المؤذنون أَطوَلُ النّاسِ أَعنَاقًا يومَ القِيامة
قال شيخنا رحمه الله :ءاسيةُ زوجةُ فِرعَونَ قالت ربِّ ابنِ لي عِندَكَ بَيتًا في الجنّة معنَاهُ في
المكانِ الذي شَرّفتَه ، الجنّةُ مُشَرّفةٌ عندَ اللهِ ، فالعِندِيّةُ هُنا للتّشريفِ لا للمَكانِ.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤذِّنُونَ أَطوَلُ النّاسِ أَعنَاقًا يومَ القِيامة“رواه أحمد
ومسلم والنسائي وابن حبان وغيرهم. معنَاهُ أكثرُ النّاسِ فَرحًا لأنَّ الفَرْحَانَ يَمُدُّ عُنُقَهُ
والمحزُونُ يخفِضُ عُنُقَهُ.
أكثَرُ النّاسِ اليَومَ لا يُقبَلُ دُعاؤهُم مِن كَثرَةِ أَكلِ الحرَام.
ورواه البيهقي قال قال أبو بكر ابن أبي داود السجستاني سمعتُ أبي يقولُ معنى قولِ النّبي
صلى الله عليه وسلم المؤذّنونَ أَطْوَلُ النّاسِ أَعنَاقًا يَومَ القِيامِة ليسَ أنّ أعناقَهُم تَطُولُ، وذلكَ
أنَّ النّاسَ يَعطَشُونَ يومَ القِيامةِ فإذا عَطِشَ الإنسانُ انطَوت عُنُقُه،والمؤذّنُونَ لا يَعطَشُونَ
فأَعنَاقُهم قائمةٌ.
ورواه الطّبراني مِن حديثِ بلالٍ وفيه أنّه قال يا رسول الله إنّ الناسَ يتّجِرُونَ ويتّبِعُونَ
مَعايِشَهُم ولا نستَطِيعُ أن نفعلَ ذلكَ فقالَ: ألا تَرضى أنّ المؤذنينَ أَطولُ النّاسِ أَعنَاقًا يومَ
القِيامَة”.
وقال صلى الله عليه وسلم:مَن أذَّنَ سَبعَ سِنينَ مُحتَسِبًا كَتَبَ اللهُ لهُ بَراءةً مِنَ النّارِ“رواه
الترمذي وابن ماجه.
وروى أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان أن رسول الله قال:المؤذِّنُ يُغفَرُ لهُ
مَدَى صَوتِه ويَشهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ ويَابسٍ،وشَاهدُ الصّلاةِ يُكتَبُ لَهُ خمسٌ وعِشرونَ صَلاةً
ويُكفََّرُ عَنهُ ما بَينَهُمَا“.
قوله مدَى صوتِه أي غايةَ صَوتِه،يعني يُغفَر لهُ مَغفِرةٌ طَويلةٌ عَريضةٌ على طَريقِ المبالغةِ وفيهِ
حَثٌّ على استِفرَاغِ الجُهدِ في رَفعِ الصّوتِ بالأذَان.وقوله وشاهد الصلاة أي صلاة الجماعة.