المحافظة على الإيمان لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ

Arabic Text By Aug 22, 2010

المحافظة على الإيمان لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ

      الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد المرسلين وعلى ءاله الطيبين الطاهرين، اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى ءاله الطيبين الطاهرين. أما بعدُ فإنّ المحافظَةَ على الإيمانِ تكونُ بتَجنُّب الكفرياتِ الاعتقاديةِ والكفرياتِ الفِعليةِ والكفرياتِ القَولية، فمِنَ الكُفرياتِ الاعتقادِيةِ أن يعتَقدَ الإنسانُ في اللهِ صِفةً مِن صفاتِ البشر، فمَن اعتقَد في اللهِ صفةً مِن صفاتِ البشر كالأعضاءِ أو التّأثر والانفعال فلَيس مِن أهلِ الإيمان، كلُّ هذا ينافى الإيمانَ لأنّ الله تبارك وتعالى خلَق العالم ولم يجعلْ بَينَه وبينَ هذا العالم الذي خلقَه شَبَهًا بوجْهٍ منَ الوجُوه.

     ومما ينافي الإيمانَ ويخرِج من الإسلام اعتقادُ ما يَعتقده بعضُ الناس مِن أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم عُرِجَ به إلى السّموات السبع حتى انتَهى إلى سِدرة المنتهى فتدَلى إليهِ اللهُ تَعالى ودَنا حتى كانَ ما بَينَهُما أي ما بَينَ الله والرسول قَدْر مَا بينَ الحاجِب والحاجِب، هذا اعتقادُ أُناسٍ يدّعُونَ الإسلام ولا يعرفُونَه، هؤلاء ليسوا مسلمِين عندَ الله لأنهم كذّبوا قولَ الله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ}. الله تعالى لا يجوزُ أن يكونَ بينَهُ وبَينَ خَلقِه مسافَة، هو موجُودٌ بلا مكان، موجودٌ بلا جهةٍ فيجب اعتقادُ أنّ الله موجودٌ لا كالموجوداتِ وأنه حيّ لا كالأحياء وأنّه عالم لا كالعلماءِ وأنه مُريد لا كالمرِيدِين وأنه سميعٌ لا كالسّامِعين وأنه بصِير لا كالمبصِرين وأنه متكلِّم لا كالمتكلِّمِين لأنّه متكلِّم بكلام لهُ هو صفةٌ أزليةٌ أبدية لا يُبتَدأ ويختتَم ككلامِنا، ومع هذا أَنزل كُتبًا سماويةً على بعض أنبيائِه هيَ عِباراتٌ عن كلامِه الذي هو صِفةُ ذاتِه، عباراتٌ عن ذلكَ الكلام الذي لا يُشبِهُ كلامَنا ويقال لهذا “كلامُ الله” كما أنّه يقال للكلام الذاتي الأزلي “كلامُ الله”، هذا يقالُ له “كلام الله” وهذا يقالُ له “كلامُ الله”.  

   كذلك الله تبارك وتعالى يُوصَفُ بأنّه راضٍ عن أوليائه، يوصَفُ بالرِّضَى عن عبادِه المؤمنين ويُوصَفُ بالغَضب على عبادِه الكافرِين لكنّنا لا نعتقدُ أنّ رضَاهُ كرضَانا ولا أنّ غضبَه كغضبِنا ليسَ رضاهُ انفِعالاً نَفسَانيًا ولا غضبُه انفعالاً نَفسانيًا وكلّ هذا لأجْل أن نكونَ وافَقْنا قولَه تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ}، هذه الكلمةُ كلِمةٌ مُوجَزةٌ لَفظُها خفِيفٌ لكنّ مَعناها واسِعٌ ثم أيضًا هذِه الآيةُ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ} تُعطِينا أنّ اللهَ لا يَمَسُّ ولا يُمَسُّ. الله تعالى لا يَمَسُّ ولا يُمَسُّ لأن المسَّ مِن صفاتِ الخلق، المسُّ لا يحصُل إلا باتّصَالِ جِسم بجِسم وهذا مِن صِفاتِنا فالله مُنَزّه عن ذلكَ.

ولا يكونُ مِن أهلِ الإيمان مَن يَسُبّ اللهَ أو نبِيّا منَ الأنبياء أو مَلَكًا منَ الملائكةِ أو يَعتَرضُ على الله ولو كانَ فى حالِ الغَضبِ أو المزْح .

ومَن حصَلَ مِنه أىُّ نَوع مِنَ الكُفر لا بُدَّ لِيَرجِعَ للإسلام أنْ يُقلِعَ عن الكفرِ ويَنطِقَ بالشّهادتَين ولا يَنفَعُه أىُّ شَىء يَعمَلُه قَبلَ ذَلك.