأرْمَاحِ الزِّجاجْ
- 173. وَلِلْقَوَارِيْرِ الزُّجَاجْ * وَهْوَ سَرِيْعُ الْعَطَبِ
- 174. رِيْقُ الْحَبِيْبِ الظَّلْمُ * وَفِي النَّعَامِ الظِّلْمُ
- 175. فَحْلٌ وَأَمَّا الظُّلْمُ * فَالْجَوْرُ مِنْ ذِي غَضَبِ
- 176. الْمَتْنُ لِلْمَرْءِ الْقَرَا * نزولُ ضَيْفٍ الْقِرَى
- 177. وَجَمْعُ قَرْيَةٍ قُرَا * كمَكَّةٍ وَيَثْرِبِ
- 178. الْقَطْرُ غَيْثٌ سَاكِبُ * وَالْقِطْرُ صِفْرٌ ذَائِبُ
- 179. وَالْقُطْرُ عُودٌ جَلبُوا * مِنْ عَدَنٍ فِي الْمَرْكَبِ
- 180. كُنَاسَةُ الْبَيْتِ اللَقَا * وَالزَّحْفُ لِلحَرْبِ اللِقَا
- 181. وَأَنْتَ أَعْقَدْتَ اللُقَا * مِنْ عَسَلٍ بِاللَهَبِ
- 182. الْحيَّةُ اسْمُ الْمَنَّةْ * والامتنانُ الْمِنَّةْ
- 183. وَالقوة اسْمُ الْمُنَّةْ * وَهْيَ دَلِيْلُ الْغَلَبِ
- 184. هَذَا تَمَامُ شَرْحِ مَا * نَظَمَ مَنْ تَقَدَّمَا
- 185. مِنْ أُدَبَاءِ الْعُلَمَا * مُثَلَّثًا لقُطْرُبِ
- 186. هَذَّبَهُ بالْحُبِّ * رَجَاءَ عَفْوِ الرَّبِّ
- 187. عَمَّا جَنَى مِنْ ذَنْبِ * عَبْدُالْعَزِيزِ الْمَغْرِبِي
- 188. مُصَلِّيًا مُسَلِّمَا * عَلَى رَسُولِ الْكُرَمَا
- 189. مُحَمَّدٍ مَنْ قَدْ سَمَا * على جميعِ العربِ
- 190. وَالآلِ وَالأَصْحَابِ مَا * لاَحَ بَرِيْقُ يَثْرِبِ
وأسألُ اللهَ تبارك وتعالى أنْ يبارك فينا وأنْ يعلّمنا ما ينفعنا وأنْ ينفعنا بما علّمنا وأنْ يزيدنا علمًا، تمّت الرّسالة بفضل الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــ