قرئ على شيخنا رحمه الله ونفعنا به
عن محمّد بنِ جُبَير بنِ مُطعِم عن أَبِيه رضيَ الله عنه أنّ رَجُلًا سَأَلَ النّبيَّ صَلَّى اللهُ علَيهِ وسَلَّم فقَال أيُّ البِلادِ شَرٌّ، قالَ “لا أَدرِي حَتى أَسأَل” فسَأَلَ جِبريلَ عن ذلكَ، فقَالَ لا أدري أَسأَلُ رَبي، فَانْطَلَقَ فَلَبِثَ مَا شَاءَ الله، ثم جَاءَ فقَالَ إني سَألتُ رَبي عن ذلك، فقال “شَرُّ البِلادِ الأسواقُ”. هذا حديثٌ حسَنٌ أخرجَه أحمد.
(قال شيخنا رحمه الله: في الأسواق الشّيَاطِين كَثرَة ليُغرقوا النّاسَ في الغَشّ والكَذِب. كانَ في بلادنا وَليّ يَحمِلُ بيَده سَوطًا لما تَحمى السُّوق وقت الضُّحَى يأتي إلى السّوق يَضرب بعضَ النّسَاء، هو يَعرف أنّهن شَياطين، عندَ النّاس مِنَ البشَر، اللهُ كشَف له أنّهن شياطِين يَضربُهنّ يَطردُهنّ، “فيهَا بَاضَ الشَّيطَانُ وفَرَخ”(استِعَارَةٌ لِمَا نشَرَه مِنَ الشّرّ بَينَهُم والمُنَافَسَة مِنهم وما يُوقِعُهُم فيهِ مِن مُخَالَفَةِ الأمرِ والنّهْي في الشّرَاء والبيع)، لكَثرَة المعاصي فيها شيَاطِين تُحِبُّها.
هذا يعمل فيها بالربا وهذا يغش وهذا يكذب لهذا الشياطين تفرح فيها، إذا قيل الدعاء الوارد في السوق لم يرد أن الشخص يحفظ من أذاهم، أما إذا قال دعاء الخروج من المنزل بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله . الشياطين الذين في الطريق يتجنبونه يتركونه، الطرق محشوة بالشياطين وفي الأسواق أكثر.)