قال شيخنا رحمه الله ونفعنا به وأمدنا بأمداده
والسّبَبُ في هَذا أنّهم مَا أَتْقَنُوا عِلمَ التّوحِيد مَا عرَفُوا أنّ اللهَ مَوجُودٌ لا كالموجُوداتِ لا يجُوز عليهِ أن يكونَ حَجمًا لا يجوزُ عليه أن يكونَ متّصِفًا بصِفاتِ الحَجْم. فبَعضُهم يَعتَقد أنّ اللهَ مُستَقِرٌّ على العرش وبَعضُهُم اعتَقدَ أنّه يتَحَوّلُ مِن صِفَةٍ إلى صِفَةٍ فهؤلاءِ كُفّارٌ وإنْ لم يَعرفُوا كُفرَهُم، وكَم مِن أُنَاسٍ كَفَرُوا ولا يَعرِفُونَ أنّهم كفَرُوا فعَلَيكُم بالتّمَكُّن في عِلم التّوحِيدِ لِتُدَافِعُوا عن دِينِ اللهِ وتُصلِحُوا مَا أَفسَدَه كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ وأَكثَرُ هَذا الفَسَادِ مِنَ المنتَسِبِينَ إلى الطّريقَةِ الشّاذِلِيّةِ المنحَرِفَةِ، طُرُقُ أَهلِ اللهِ كُلُّها مَبنِيّةٌ على التّوحِيدِ وإخلاصِ العَملِ ثم مَعرفَة الكُفريّات بالحَذَر منها وبالتّحذِير منها ومَعرفَةِ حُكمِ الرّدّةِ لأنّ الرّدّةَ في هَذا الزّمَن كَثُرَت لإهمالِ النّاسِ تَعَلُّمَ عِلمِ الدّين، عِلمُ الدّينِ كَأنّهُ ليسَ لهُ شَأنٌ كَبِيرٌ عندَ أَكثَرِ النّاس أمّا عِلمُ الدُّنيا فَهُم يَعتَنُونَ بهِ ويُسَافِرُونَ لأجْلِه لِنَواحٍ بعِيدَةٍ ويَقضُونَ لأَجْلِه سنَواتٍ فإنّا للهِ وإنّا إليهِ راجِعُون.