البدعة السيئة
الحمدُ للهِ وبعد فإنَ ما أحدث في الدين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم مما يوافق القرءان والحديث يسمى سنة حسنة ويسمى بدعة حسنة ويسمى بدعةً مستحبة أما ما أحدث بعد الرسول مما يخالف القرءان والحديث فهو البدعة السيئة ومنه ما هو محرم ومنه ما هو مكروه ثم البدعة السيئة قسمان قسمٌ في العقيدة وقسمٌ في العمل أما البدعةُ الاعتقادية فهي كلُ عقيدة شذت عن عقيدة الصحابة ومن تبعهم فكلُ عقيدةٍ تخالفُ عقيدة السلف التي تلقاها الخلف منهم فهي بدعةٌ سيئة عقيدةٌ سيئة محرمة كعقيدةِ التشبيه أي الذين يشبهونَ الله بخلقه يقولون: اللهُ جسم لهُ اعضاء قاعد على العرش ينزل إلى السماء الدُنيا في كل ليلة نزول الانتقال والحركة ثم يصعدُ على زعمهم. وكالذين يقولون إن الله نورٌ يتلألأ وكذلكَ عقيدةُ الذين كانوا يقولون: الله بصورةِ شابٍ أمرد وقسمٌ منهم كانوا يقولون : الله صورة شيخٍ أشمط هذهِ بدعٌ اعتقادية كلها توجبُ جهنم لمعتقدها,الله تباركَ وتعالى بفضله ورحمتهِ حمى جمهورَ المسلمين من هذهِ البدع الاعتقادية المسلمونَ معظمهم من أيامِ الصحابة إلى الآن عقيدتهم هي عقيدةُ الرسول والصحابة هي العقيدةُ الحقة التي توصلُ صاحبها إلى الجنة وهي اعتقادُ أن الله تعالى هو الموجود الذي لا يشبهُ الموجودات لا يحتاج الى المكان ولا إلى الجهة ولا إلى العرش ولا إلى الكُرسي ولا إلى السموات فهو موجودٌ بلا مكان ولا جهة كما قال الإمامُ السلفيّ أحمد بن سلامه أبوجعفر الطحاوي المتوفى في أوائل القرنِ الرابع الهجري عن الله : تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائرِ المبتدعات.ا.هـ الجهاتُ الست هي فوق وتحت ويمين وشمال وأمام وخلف معنى ذلكَ ان الله موجودٌ بلا مكان ولا جهة, هذه هي عقيدة الرسول والصحابة وكل المسلمين وهي مستفادة من قولِ الله تعالى :{ ليس كمثله شئ} ومن خالفَ هذهِ العقيدة فاعتقد عقيدة التشبيه فهي عقيدةٌ مؤدية إلى النار نسأل الله السلامة.