قال الشيخ: بعضُ العلَماء فَسّروا: {وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَىءٍ حَيٍّ} جعَلوا أل العَهديّةَ والمقصودُ بالماء المنيّ هَذا يَنتَقِضُ بأنّ الملائكةَ مِن جُملَة الأحيَاء ولم تُخلَق مِن المنيّ، فإذَا قِيلَ هَذا يُوهِمُ أنّ الجمَاداتِ لم تُخلَق مِن الماء فالجوابُ أنْ يُقَالَ إنّ هَذا مِن بابِ الاكتفاء اقتَصَر على ذِكْر الحيّ لكونِه أفضَلَ وأشرَف مِنَ الجَماد والجمَادُ نَقِيضُ الحيّ هَذا الاكتفَاء كما في قولِه تَعالى بيَدِك الخَير هَذا مِن بابِ الاكتفَاء اكتفَى بذِكْر الخَير لِشَرفِه أي والشَّر، هذه الآية: {تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} هذه الآيةُ تُقَوّي معنى هذه الآية، الجنُّ أَصلُهُم الأوّل مِن الماء ولهم مَنيّ.