قرئ على شيخنا رحمه الله ونفعنا به
عن عبدِ اللهِ بنِ أبي أوْفَى رضيَ الله عنهما قالَ جَاءَ رَجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلم فقال إنّي لا أستطيعُ أن أتعَلَّم شَيئًا مِنَ القُرآن فعَلّمني شيئًا يُجزِؤُني قال “تقُولُ سُبحَانَ اللهِ والحَمدُ للهِ ولا إلهَ إلا الله واللهُ أَكبَرُ ولا حَولَ ولا قُوّةَ إلا بالله” قالَ فقَال الأعرابيُّ هكَذا وقَبَضَ كَفّهُ، فقال هَذا للهِ فمَا لِي، قال تقولُ “اللّهُمّ اغفِرْ ليْ وارْحَمني وعَافِني وارزُقني واهْدِني” فقَبَض كَفَّه الأخرى فقَال “أمّا هَذا فقَد مَلَأ يَدَيه مِنَ الخَير”. هذا حديثٌ حَسنٌ أخرَجه أحمد.
وفي رِوايَةٍ جَاءَ رَجلٌ إلى النّبيّ فشَكَا إليهِ نِسْيانَ القرآنِ فذَكَرَ الحديثَ، فقال في الموضِعَين فعَدَّهُنَّ في يَدِه وضَمَّ أصَابِعَه وقالَ في آخِره فقال رسول الله “أمّا هَذا فقَد مَلأ يَدَيه خَيرًا” أخرَجَه أحمدُ وابنُ حِبّان.
(قال شيخنا رحمه الله: السَّبْحُ فِي اللُّغَةِ التَّبَاعُدُ، وَمَعْنَى سَبِّحِ اللَّهَ تَعَالَى أَيْ بَعِّدْهُ وَنَزِّهْهُ عَمَّا لا يَلِيقُ بِهِ مِنْ شَبَهِ الْمَخْلُوقَاتِ وَصِفَاتِهِمْ كَالْحَجْمِ اللَّطِيفِ وَالْحَجْمِ الْكَثِيفِ وَصِفَاتِهِمَا كَالأَلْوَانِ وَالْحَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ وَالْمَقَادِيرِ كَالصِّغَرِ وَالْكِبَرِ وَالتَّحَيُّزِ فِي الْجِهَةِ وَالْمَكَانِ لِأَنَّ كُلَّ ذَلِكَ نَزَّهَ اللَّهُ نَفْسَهُ عَنْهُ بِقَوْلِهِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ} [سُورَةَ الشُّورَى/11] فَلَوْ كَانَ لَهُ حَجْمٌ كَبِيرٌ أَوْ صَغِيرٌ لَكَانَ لَهُ أَمْثَالٌ كَثِيرٌ