بابُ الأضْحِيَّةِ
هي بضَمّ الهمزَة وكَسرها، وتَشدِيدِ اليَاءِ وتَخفِيفِها، ويُقَالُ: ضَحيّة، وأُضْحَاةٌ: مَا يُذبَحُ مِنَ النّعَم تَقرُّبًا إلى اللهِ يومَ النّحْر، وأيّامَ التّشريق.
الأضحِيَةُ سنةٌ لحديثِ الترمذي والحَاكِم: «مَا عَمِلَ ابنُ ءادمَ يومَ النَّحْر مِن عَمَلٍ أحَبَّ إلى اللهِ تعالى مِن إراقَةِ الدّم إنّها لَتَأتي يومَ القِيامَةِ بقُرُونها، وأظْلافِها، وإنّ الدّمَ لَيَقَعُ بمَكَانٍ مِنَ اللهِ قَبلَ أن يقَعَ على الأرضِ فَطِيْبُوا بِهَا نَفسًا».
فلَيسَت بواجِبَةٍ إلا أن يَنْذِرَ ـ بكَسر الذّال وضَمّها ـ قَالَه النّوَويّ.
وقال في الكفَاية: الأَوْلَى أن تُقرَأ بالبِنَاءِ للمَفعُول.
قال صلى الله عليه وسلم: «أُمِرتُ بالنَّحْرِ وهوَ سُنّةٌ لَكُم» رواه الترمذي. ورَوى الدّارَ قُطنيّ حَديثَ: «كُتِبَ عَلَيَّ النَّحْرُ وليسَ بواجِبٍ علَيكُم».
ثم قالَ في العُدَّة: هيَ سُنّةٌ على الكِفَايَةِ إذا فَعلَها واحِدٌ مِن أَهلِ البَيتِ كَفَى عن الجَمِيع، وإنْ تَركُوها كُرِهَ لهم، لما في الموطّأ عن أبي أيّوبَ الأنصَاريّ قالَ: كُنّا نُضَحّي بالشّاةِ الواحِدَةِ يَذبَحُها الرّجُلُ عَنهُ وعن أهلِ بَيتِه»، ثم تَباهَى النّاسُ بَعدُ بها وصَارَتْ مُبَاهَاة.
والمخَاطَبُ بها الحرُّ المستَطِيعُ، وسَوَاءٌ الحَاضِرُ، والبَادِي، والمسَافِر، والحَاجُّ، وغَيرُه.