قرئ على شيخنا رحمه الله ونفعنا به وأمدنا بأمداده
عن جَابرِ بنِ عبد الله رضيَ الله عنهما قال قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لكَعبِ بنِ عُجْرَةَ “يَا كَعبُ بنَ عُجْرَةَ أعَاذَكَ اللهُ مِن إمَارةِ السُّفَهَاءِ” قال ومَا إمَارَةُ السُّفَهاءِ قال “أمَراءُ يَكُونُونَ بَعدي لا يَهتَدُونَ بهَديِي ولا يَسْتَنُّونَ بسُنَّتي مَنْ صَدّقَهُم بكَذِبِهم وأعَانَهم على ظُلْمِهِم فلَيسَ مِني ولَستُ مِنهُ ولا يَرِدُ عليّ الحوضَ ومَن لم يُصَدّقهُم بكَذِبِهم ولم يُعِنْهُم على ظُلمِهم فهوَ مِنّي وأنَا مِنهُ وسَيَرِدُ علَيّ الحوضَ، يَا كَعبُ بنَ عُجرَةَ الصّومُ جُنّةٌ والصّدَقَةُ تُطفِئ الخَطِيئَةَ والصّلاةُ قُربَانٌ أو قال بُرهَانٌ، يا كَعبُ بنَ عُجرَةَ لا يَدخُلُ الجنّةَ لحمٌ نَبَتَ مِن سُحْتٍ النّارُ أَوْلى بهِ، النّاسُ غَادِيَان مُبتَاعٌ نَفْسَهُ فمُعتِقُها وبَائِعُها فمُوبِقُها”. هَذا حديثٌ صَحِيحٌ أخرجَه الإمامَانِ أحمدُ وإسحَاق.
ثم أَوْرَد الحافظُ عن أبي الشّيخ في كتابَ النّوادِر لهُ قال أَنشَدَنا عبدُ الله بنُ قَحْطَبَة:
إذا اسْتَبْقَتِ الدُّنيَا على المرءِ دِينَهُ فمَا فَاتَهُ مِنها فلَيسَ بضَائرِ
وإنِ امرُأً لم يَرتَحِلْ بتِجَارَةٍ إلى دَارِه الأُخرَى فلَيسَ بتَاجِرِ
وإنِ امرأً لم يَصْفُ لله سِرُّهُ لَفِيْ وَحْشَةٍ في كُلّ خَطْرَةِ خَاطِرِ
وإنِ امرأً إبتَاعَ شَيئًا بدِينِهِ لمنقَلِبٌ مِنها بصَفقَةِ خَاسِرِ
(قال ابن الأثير في غريب الأثر: السُّنَّةُ إذا أُطْلِقَت في الشَّرع فإنما يُرادُ بها ما أمَرَ به النبي صلى اللّه عليه وسلم ونهى عنه ونَدَب إليه قولا وفِعْلا مما لم يَنْطق به الكِتابُ العزيزُ . ولهذا يقال في أدِلَّة الشَّرع الكِتابُ والسُّنَّة أي القرآن والحديث)
(قال الحافظ بن حجر في الفتح وقال ابن العربي إنما كان الصوم جنة أي وقاية من النار لأنه إمساك عن الشهوات والنار محفوفة بالشهوات)
(قال المناوي في شرح الجامع الصغير والصلاة نور لأنها تهدي إلى الصواب كما أن النور يستضاء به)
(نبت من سحت أي حرام)
(غاديان أي ذاهبان غدوة)
(فبائع نفسه ) من ربه يبذلها في رضاه ( فمعتقها ) من العذاب ( أو ) بائع نفسه من الشيطان فهو ( موبقها ) أي مهلكها بسبب ما أوقعها فيه من العذاب)