ما جَرى لشَدّادِ بنِ عَادٍ الذي حَكمَ الدّنيا
قال شيخنا رحمه الله
اتّقُوا الدّنيا فإنها لا تُغني مِنَ الآخِرة وقَد قال الرسول عليه الصلاة والسلام:لا تَزولُ قَدَمَا عَبدٍ يومَ القِيامةِ (أي عن مَوقِف الحِسابِ)حتى يُسألَ عن أَربعٍ عن عُمُره فيمَا أَفنَاه وعن جِسمِه فيما أبلاه وعَن مَالِه مِن أَينَ أخَذَه وفِيمَا أَنفَقَهُ وعن عِلمِه مَاذا عَمِلَ بهِ“رواه الطبراني والبزار
فمَهما جمعَ الإنسانُ منَ المالِ الحرامِ وتنَعّمَ بهِ فإنّهُ زائلٌ،فعَليكُم بتَقوى الله وذِِكْرِ الآخِرةِ وذِِِكْرِ الموتِ قال الله تعالى“قُلْ مَتاعُ الدّنيا قَليلٌ والآخِرةُ خَيرٌ لمن اتّقَى“فمَهما جمعَ الإنسَانُ مِنَ المالِ وتَنعّمَ بأنواعِ الملَذّاتِ والمُشتَهَياتِ لا بُدَّ لهُ أن يُفارقَ ذلكَ بالموتِ.
اذكُروا مَا جَرى لمن قَبلَكُم مِنَ الذينَ جمَعُوا الأموالَ كقَارونَ الذي خسَفَ اللهُ بهِ وبدارِه الأرضَ والذّهَبَ الكثيرَ الذي كانَ جمَعَه،وكانَ قَدْرُ ذهَبِه ما لا يُوجَدُ اليومَ عندَ دَولةٍ منَ الدّوَلِ،وكذلكَ ما جَرى لشَدّادِ بنِ عَادٍ الذي حَكمَ الدّنيا وكانَ تحتَ يدِه مِائتانِ وسِتّونَ مَلِكًا وكانَ على الكفر،وأرادَ أن يَبني مدينةً أوصَافُها كما سمعهُ مِن أوصافِ الجنّةِ فجَمعَ الذّهَب والجواهرَ مِنَ الدّنيا وبَنى في ثلاثمِائةِ سَنةٍ مدينةً شبَّهها بالجنّةِ ثم دمّرَهُ الله تعالى وقومَه قبلَ أن يَدخُلَها وكانَ عمرُه تِسعمائةِ سنةٍ.