قال شيخنا رحمه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنّ النّاسَ إذَا رأَوُا المُنكَرَ فلَم يُغَيّرُوهُ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بعِقَاب” معنى الحَديث أنّ السُّكُوتَ عن إنكَارِ المنكَر أي المحَرّمَات ولا سِيَّما الكُفر فلَم يُغَيّرُوه أي سَكَتُوا عن إنكَارِه مع القُدرَة أَوشَكَ أيْ قَريب أن يَعُمَّهُمُ اللهُ بعِقَاب، في الدُّنيا اللهُ يُعَاقِبُهُم يُنزِلُ علَيهِم العُقُوبَةَ قَبلَ الآخِرَة، مَعنى الحَديثِ يُعَذّبُهم بالمصَائِب والبَلايا وفي الآخِرَة يُعَذّبُهم بالنّار، في هَذا الزّمَن يَسكُتُونَ عن المشَايخ على الكُفر ولا يُغَيّرُون في هذه البِلاد خمسُ قُرَى يَقُولُونَ يا زُبَّ الله ويَفهَمونَ المعنى الزُّبُّ هوَ الذّكَر وبَعضُهُم يؤوّلُ لهم يقولونَ هَذا لَغوٌ مَعنَاه هذا كلامٌ تَافِهٌ لا يؤاخَذُ بهِ الشّخص. وهَذا اللّفظُ مَن شَكَّ في كُفْر قَائلِه يَكفُر. بَعضُ النّاسِ لِيُضْحِكُوا النّاسَ يَقُولُونَ الكُفرَ ولا يَعتَقِدُونَه إنّما مُرادُهم أن يُضحِكُوا الناسَ، الكُفرُ كُفرٌ إن كانَ في المزْح وإنْ كانَ في الجِدّ، هذه الخَمس قُرَى يُمكِنُ مُنذُ مِائةِ سَنة يقُولونَ هَذه الكَلِمَة شَابّ دَرَس عندَنا في بيروت هوَ مِن بُلُودَان لما تعَلَّمَ عِلمَ الدّين صَارَ يَقُولُ للنّاس هذَا الكَلامُ كُفرٌ، قالَ قُلتُ لامرَأةٍ كَبِيرَة هَذا كُفرٌ فقَالَت ألَيسَ لهُ ذلكَ الشّىء، تَعتَقِدُ بنَفسِها أنّها مُسلِمَة وهيَ كَافِرَة، المشَايخ هُنا يَسكُتُونَ عن قَولِ الحَقّ يَسمَعُونَ الكُفرَ فيَسكُتُونَ هَذا خَطَرٌ عَظِيم، أبو اليُسُر عَابِدِين مُفتي سُوريّا قَبلَ أحمَد كَفتَارُو ذَهَبتُ إلَيهِ مَرّةً فقُلتُ لهُ الوَهّابيّةُ يَعمَلُونَ حَركَةً في البَلَد مَطلُوبٌ أنْ يُقمَعُوا فقَال مَشَايِخُ البَلَد لا يُسَاعِدُونَني ليْ وَقْفَةٌ معَهُم يومَ القِيَامَة، هَذا حَالُهم بَل بَعضُهُم هوَ يَقُول الكُفرَ في كتَابِه أو على لِسَانِه، هذَا سَعِيد البُوطِي لهُ كتَاب يقُولُ فيهِ اللهُ عِلّةٌ وسَبَبٌ ومَنبَعٌ ووَاسِطَةٌ وحَقِيقَةُ الحَقائِق وعِلَّةُ العِلَل يُسّمّي اللهَ بالعِلَّة والعِلَّةُ في اللُّغَة المرَض، هوَ هَذا سَعِيد سمّى اللهَ عِلّةً باسْمِ المرَض ولا يُنكِرُونَ علَيهِ بل بَعضُ المعَاهِد تَأخُذ كِتَابهُ هَذا