الحمدُ للهِ الذي جعلَ في أمةِ محمدٍ من هوَ مثلُ خليلِ الرحمنِ إبراهيم
الحمد لله رب العالمين له النعمة له الفضل وله الثناء الحسن صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين.
الحمدُ للهِ الذي جعلَ في أمةِ محمدٍ من هوَ مثلُ خليلِ الرحمنِ إبراهيم
أبو مسلم الخولاني كان من أهل اليمن، كان في الوقت الذي ظهرت فيه دعوة الأسود العنسي الذي ادَّعى أنَّهُ نَبيّ، فكانَ أبو مسلم يتَجَوّلُ في النّاسِ ويُكذِّبُ الأسودَ العنسِيّ في البلادِ التي ءامنَت به، كانَ يقولُ لهم: الأسودُ العَنسِيّ كذّاب وأمّا رَسُولُ اللهِ فهو محمّدٌ. الذينَ ءامَنُوا بالأسودِ العَنسِيّ مَا هَانَ علَيهِم أنْ يُشِيعَ هذا الشّخصُ أنّ رئيسَهُم كذّابٌ فأَخَذُوه إلى الأسودِ العَنسِيّ فقالَ لهُ: ارجِع عمّا تَقُول وءامِن أَنّي رسولُ الله. فقالَ: لا أَرجِع، كذََّبَهُ في وَجْهِه. فأَشْعَلَ لهُ نارًا عظِيمَةً ورمَاهُ فيهَا فلَم تؤثِّر فيهِ النّارُ، وفي اليَومِ الثّاني أُضرمَت لهُ النارُ ورُمِيَ فيها فلم يَحتَرِق، وفي اليومِ الثّالثِ أُضرِمَت لهُ النارُ ورُمِيَ فيها فلَم يحتَرِق وخَرج يمشِى. ثم نفَاه قالَ لهُ:”لا تُقِم بأرضِي”. فجَاء إلى المدينةِ ودخَلَ المسجدَ فبَينَما هو في المسجدِ أتاهُ عمرُ بنُ الخطابِ فنَظَر في وجْههِ فقالَ له:”أنتَ أبو مُسلِم الخَولاني؟”. فقال: نَعم. ـ لأنَّ خَبرَه كانَ قَد شَاعَ فقبَّلهُ عمرُ بَينَ عَينَيهِ وقال:”الحمدُ للهِ الذي جَعلَ في أمةِ محمّدٍ مَن هوَ مِثلُ خَليلِ الرحمنِ إبراهيم“.معناه مَن أُعطى أن لا تحرقَه النّار كمَا لم تُحرِق إبراهيم وليسَ مَعناهُ مُسَاواة أبى مسلم بإبراهيم عليه السلام فإنّ نَبِيّا واحِدًا أَفضَل مِن كلِّ الأولياء. وعَدم إحراق النّار لإبراهيم وأبي مسلم دَليلٌ ظَاهرٌ على أنّ الأسبابَ لا تخلُقُ مُسَبَّباتِها وإنما اللهُ تعالى يَخلقُ المسبَّباتِ عندَ وجُودِ السَّبَب.