البدعةُ الاعتقادية
الحمدُ للهِ وبعد فإنَ البِدعَ الاعتقادية هي ما أُحدثَ بعدَ الرسول مما يُخالفُ الشرع وهي أشدُ البِدعِ إثماً كبدعةِ المُعتزلة الذينَ يعتقدونَ أن العبدَ هو يخلقُ أعمالهُ وهذا شركٌ والعياذُ بالله وبدعةُ المُشبهةِ المُجسمة نُفاة التوسل الذينَ نَسوا ما هُم فيهِ من أكبرِ البِدع الاعتقادية ويقولونَ للناسِ عن عملِ المولدِ بدعةٌ مُحرمة وعن قراءةِ القُرءانِ على الأموات بدعةٌ مُحرمة وكذبوا وهمُ ارتكبوا أكبرَ بدعةٍ في الاعتقاد جعلوا اللهَ جسماً لهُ اعضاء هذهِ أشدُ من كُلِ الأعمال التي هي بدع تحصلُ بينَ المُسلمين. بدعتهُم هذهِ بدعةٌ كُفرية لأنَ من شبهَ اللهَ بخلقهِ كافرٌ اللهُ تباركَ وتعالى لايشبهُ العالم بوجهٍ من الوجوه العالمُ جسمٌ كثيف أو جسمٌ لطيف كالضوءِ والريحِ والروح , اللهُ تعالى هو الذي أوجدَ هذهِ الأشياءَ كُلها ما كانتَ موجودةً ما كانَ قبلَ أن يخلُق العالمَ نورٌ ولا ظلامٌ , بعدَ أنْ خلقَ اللهُ الماْءَ والعرشَ واللوح المحفوظ والقلمُ الأعلى بزمانٍ خلقَ النورَ والظلامَ ماكانَ ليلٌ ولا نهارٌ قبلَ ذلِك, فاللهُ الذي خلقَ الجسمَ الكثيفَ كالإنسانِ والشجرِ والعرشِ وخلقَ الجسمَ اللطيف كالنورِ والظلام والروحِ لا يكونُ جسماً ثُم الحجمُ اللطيفُ والكثيف يكونُ مُتحيزاً في مكانٍ وجهة, نورُ النّهارِ لهُ مكان والظلامُ لهُ مكان قال اللهُ تعالى 🙁 وهو الذي خلقَ الليلَ والنّهار والشمس والقمر كلٌ في فلكٍ يسبحون ) هذهِ الآية تُثبتُ أن الليلَ يسبحُ أي يمُّر في مكان وأن النّهار كذلِك يسْبحُ في مداره الليل يسبحُ في مداره والنهارُ يسبحُ في مداره كذلك الشمسُ والقمر يَسْبحانِ في فلكيهما أي مدارهما فالذي خلقَ هذهِ العوالِم لا يكونُ مُتحيزاً في مكانٍ وجهة فاللهُ تباركَ وتعالى ليسَ حجماً كبيراً ولا حجماً صغيراً لا يتحيزُ في جهةٍ فوقَ العرش والسموات ولا يتحيزُ في هذا الفراغ ولا في جهةِ الأرض إنما هو موجودٌ بلا مكان كما أنهُ كان موجوداً قبل المكان بلا مكان, هذهٍ عقيدة أهلِ السُنةِ السلف والخلف , السَلف هُم الذينَ كانوا ضمن ثلاثمائةِ سنة التي تلي الهجرة والخَلَف من جاءوا بعدَهُم , هذا صلاحُ الدين الأيّوبي رضي اللهُ عنهُ كان أشعرياً شافعياً كان في أيامهِ أمرَ المؤذنينَ أن يقرأوا قبلَ الفجرِ عقيدة أبي الحسنِ الأشعري التي فيها اللهُ موجودٌ بلا مكان وكلامهُ لايشبهُ كلام الناس وعلمهُ وقدرتهُ ومشيئتهُ وحياتهُ وسمعهُ وبصرهُ لا يشبهُ صفات الخلق , ثُم قررَ في المدارِس كِتاباً فيهِ هذا على مذهبِ أبي الحسنِ الأشعري.
فالمشبهة لما علموا أن صلاحَ الدين يعتقدُ أن اللهَ موجود بلا مكانٍ وأنَ كلامهُ ليسَ حرفاً ولا صوتاً قالوا إنهُ ضّال كفروه لأنهُ لمْ يوافق عقيدتَهُم ,عقيِدَتهُم أن اللهَ جسمٌ قاعدٌ على العرش وكلامهُ حرفٌ وصوت لذَلِك كفروه ,وهو رضي اللهُ عنهُ عالمٌ جمعَ بينَ العلمَ والسلطنة كانَ يحفظُ القُرءانَ وكِتَابَ التنبيه في الفقْهِ الشّافعي وهذا الكِتاب لا يحفظهُ عُلماء الشافعية اليوم من قصورِ الهِمَم وكانَ يحضْرُ مَجالسَ الحَديث هذا السلطانُ صلاح الدين, اما هذهِ الفرقةُ السخيفة المُشبهةُ المُجسمةُ نُفاة التوسل ادعِياء السلفية تعتبرهُ كافراً وهكذا كُلُ من خالفَهُم يعتَبِرُونَهُ كافراً حلال الدم إن استطاعوا قتلَهُ لا يُقصِرون ومع هذا يُموهون على النّاس انهم على دينِ الصحابة وكذبوا انما هم دينٌ جديد منذُ مائتين وستين سنة ظهرت لأن زعيِمهم محمد بن عبد الوَهّاب الذي توفي سنة 1206 هجرية هو الذي جاء بهذا الدين الجديد , تكفير من يقول يا مُحمد يا عبد القادِر يا حسين هو الذي أحدثَ هذا الدين الجديد , وكذبوا في قولهم نحنُ سلفية ليوهموا النّاسَ انهم على عقيدةِ الصحابةِ ومنْ بعدهم . فليحذروا ويجب بيانِ حالهم للناسِ حتى يعرفوا انهم يخالفونَ الصحابة بل هم مُخالفونَ للسلفِ والخلفِ حمانا اللهُ من شرهم. واللهُ أعلمُ وأحكم