قال شيخنا رحمه الله ونفعنا به
الحمدُ لله ربّ العالمينَ وصَلّى اللهُ وسَلّم على سيّد المرسَلِين نَبيّنا خَاتَم النّبِيّين وعلى ءالِه الطّاهِرينَ أمّا بَعدُ فَقد قالَ رسولُ الله صَلّى اللهُ علَيهِ وسَلّم: “المُتَمَسّكُ بسُنّتِي عندَ فَسَادِ أُمّتِي لهُ أَجرُ شَهِيد”رواه الطبراني. المتَمسّكُ بسُنَّتي عندَ فَسَادِ أُمّتي لهُ أَجرُ شَهيدٍ الرّسولُ علَيهِ السّلام أَعْلَمَهُ اللهُ بالوَحْيِ أنّ أُمّتَه سَتَفْسُدُ بَعدَ مُضِيّ زَمانٍ وقَد حَصَلَ ذلكَ، الآنَ أَكثَرُ المشَايخ تَركوا الأمرَ بالمعرُوف والنّهيَ عن المنكَر تَركُوا تَحذِير النّاسِ مِنَ الضّلال في سُوريا ولبنان والأردن وغَيرِ ذلكَ. قال صلى الله عليه وسلم: “المُتَمَسّكُ بسُنَّتِي عِندَ فَسَادِ أُمَّتِي لهُ أَجرُ شَهِيد” مَعنى سُنّةِ الرّسول مَا جاءَ بهِ مِنَ الشّريعَةِ العَقِيدَةِ والأحكام، أمّا العقيدةُ فَهيَ أسَاسُ الدّين، لا يَكُونُ الشّخصُ مُسلِمًا إلا إن صَحّت عَقِيدَتُه أي عَرَفَ اللهَ كَمَا يَلِيقُ بهِ وءامَنَ برَسُولِه محمّد هذَا سُنّةُ الرّسُول، ليسَ مَعنى سُنّةِ الرّسول النّوافِل، كَلِمَةُ سُنّةِ الرّسُول في كتُب الحديث إذا ذُكِرَت فمَعنَاها شَرِيعَته، ليسَ معناها النّوافِل نَوافِلُ الصّلَواتِ ونَفلِ الصّوم والإكثارِ مِنَ الذّكْر التّهلِيلِ وغَيرِ ذلكَ، إنّما سُنّةُ الرّسُولِ مَعنَاهَا شَرِيعَتُه، وصَدَقَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلم فإنّ الأُمّةَ فَسَدَت.
يُبَشّرُ الرّسولُ مَن يتَمسَّكُ بسُنَّتِه في ذلكَ الزّمَن الذي تَفسُد الأُمَّةُ فيهِ بأَجرِ شَهِيد، والشّهيدُ أَجرُه عندَ اللهِ عَظِيم. الشّهيدُ شَهيدُ المعركةِ الذي يُقتَلُ بالسِّلاح
اللهُ يَجعَلُ أَلمَ القَتلِ كأَلم القَرصَةِ ثم لما تَخرُج رُوحُه فَورًا رُوحُه تَصعَدُ إلى الجنّةِ لكن لا يَسكُن مَنزلَه الذي كَتَبَ اللهُ لهُ في الجنّةِ إنّما يَعِيشُ في هَواءِ الجَنّةِ في فَراغِها يَأكُل مِن ثِمارِ الجنّةِ ويَشرَبُ مِن شَرابِها ويَكُونُ الرُّوح في صُورَةِ طَيرٍ أَخضَرَ ومع هَذا الجسَد فيهِ أثَرُ الحيَاة، الأكلُ والشُّربُ الذي الرُّوحُ يَنالُه في الجنّةِ يَصِلُ أثَرُه إلى الجسَد الذي في القَبر، ولهُ فضَائلُ غَيرُ هَذا،
ففِي هَذا الزّمَن الذي يتَعلَّم عقِيدَةَ أَهلِ الحقّ ثم يُبَيّنُها للنّاس ويُدافِعُ عَنها إن استَطَاع أن يَرُدَّ على مَن يُحَرّفُ الدّينَ، يَرُدُّ علَيهِ والإكرَاهُ بقَلبِه. الذي يكُونُ على هَذه الحَالَةِ في هَذا الزّمَن لهُ أَجرُ شَهِيد على أيّ حَالَةٍ مَاتَ فلَهُ أَجرُ شَهِيد. الرّسُول عليه السّلام أَخبَر بأنّ أُمّتَه سَتَفسُدُ وأَخبَر أيضًا بأنّ أهلَ الشّام سيَفسُدُونَ ، الشّام سُوريّا ولبنَان والأردن وفِلَسطِين. الرّسُولُ أَخبَر بأنّ هَذه البِلادَ ستَفسُد فقال: “إذَا فَسَدَ أَهلُ الشّام فَلا خَيرَ فِيكُم” رواه ابنُ حِبّان وصَحّحَه ورَواه الحافظُ ابنُ عَسَاكر، مَعناهُ يَقِلُّ الخَيرُ بالنّسبَةِ إلى ما قَبْل في