ليَأخُذُوا مِنهُ أَشيَاءَ، كَيفَ يُسَمّي ربَّ العالمينَ عِلّةً وهوَ لا يُسَمّي ابنَهُ علّة هَذا كُفرٌ، وغَيرُه أيضًا رَجَب دِيب كَافر يَبُثُّ الكُفرَ في لُبنَان أيّامَ الحَرْب قالَ في مَسجِدٍ وحَولَه نَحوُ مِائَتي شَخص من الغَوغَاء مِنَ الجُهّال ظَنُّوه عَالما لأنّه يتَصَنَّعُ قالَ نَحنُ أنبِيَاءُ مُصَغَّرُون بعضُ الذينَ حَولَه كتَب في دَفتَره رجَب دِيب نَبيّ صَغِير وسيَكُون نَبيّا كَبِيرا مِثل محَمَّد إلى هذا الحَدّ أَفسَدَ هَذا الكافر، ومَشَايِخ البَلَدِ يَسكُتُونَ علَيهِ، الآنَ في هذه البَلد يُدَرّس في خمسَة مسَاجِد، حَالُ أهلِ البَلَد عَاقِبَتُهم وَخِيمَةٌ في المذاهِبُ الأربعَةُ مَن تَكَلَّم بكلِمَةٍ ضِدَّ الدّين إنْ كانَ يَفهَمُ مَعنَاها وكانَ نَطَقَ بإرادَةٍ ليسَ سَبْقَ لِسَان كَفَرَ إنْ كانَ جَادّا وإنْ كانَ مَازِحًا ولو كانَ لا يَعلَمُ أنّ هَذا كُفر. كثِيرٌ مِنَ النّاس يكفُرون ولا يَشعُرُونَ أنّهم كَفَرُوا ليسَ شَرطًا أن يَعرِف أنّه كفَرَ، أمّا الكَلِمَةُ التي لها مَعنَيَان أحَدُهما كُفرٌ والآخَرُ لَيسَ كُفرًا الذي يَقُولُ إنّه أرَادَ المعنى الذي هوَ كُفرٌ كَفَرَ وإنْ أرَادَ غَيرَ المعنى الكُفريّ لا يَكفُر. كهذِه الكَلِمَةِ اللهُ في كُلّ مَكَان مَن فَهِم مِنها أنّ اللهَ بذَاتِه في كُلّ مَكَانٍ أنّه حَالّ في الشّرْق والغَرْب والشَّمَال والجَنُوب كَفَر. أمّا إنْ كانَ يَفهَمُ أنّ اللهَ مُسَيطِرٌ على كُلّ شَىءٍ هوَ يُصَرّفُ العَالَم كيفَ يشَاءُ قَاهِرٌ كُلَّ شَىءٍ لا يَكفُر لكنّها حَرام. وهَكَذا كَلِمَاتٌ أُخرَى تُوجَدُ مِثلَ هَذه، لُغَةُ العَرب واسِعَة، كَلِمَةُ النّبيّ في لُغَةِ العَرب لها مَعنَيَان أحَدُهما الرّسُولُ الذي أرسَلَه اللهُ والثّاني الأرضُ المحدَودِبَةُ هَذه يُقَالُ لها نَبيّ فلَو قالَ شَخصٌ الصّلاةُ على النّبيّ مَكرُوهَة إنْ أرادَ بهِ الأرضَ المحدَودِبَة لا يَكفُر لأنّها تَمنَعُ الخُشُوع،َ الذي يصَلّي في مَكانٍ ليسَ مُستَوِيًا قَلبُه لا يَخشَعُ إذَا سَجَدَ، أمّا الذي يَفهَمُ مِنها الرّسُول إذَا قالَ الصّلاةُ على النّبيّ مَكرُوهَة كَفَرَ، أمّا هؤلاء الذينَ يقُولُونَ يا زُبَّ الله لا يَفهَمُ مِنها إلا مَعنًى واحِدا وهوَ الذّكَر هؤلاء كفَرُوا حتى الذي يَعتَقِدُ أنّ اللهَ لا يُشبِهُ شَيئًا إنْ قالَ هَذا كَفَرَ.