*قال النووي رحمه الله: “فأردت مساعدة أهل الخير بتسهيل طريقه والإِشارة إليه وإيضاح سلوكه والدلالة عليه (أي على ذكر الله تعالى). وأذكر في أوّلِ الكتاب فصولاً مهمة يَحتاجُ إليها صاحبُ هذا الكتاب وغيرُه من المعتنين”.اهـ. كلامه.*
*فلينظر العاقل إلى كلام النووي في المساعدة على الخير ونشره، فإن ذلك دأب العلماء وبذلك حياة الإسلام، فدين الاسلام علم وعمل، والعلم مقدّم على العمل وسابق له إذ لا بدّ منه لتصحيح الأعمال البدنية كالصلاة والصيام وعمل القلب كالإيمان بالله تعالى وما يتبع ذلك، ولأن التعبّد على جهل لا ينقذ صاحبه يوم القيامة؛ فعلم الدين أهمّ المهمّات، ومن فاته ذلك فليَعلم أن الله تعالى لم يُرد به خيراً لحديث البخاري: “مَن يُردِ اللهُ به خيرًا يُفقِّهْهُ في الدِّينِ” والحديث يفيد أن من لم يُرد الله به خيراً فإنه يبقى على جهله ويترك تعلم علم الدين الواجب عليه تعلّمه.*