قال شيخنا رحمه الله ونفعنا به وأمدنا بأمداده
خَطَرٌ عظيمٌ هَذه الوَهّابيّةُ لأنّهم يُورِدُونَ الآياتِ التي ظَواهِرُها كمَا يَزعُمُونَ ويُورِدُونَ الأحاديثَ التي ظَواهِرُها كما يَزعُمُونَ فيَسْتَسلِمُ لهم مَن لَيسَ لهُ عِلمٌ فعَلَيكُم بالاجتِهَادِ في تَحصِيلِ الأدِلّةِ التي تَكسِرُونَ بها هؤلاء.
القُرءانُ الكَريمُ فيهِ ءايَةٌ مَن فَسّرَها على الظّاهِر يَكفُر أَبْشَعَ الكُفر. قالَ اللهُ تَعالى: {كُلُّ شَىءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} فمَن نَظَر إلى هَذه الكَلِمَةِ كُلُّ شَىءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ يَظُنُّ أنّ اللهَ تَعالى لهُ وَجْهٌ مُركَّبٌ على البَدنِ كمَا للإنسَانِ وغَيرِه مِن ذَوِي الأرواح فيَقُولُ الشّىءُ مَعنَاهُ الموجُودُ اللهُ مَوجُودٌ والعَالَم مَوجُودٌ فإذًا مَا سِوى اللهِ يَفنى ولا يَبقَى مِنهُ شَىءٌ، أي العالمُ يَفنى وأمّا اللهُ فيَفنى ولا يَبقَى مِنهُ إلا الوَجهُ وهَذا مَنشَؤه أنهم اعتَقَدُوا أنّ اللهَ جِسمٌ وأنّ لهُ وَجهًا جِسمًا، مِن هُنا هَلَكُوا وَكَفَرُوا أَبْشَعَ كُفرٍ.
كانَ في القُرُونِ الماضِيَةِ رَجُلٌ يُقَالُ لهُ بَيَانُ بنُ سَمعَان هوَ قالَ إنّ اللهَ يَفنى إلا الوَجْه، هؤلاءِ والوَهّابيّةُ حُكمُهُم واحدٌ، هؤلاءِ جعَلُوهُ جِسمًا والوَهّابيّةُ جَعَلُوه جِسمًا. كِلا الفَريقَينِ مُتّفِقَان على أنّ اللهَ جِسمٌ.
عُلَماءُ الإسلام أجمَعُوا على أنّ من اعتقد أنّ العَالمَ أزَليٌّ كَافرٌ والقرءانُ الكريم يَشهَدُ لذَلكَ،
محمّد علَوي المالِكي قالَ ابنُ تَيمِيَةَ يَقُولُ العالم أزليّ ومعَ ذلكَ لا أُكَفّرُه ثم زادَ كُفرًا صَارَ يَقُولُ الذي يَكفُرُ بلِسَانِه إذَا لم يَقصِد الانتِقَالَ إلى دِينٍ ءاخَرَ لا يَكفُر، ثم يَقُولُ ابنُ تَيمِيَةَ شَيخُ الإسلام ثم يَقُولُ محَمّدُ بنُ عبد الوَهّاب الإمام المجَدّد. هَذا يَكفِيْه كُفرًا فحَذّرُوا منه.
أهلُ مَكّةَ والمدينَةَ يحِبُّونَهُ لأنّهم عَلِمُوا أنّه يُدافِع عن المولِد فأَخَذَ شُهرَةً بهذا فأَحَبُّوهُ لا يَعرفُونَ مَاذَا عِندَه مِنَ الكُفر.