قول رسولِ الله: “وَهَزَم الأحزابَ وَحْدَه” ثَبَتَ حَديثًا فيمَا كانَ الرّسُولُ يقُولُه إذا رجَعَ مِن حَجّ أو غَزْو. كانَ يَقُولُ: “لا إلهَ إلا اللهُ وَحْدَه صَدَقَ وَعْدَهُ ونَصَرَ عَبْدَهُ وهَزَمَ الأحزَابَ وَحْدَه”رواه البخاري ومسلم وأحمد وغيرهم. هَذه الجُملَةُ وهَزمَ الأحزابَ وَحْدَه دَليلٌ على أنّ أفعَالَ العِبادِ الاختيَاريّةَ مَخلوقَةٌ للهِ ليسَت مَخلُوقَةً للعِبَاد، لأنّه بحَسَب الظّاهِر الصّحَابَةُ هَزَموا الكُفّارَ لكن هَذا الهَزْمَ بخَلقِ الله، فلَمّا كانَ بخَلقِ اللهِ وَحْدَه قالَ علَيهِ السّلام: “وهَزَم الأحزَابَ وَحْدَه” وهَذا يُبطِلُ عَقِيدَة المعتَزلَة وعقِيدَةَ حِزبِ التّحرير الذينَ اتّبَعُوهُم. حِزبُ التّحرير والمعتَزلة على قَولهم هَذا الهَزْمُ العِبادُ خَلَقُوه والرّسُولُ يَقول: “وهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَه” فكَلامُهُم مُنَاقِضٌ لكَلام الرّسُولِ وذَلكَ كُفْرٌ وإشرَاكٌ باللهِ لأنّهم أَثبَتُوا الخَالقِيّةَ لغَيرِ الله، لذلكَ لا يجوز أَكلُ ذَبائحِهِم ولا تَزوِيجُ المسلِمَةِ مِنهُم. الرّسُولُ قالَ: “وهَزَمَ الأحزابَ وَحْدَه” وعقِيدَةُ هؤلاء وهزَمَتِ الصّحَابَةُ الأحزابَ وحدَها. وهذَا كُفرٌ صَريحٌ.