قال شيخنا رحمه الله ونفعنا به وأمدنا بأمداده
فواجِبٌ مَعرفَةُ كَيفِيّةِ الرّدّ على هؤلاء المشَبّهَةِ وعلى فِرقَةٍ ثَالثَةٍ وهم حِزبُ التّحرير يقولُونَ الإنسَانُ هوَ يَخلُق أفعَالَه الاختِياريّةَ ليسَ اللهُ يَخلُقُها هؤلاء كذّبوا قولَ الله تعالى: {اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَىءٍ} تعني الآيةُ أنّ الإنسانَ وأعمَالَه اللهُ يَخلقُها ليسَ أحدٌ غَيرُه يَخلُقُ ذلكَ. وهؤلاء تَكفي ءايةٌ قُرءانيّةٌ للرّدّ علَيهِم وذلكَ قَولُه تَعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِ العَالَمِينَ*لا شَرِيكَ لَهُ} الصّلاةُ عَمَلٌ اختِيَاريّ والنُّسُكُ أي مَا يُذبَحُ تَقَرُّبًا إلى الله، كالأضحِيَةِ والهدْي الذي يُذبَحُ في الحَجّ. الآيةُ نَصّتْ على أنّ هَذَين العَمَلَين مِن خَلقِ الله لَيسَا مِن خَلقِ غَيرِه لا شَرِيكَ لهُ في ذلكَ، مَعناهُ ليس العَبدُ يَنفَرِدُ بخَلق ذلك ولا يُشَاركُ اللهَ بخَلق ذلكَ بل اللهُ مُنفَرِدٌ بخَلق ذلك.