*علمُ الدّين أفضلُ ما أنفقت فيه الأوقات.*
*اللهُ تَبارك وتعالى قال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} معناهُ أنّ اللهَ ليسَ شَبِيهًا بشيء من هذا العَالَم بوَجهٍ مِنَ الوُجُوه. اللهُ تعالى لا يُشبِهُ العالَم اللّطِيف كالضوء والريح، ولا يُشبه العَالم الكَثِيف كالحجر والشجر، وليسَ هوَ جِسمًا صَغِيرًا ولا هوَ جِسمٌ كَبِيرٌ. حَبّةُ الخَردَل لها حَجمٌ مَخصُوصٌ والإنسَانُ لهُ حَجمٌ مَخصُوصٌ، والنّورُ كذلك لهُ حَجمٌ والظلام كذلك. بَعضُ الأنوار مِسَاحَتُها واسِعَةٌ وبَعضُها مِسَاحَتُها قَصِيرَةٌ.*
*ثم العَالَمُ أَيضًا إمّا متَحرّكٌ وإمّا سَاكنٌ، وإمّا مُتَحرّكٌ في وَقتٍ وسَاكنٌ في وَقت آخر. واللهُ منزّه عن الحركة والسكون.*
*ولا يُقَالُ عن الله إنّهُ مَوجُودٌ في كُلّ مَكَانٍ، ولا يُقَالُ إنّهُ مَوجُودٌ في العَرش أو على العرش، ولا يُقال جالس ولا قائم سبحانه.*
*اللهُ سبحانه كانَ مَوجُودًا قَبلَ الزّمانِ والمكانِ والعَرشِ، وقولُ النبيّ “وكانَ عَرشُه على الماءِ” مَعنَاهُ أنّ أوّل المخلوقاتِ هو الماءُ ثم خلق اللهُ العَرشَ. ما كانَ حينذاك نُورٌ ولا ظَلامٌ، اللهُ خَلَقَ اللّيلَ أوّلاً ثم النّهارَ، مَعناهُ أنّه مَا كانَ قَبلَ ذلكَ نُورٌ ولا ظَلام. عقولنا لا تتصوّر وقتًا لم يكن فيه نور ولا ظلام، وهذا شيء مخلوق، فهي عاجزة بالأولى عن أن تعرف حقيقة الله تعالى. قال أهل السنة إن اللهَ تعالى موجود بلا كيف ولا مكان، معناه منزّه عن الكيفية والجهة والمكان، هذا شيء مهم جدًا معرفته لأنه من أساسيات العقيدة الإسلامية، والحمد لله على ذلك.*