قرئ على شيخنا رحمه الله ونفعنا به وأمدنا بأمداده
عن عُقبَةَ بنِ عَامِرٍ رضيَ اللهُ عَنه قال قالَ رسولُ صلّى الله عليه وسلم “لا تُكْرِهُوا مَرضَاكُم على الطّعَام فإنّ اللهَ يُطعِمُهم ويَسْقِيهم”. هذا حديثٌ حَسَنٌ بشَواهِدِه أخرَجَه ابنُ أبي شَيبَةَ في مُسنَدِه.
(وفي حَاشِيةِ السّندي على ابنِ ماجَه ما نَصُّه: في حَاشِيةِ السُّيوطِيّ قال المُوقِّفُ مَا أَغْزَرَ فَوائِد هَذِه الكَلِمَةِ النّبويةِ ومَا أَجْودَها للأطِبّاءِ وذلكَ أنّ المرِيضَ إذَا عَافَ الطّعامَ والشّرابَ فذَلكَ لاشتِغَالِ طَبِيعَتِه بمجَاهدَةِ مَادّةِ المَرضِ أو سُقُوطِ شَهوتِه لموتِ الحَارِّ الغَرِيزِيّ وكَيفَمَا كانَ فحِينَئِذٍ لا يُعطَى الغِذَاءَ في هَذا الحالِ لأنّه غَيرُ لائِقٍ.)
(فإنّ اللهَ يُطعِمُهُم ويَسقِيهِم)،قالَ السُّيوطِيُّ في حَاشِية الكِتاب أي يُشبِعُهم ويُروِيْهِم مِن غَيرِ تَناوُلِ طَعامٍ أو شَرابٍ.
وفي شَرحِ سُننِ ابنِ ماجَه ما نَصُّه: والحِكمَةُ فيهِ ظَاهرَةٌ لأنّ طَبِيعَةَ المرِيضِ مَشغُولٌ بإنْضَاجِ مَادَّتِه وإخْراجِه، ولَو أكرَه الطّبِيعَة على الطّعَام والشّرابِ يَكِلُ الطّبِيعَةَ مِن فِعْلِهَا ويَشتَغِلُ بهَضْمِهَا. كَذَا في اللّمعَات.
وفي فَيضِ القَدِير مَا نَصُّه: فإنّ اللهَ يُطعِمُهُم ويَسقِيْهِم” أي يَحفَظُ قُواهُم ويُمِدُّهُم بما يَقَعُ مَوقِعَ الطّعَامِ والشّراب في حِفظِ الرُّوحِ وتَقوِيم البَدن. ذكَرَه البَيضَاويّ.)