كُلّ الدُّنيا إذا ظَهَرَ الفَسَادُ في هَذه البِلاد يَعُمُّ الفَسَادُ في غَيرِها أيضًا، اليَوم مَكّة والمدينَة وهما أطْهَرُ بِلادِ اللهِ فِيهما الوَهّابيّة، اللهُ يَفعَلُ مَا يَشَاءُ. يُغَيّرُ مِن حَالٍ إلى حَالٍ، يُغَيّرُ مَا يَشَاءُ مِن خَلقِه مِن حَالٍ حَسَنٍ إلى حَالٍ قَبِيحٍ ومِن حَالٍ قَبِيحٍ إلى حَالٍ حَسَن، الآنَ بلادُ الشّام فيها فَسَادٌ كَبِيرٌ مِن جُملَتِها عَقائد كُفريّة الوهّابيّة انتَشَرُوا وحِزب الأخوان جماعَة سيّد قُطُب وحِزب التّحرير كُلّ فِيهِم كُفر وكذلكَ فِرَق أخرَى انتَشَرت، تُوجَدُ فِرقَةٌ في دِمَشقَ يُقَالَ لهم جمَاعَةُ أَمِين شَيخُو يَقُولُونَ مَشِيئَةُ العَبدِ تَسبِقُ مَشِيئَةَ اللهِ، يَقُولُونَ إنْ شَاءَ العَبدُ الخَيرَ اللهُ يَشَاءُ، مَشِيئَةُ اللهِ هيَ السّابقَةُ، اللهُ عَلِمَ في الأزَل أنّ فُلانًا يَكُونُ حَالُه كَذا يَنتَقِلُ مِن خَيرٍ إلى شَرّ وأنّ فُلانًا يَنتَقِلُ مِن شَرّ إلى خَيرٍ فيُختَمُ لهُ بالخَير. كُلُّ هَذا اللهُ عَلِمَه. عِلْمُ اللهِ لا يتَغَيّرُ ومَشِيئَةُ اللهِ لا تتَغَيّرُ، ليسَ عِلمُ اللهِ شَيئًا لهُ مَبدَأ، اللهُ عَلِمَ بكُلّ شَىءٍ يَكُونُ في الدُّنيا والآخِرَة إلى مَا لا نهايةَ لهُ بعِلمٍ واحِدٍ أزَليّ، عِلمُه الذي لا ابتداءَ لهُ شملَ كُلَّ شَىءٍ كُلّ مَا يَجري في الدُّنيا والآخِرَة اللهُ يَعلَمُ كُلَّ مَا يَجري جُملَةً وتَفصِيلا. عِلمُ اللهِ أزَليّ أبَديّ لا يتَغَيَّر ومَشِيئَتُه أزليّةٌ لا تتَغيّر، وهؤلاء جماعَةُ أمِين شَيخُو كفَرُوا وهُنا لهم وجُودٌ في بَيروت قُربَ مُستَشفى المقاصِد لهم زَاوِيَة هؤلاء كُفّار. ثم في بِلادِ الشّام مُنذُ تِسعِينَ سَنَة ظَهرَت فِرقَةٌ يُقَالُ لها الشّاذليّةُ اليَشرطيّة، هؤلاء كُفّارٌ يَقُولُونَ اللهُ دَاخِلٌ في كُلّ شَخصٍ مِن رَجُلٍ أو أُنثَى، في بَيروت كانت امرأةٌ لها ثَمانُونَ مُرِيدَة يَتْبَعنَها قَالَت مَرّةً للشّيخ مُصطَفى البَيطَار أنتَ اللهُ وهَذا الجِدَارُ الله، تَعني الجِدَارَ الذي هوَ يَستَنِدُ إليه، لما أخبَرني الشّيخ مصطَفى بأنّها قَالَت هَذا كتَبتُ لها وَرقةً قُلتُ لها إنْ قُلتِ ذلكَ فارجِعِي إلى الإسلام وإنْ كُنتِ لم تَقُولي فبَرّئي نَفسَكِ فلَمّا قَرَأت الوَرقَة خَافَت مِنَ الفَضِيحَةِ قَالَت أَعُوذُ باللهِ أنَا عَبدَةٌ لله، هؤلاء لهم وُجُودٌ لكن الحَمدُ للهِ جمَاعَتُنا انتَشَرُوا وحَذَّروا منهم فضَعُفوا كأنّهُ الآنَ لا وُجُودَ لهم، الذي يُحَذّرُ مِنَ الضّلالاتِ ومَاتَ كأنّهُ قُتِلَ في سَبِيلِ اللهِ ونَالَ الشّهادَةَ وهَذا أَجْرٌ عَظِيمٌ مَن نَالَهُ فهوَ مِنَ الفَائزِين، وأُوصِيكُنَّ أن تُبَيّنَّ الحَقَّ مِنَ الضّلال للنّاس والسَّبِيلُ إلى ذلكَ التَّعَلُّمُ مَن لا يتَعَلَّمُ كيفَ يُصلِحُ هَذا الفَسَادَ بالتَّعَلُّم يُصلِحُ الفَسَادَ، الحَمدُ للهِ أخوانُنا جمَاعَتُنا تَعَلَّمُوا العَقِيدَةَ والأحكامَ وعَلَّمُوها فخَفَّ كَثِيرُ مِنَ الكُفريّاتِ في لبنانَ وسُوريّا وغَيرِهما.