عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صَلّى الله عليه وسلم قال” السّفَرُ قِطعَةٌ مِنَ العَذاب يَمنَعُ أحَدَكُم طَعامَه وشَرابَه ونَومَه فإذَا قَضَى نَهْمَتَهُ فلْيُعَجِّلْ إلى أهْلِه”. رواه مالكٌ والطّبراني والدّار قُطني وأحمد في مسنَده والحاكم.
قالَ ابنُ بَطّال ولا تَعارُضَ بَينَ هَذا الحديثِ وحديثِ ابنِ عمرَ مَرفُوعًا: “سَافِرُوا تَصِحُّوا” فإنّهُ لا يَلزَمُ مِن الصّحّةِ بالسّفَر لما فيهِ مِنَ الرّياضَةِ أنْ لا يكونَ قِطعَةً مِن العذابِ لما فيهِ مِنَ المشَقّة فصَار كالدّواء المرّ الـمُعْقِب للصّحّة وإن كانَ في تَناوُلِه الكَراهَة.
قالَ ابنُ بَطّال قيلَ وليسَ كونُ السّفَر قِطعَةً مِنَ العَذاب بمانِع أنْ يَكونَ فيهِ مَنفَعةٌ ومَصَحَّةٌ لكَثِيرٍ مِنَ النّاس لأنّ في الحركةَ والرّياضَةُ مَنفَعَةٌ ولا سِيّمَا لأهلِ الدَّعَةِ والرّفَاهِيَةِ، كالدّواءِ المرّ الـمُعقِب للصّحّةِ وإنْ كانَ في تَناوُلِه كَراهِيَة.
سئل إمامُ الحرَمين حِينَ جَلَس مَوضِع أَبِيه لم كانَ السّفَرُ قِطعَةً مِنَ العَذاب فأجَابَ على الفَور لأنّ فيهِ فِرَاقَ الأحبَاب.