بسم الله الرحمن الرحيم
ائتَزِرُوا وتَسَرْوَلُوا وخَالِفُوا أَهْلَ الكِتابِ
قال الإمامُ الحافظُ شيخُ الإسلامِ عبدُ اللهِ الهرريُ رَضِيَ اللهُ عَنه:
قال عليه الصلاة والسلام: “ائتَزِرُوا وتَسَرْوَلُوا وخَالِفُوا أَهْلَ الكِتابِ” رواهُ الإمامُ أحمدُ في مُسْنَدِه (5\264)، معناه أحيانًا الْبَسُوا الإزارَ وأحيانًا الْبَسُوا السِرْوالَ وخالِفُوا أهلَ الكِتابِ لأنَّ أهلَ الكِتابِ ما كانُوا يَلْبَسُونَ إلا السِرْوالَ، فإذا عَمِلَ الكُفّارُ زِيًّا مِن الثِيابِ أو غَيْرها وَشاعَ بَيْنَهُم، هذا يَحْرُمُ علَى المُسْلِمِينَ لُبْسُهُ. أمّا ما عَمِلَهُ الكُفّارُ وَشاعَ بْيَنَهُم وَبَيْنَ المُسْلِمِينَ ابتِداءً، فَلا يَحْرُمُ علَى المُسْلِمِينَ لُبْسُهُ.
الرَّسُول كانَ بَعِيدًا مِن التَّشَبُّهِ بالكُفّارِ، حتَّى إنهُ كانَ يَصُومُ يَوْمَ السَّبْتِ والأَحَدِ مُخالَفَةً للكُفَّارِ لأنَّ اليَهُودَ عِيْدُهُم السَّبْتُ والنَّصارَى عِيْدُهُم الأَحَدُ. قال علَيه الصلاةُ والسلامُ: “إنَّهُما يَوْمَا عِيْدٍ للمُشْرِكِينَ وَأنا أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَهُم” رواه البَيهقيُ في السُّنَن (4\303).