قال شيخنا رحمه ثم بَعضُ النّاس ممّن يَدّعُونَ العِلمَ خَالَفُوا عُلَماءَ المذَاهِب الأربعَة فقَالوا الذي يتَكَلَّمُ بكَلِمَةِ كُفرٍ أو يَفعَلُ فِعلَ كُفرٍ لا يُحكَمُ علَيهِ بالكُفر إلا أنْ يَكُونَ مُعتَقِدًا بقَلبِه مَعنى ذلكَ الكَلام وقَاصِدا الخُروج مِنَ الإسلام عندَئذ يَكفُر أمّا إذا لم يَقصِد الخرُوجَ مِنَ الإسلام مَهمَا قالَ مِن كلام الكُفر لا يَكفُر لو سَبَّ اللهَ أو الأنبياءَ أو الملائكةَ، هؤلاء لَعَنَهُمُ اللهُ كَفَرُوا ومعَ كُفرِهم لأنفُسِهم كأَنّهم يَدْعُونَ النّاسَ لسَبّ اللهِ والرّسُول……..
هؤلاء اثنانِ مِنهُم مَاتَا أحَدُهما سَيّد سَابق الذي كانَ يُدَرّس في مَكّةَ المكرّمَة لهُ كتَابٌ اسمُه فِقه السُّنّة يَذكُر فيهِ ذلكَ، هَذا ماتَ مُنذُ سنتَينِ لعَنَه اللهُ لكن كِتَابُه هَذا مَوجُودٌ بينَ النّاس، وءاخَرُ مِصريّ يُقَالُ لهُ حسَن الهُضَيْبي عمِلَ كِتَابًا سَمّاه نَحنُ دُعَاةٌ لا قُضَاةٌ قالَ فيهِ مِثلَ هَذا وءاخَرُ في لُبنَان يُقَالُ لهُ حَسَن قَاطِرجي وهّابي يتَقَاضَى في السّفَارة السَّعُوديّة كُلَّ شَهر خَمسَة ءآلاف دُولار تخَرّج مِن عندِهم ثم جَاءَ إلى بَيرُوت اعتَبَرُوه دَاعِيًا إلى دَعوَتِهم قَويّا. الرّابع في جُدَّة يُقَالُ لهُ عُمَر عبدُ الله كَامِل وءاخَرُ اسمهُ محمّد علَوي المالِكي مِن أَهلِ مَكّة أَبُوه كانَ عالما تَقِيّا هَذا ابنُه هَذا يَحمِلُ اسمَ الدّكتُوراه قالَ مِثلَ مَا قالَ هؤلاء المسلِم إذا تكَلَّم بكَلام الكُفر لا يَكفُر إلا أن يَقصِدَ ويَنويَ ويَعتَقِدَ نَفسَه خَارجًا إلى دِينٍ ءاخَر احذَرُوا هؤلاء. مَن يتَكَلَّم بالكفر لو لم يَعلَم أنّه كَفَر بسَبَب هَذه الكَلِمَة هوَ في حُكم الشّرْع كَفَر، هَذا الصّحِيح الذي في المذاهِب الأربعَة، أمّا هؤلاء حَرّفُوا دِينَ الله، مِن كَثرَة الجَهْل هَذا سَيّد سَابِق سَكَنَ مَكّةَ كتَابُه هَذا صَارُوا يَستَعمِلُونَه بَعض أهلِ مَكّةَ وهوَ كانَ مُدَرّسًا في مَكّةَ لا تَغتَرّوا بالمظَاهِر. مِثلُ رجَب دِيب هذا الذي يَراه يقولُ هَذا شَيخٌ نِحرير، الذي يَنظُرُ إلى مَظهَرِه يَغتَرُّ بهِ إن لم يكن متَعَلّمًا. وَهُنَا لَهُ أَتْبَاعٌ يَعتَقِدُونَه مَرّةً اجتَمَعنا بشَبَابٍ مِن أهلِ الشّام قَبلَ سَبْع سِنِينَ في بَيت الدّكتُور وَلِيد كُنّا ذَكَرْنا رجَب دِيب قالَ هَذا الشّابّ أنَا كُنتُ أَدفَعُ لهُ كُلَّ شَهر خمسِينَ ليرة هوَ مِن عَادَتِه أنّه يُدَفِّع مُريدِيه مِن هنا غَنيّ قالَ قالَ لنَا مَرّةً إذَا جَاءكم مُنكَرٌ ونَكِير في القَبر فقُولوا نحنُ مِن جمَاعَةِ رَجَب، هذا مَا قَالَه أحَدٌ قَبلَه إلا هذَا الزّنْدِيق الكَافِر. وقالَ أشَدّ مِن هذا قالَ نَحنُ أنبِياء مصَغَّرُون. الخَلاص مِن هَذا بتَعَلُّم عِلم الدّين الذي كانَ علَيه عُلَماءُ المسلِمين مِن صَدْر الإسلام إلى الآنَ أمّا هؤلاء الذينَ يَأتُونَ بدِينٍ جَديدٍ كالوهّابيّة احْذَرُوهم هؤلاء ظَهَروا مِن مِائَتي سَنة وحِزب التّحرير مِن ستّين سَنة تَقريبا. وحِزب سيّد قطُب مِن سَبعِين سنَة تَقريبا هذه الثّلاثَة أَدْيَان جَدِيدَة، علَيكُم بعِلم أهلِ السُّنّة الذي كانَ علَيه الصّحَابة والسُّلطَان صَلاح الدين الأيّوبي الذي قَرّر في زَمانِه تَدرِيس العَقِيدَةِ للصّغَار والكِبَار. فيها أنّ اللهَ مَوجُودٌ بلا مَكَان كانَ قَبلَ المكان بلا مَكَانٍ وهوَ الآنَ بلا مَكانٍ وفيها أنّ كَلامَ اللهِ الذي هوَ مُتَكَلّمٌ بهِ لَيسَ حَرفًا ولا صَوتًا، الْزَمُوا طَريقَ أولئك ولا يَغُرّنَّكُم المحَرّفُونَ مَن لم يتَعلَّم يقَعُ مع هؤلاءِ أو هؤلاء أو هؤلاءِ، عِلمُ أَهلِ السُّنّة حِصنٌ