بَشّرِ المشَّائِينَ في الظُّلَم إلى المسَاجِد النُّورِ التّامِّ يومَ القِيامةِ
أوصيكُم بالاجتهادِ وتَركِ الكَسل لأمورِ الآخِرة،وأوصِيكُم بالتّشاور،والتّشاورُ في الشّرعِ أَمرٌ عظِيمٌ،اللهُ تَعالى أَمَر نَبيَّهُ بمشَاورةِ أصحابِه معَ أنّهُ غَنيّ عن ذلكَ بالوَحْيِ،عمرُ بنُ الخطّاب رضيَ الله عنه كانَ لهُ مجلِسُ شُورَى.
فلْيَلتَزِمْ كُلٌّ مِنكُم بالتّواضُع والحِلم والتّطاوع،القَليلُ معَ التّواضُع والتّطاوعِ كثِيرٌ والكثِيرُ بدُونهِما قَليلٌ.
وعَليكُم بملازمَةِ حُضورِ المسَاجِدِ فإنّ في ذلكَ تَقويةً لدَعوةِ التّوحيدِ، واقتَدُوا بمن كانَ قَبلَكُم مِنَ الصّالحينَ كأبي مسلِم الخَولانيّ رضيَ الله عنهُ الذي كانَ يَقطَعُ مسَافةَ أَربعَةِ أَميالٍ لصَلاةِ الصّبحِ مِن دَارَيّا إلى مَسجِدِ دِمشقَ،وأمّا هُنا لا يُكَلِّفُكُم الذّهابُ قَطعَ مِيلٍ واحِدٍ بل قَد يَكونُ بَينَكُم وبَينَ المسَاجِد رُبعُ مِيلٍ أو أقَلّ،فمَا هذِه الغَفلةُ فإنْ لم تَعمُروا المسَاجِدَ في شَبابِكُم فمَتى تَعمُروهَا،اغتَنمُوا فُرصَةَ الشّبابِ،أولئكَ الأوّلُونَ كانُوا يَذهَبُونَ للجَماعةِ في الليلِ في الظّلام،أمّا اليومَ فالطُّرق مُنوَّرةٌ بالكهرباء وقَد قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :بَشّرِ المشَّائِينَ في الظُّلَم إلى المسَاجِد النُّورِ التّامِّ يومَ القِيامةِ” رواه الترمذي والبيهقي والحاكم وغيرهم
هَذا الفَضلُ العَظِيمُ فَاتَ في هَذا العَصرِ في البِلادِ التي فيها ضَوءُ الكهرباء باللّيل،فإنْ فاتَكُم هَذا فلا يَفُتْكُم هذا الذي هو سَهلٌ علَيكُم،فإنّهُ اليومَ مِنَ المغربِ إلى نحوِ طُلوعِ الشّمسِ نُورُ الكهرباء مَوجُودٌ،أنَا يَحزُنُني لمّا أَذكُر هَذا أي أنّهُ فَاتَنا ذلكَ.