*قال النووي رحمه الله: “واللهَ الكريمَ أسألُ التوفيق والإنابة والإعانة والهداية والصيانة، وتيسيرَ ما أقصدُه من الخيرات والدّوامَ على أنواع المَكرُمات، والجمعَ بيني وبين أحبابي في دار كرامته وسائرَ وجوه المَسرّات.اهـ. ودلّ كلام النووي على أن كلّ الأمور بيد الله، فالتوفيقُ للخير والإنابةُ إلى الحق، والإعانةُ على الخير والشرّ، والهدايةُ إلى الصواب، والصيانةُ من الباطل والتيسيرُ للمكرُمات والحسنات، كلُّ ذلك بخلق الله وتقديره ومشيئته وعلمه؛ هذا مذهب علماء أهل السنة جميعهم لا خلاف في ذلك بينهم. وليس معنى الإعانة على الشر أن الله رضي به، فالله لا يرضى بالشر ولا يحبه ولا يأمر به. ولكن معنى الإعانة هو أن الله أعطانا سلامة الآلات والجوارح التي نعمل بها خيراً أو شراً، ثم نحاسب على ما كسبت أيدينا.*