قال شيخنا رحمه الله ونفعنا به وأمدنا بأمداده
وأهَمُّ الأشياءِ بالاهتِمَامِ بمكَافَحتِه في هذا العَصرِ هؤلاء الفِرَق فِرقَةِ الوَهّابيّة المشَبّهَة التي تُشَبّهُ اللهَ بخَلقِه وفِرقَةِ سَيّد قُطُب التي تَدّعِي أنّهم همُ المسلِمُونَ وأمّا مَن لم ينتَسِب إليهم كافرٌ حَلالٌ الدّم. هَاتانِ الفِرقَتانِ جمَعَت بَينَ الجَهلِ بالعَقِيدَةِ وبَينَ تَكفِيرِ المسلِمِينَ، أمّا القُطبِيّةُ فإنّ زَعِيمَهُم سَيّد قُطُب مَا عَرَفَ اللهَ فإنّ في تَفسِيره كَلِمَات تُبَيّنُ ذَلكَ مِنها قولُه اللهُ العَقلُ المدَبّرُ ومِنها قَولُه في تَفسِيرِ الآيَةِ: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} أنّ اللهَ في كُلّ مَكانٍ في كُلّ وَقتٍ مَعَ كُلّ أحَدٍ، جَعَلَ اللهَ يتَجَوّلُ مع العِبَادِ حَيثُ يتَجَوَّلُونَ، ثم استِحلَالُ قَتلِ مَن لَيسَ مُنتَسِبًا إليهِ أي أنّهُ يَستَحِلُّ قَتلَ مَن يَحكُم بغَيرِ القُرءانِ ولو في مَسئَلةٍ واحِدَةٍ وقَتلِ مَن يُعَايِشُه ولو لم يكنْ لهُ دخَلٌ في الحكم حتى المؤذّنِينَ عِندَه كُفّارٌ لأنّهم يُعَايِشُونَ هؤلاءِ الحُكّامَ الذينَ يَحكُمُونَ بغَيرِ القُرءان.