معرفة القبلة ودخول الوقت
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وسلم
قال شيخنا رحمه الله
صاحبُ البيتِ إن كانَ ثِقةً فقَالَ القِبلَةُ هَكذا يجُوزُ الاعتمَادُ على كلامِه.
وكذلكَ إنْ كانَ المؤذِّنُ ثِقةً يجوزُ الاعتمَادُ على أذَانِه،
لمجرّدِ سمَاعِ أذَانِ الثِّقةِ يجُوزُ أن يُدخَلَ في الصّلاةِ، أمّا غَيرُ الثِّقةِ فلا،الشّخصُ يجتَهدُ بنَفسِه وإنْ كانَ عندَهُ تَقويمٌ عمِلَهُ رجُلٌ ثِقَةٌ عَارفٌ يجوزُ أن يعتَمِدَه،أمّا بدونِ أذَانِ ثِقَةٍ وبدُونِ الاعتمادِ على تَقويم ثِقةٍ عَارفٍ بمجَرّد النّظر في التقويم لا يَكفي الدّخُول في الصّلاة،لا يجبُ على الشّخص أن يخرُجَ منَ البيتِ ليَنظُرَ إلى الظِّلِّ لوقتِ الظّهر والعصرِ أو لرؤيةِ الظّلام في المشرِق لأجلِ المغرب أو ليَنظرَ إلى الشّفَق لأجلِ العِشاء أو لرؤيةِ الفَجر لأجلِ الصّبح،وإنما يكفِيهِ الاعتمادُ على قولِ الثِّقة.
والتّقيّ الثّقةُ العَارف إذا عمِلَ تقويما اعتمَادًا على مُراقَبتِه يجوزُ أن يُعتَمَدَ عليه،لكنّ الأفضَلَ أن يَنظُرَ الشّخصُ بنفسِه إلى الظِّلّ، لكلِّ صَلاةٍ يُراقِبُ الظِّل،وكذلكَ يَنظُر بنفسِه للصّلواتِ الثّلاثةِ المغربِ والعشاءِ والفَجر،هَذا يَدخُل في حديثِ:إنّ خِيارَ عبادِ الله الذينَ يُراعُونَ الشّمسَ والقَمرَ والأظِلّةَ لذِكْرِ اللهِ”رواه الطبراني والحاكم.
أي للصّلاةِ.
أمّا الذي يَعتَمدُ على التّوقِيتِ لا يَعظُم أَجْرُه على غَيرِه،كذَلكَ الاهتمامُ بالجمَاعةِ فيهِ أَجْرٌ عظِيمٌ.
أبو مُسلم الخولاني كانَ نَازلا بقَريةٍ اسمُها دارَيّا بينَها وبَينَ دمشق أربعة أميال،كانَ يخرُج منها إلى صلاةِ الصّبح،إلى مسجِد بَني أُمَيّة في دمشق،مِن شِدّة اهتمامِه بالصّلاةِ والجمَاعةِ،
كانَ لقِيَ الصّحابةَ لكن ما رأى الرسولَ،كانَ باليَمن،وهوَ الذي لما ظَهرَ باليمَن رجُلٌ ادّعَى النّبوةَ يُقالُ لهُ الأسودُ العَنسِيّ كذّبَه،الأسودُ العَنسِيّ ءامَن بهِ بعضُ أهلِ اليمَن،هَذا في أواخِر حياةِ رسولِ الله،فصَار أبو مسلِم يقولُ للنّاس هَذا كَذّابٌ لا تُصَدّقُوه،الأسودُ العَنسِيّ أبلَغَه جماعتُه أن أبَا مسلِم يقولُ فيكَ إنكَ كَذّاب،فقال ائتوا به فقال لهُ تَشهَدُ أنّ محمّدًا رسولُ الله فقالَ نَعم فقال تَشهَدُ أني رسولُ الله، فسَكَت،قال لا أسمَع،فأَضرَمُوا نارًا رمَوه فيها،ثلاثَ مَرّات في ثلاثةِ أيام يَرمِيهِ فيها فلا تؤثِّرُ فيهِ النّار،ثم أخرجَه مِنَ اليَمن،ثم قُتِلَ هذا الأسود العَنسِيّ.
فلَمّا جاءَ أبو مسلِم إلى المدينة إلى المسجِد رءاهُ سيِّدُنا عمر فقالَ لهُ مِن أينَ قال مِنَ اليَمَن قال أنتَ أبو مسلم الخَولاني قال نعَم فقَبَّلَه سيدنا عمر بينَ عَينَيه وقالَ الحمدُ لله الذي جَعلَ في أمّةِ محمّدٍ مَن هوَ مِثلُ خَليل الرحمن إبراهِيم.
ومِن كرَاماتِه رضي الله عنه أنّه ذاتَ مرّةٍ صَارت السّبحةُ تَدُور في يدِه وهو نائمٌ وتقولُ سبحانكَ يا مُنبِتَ النّبات ويا دائمَ الثّبات.ومعنى يا دائمَ الثّبات إذا قيلَ عن الله يا دائمَ الوجود.
الجمعة23\5\1423ه