قال مؤلف العقيدة المرشدة رحمه الله: “له المُلك”. في الصلاة نقرأ “مالك يوم الدين” أو “ملك يوم الدين”. القرآن له عشر قراءات كلها متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كلها قرأ بها رسول الله وهي سنة متبعة ليست بالرأي. الرسول قرأ مالك يوم الدين وقرأ ملك يوم الدين. مالك بالمدّ حركتين بعد الميم، هذه قراءة غالب المشارقة في أيامنا اتباعاً لقراءة حفص عن عاصم وهي قراءة الكسائي كذلك وعنه أيضاَ قرأ “ملك” بلا مدّ، وهي (أي “ملك يوم الدين” من غير مدّ ملك) قراءة عدد من القراء الكبار، وهي قراءة المغاربة في أيامنا لأن منهم من هو على قراءة نافع براويه ورش كما في المغرب، وآخرون برواية قالون عن نافع كما في تونس. والقراءتان (مالك وملك) ثابتتان متواترتان عن النبيّ صلى الله عليه وسلم يجوز ويصحّ القراءة بهما في الصلاة وخارجها. فالله هو مالك المُلك أي هو ذو السلطان التام الذي لا ينازعه فيه منازع. المُلك المخلوق يزول وينتهي، أما مُلك الله تعالى فلا يزول. المُلك صفة أزلية أبدية لله تعالى، والمملوك مُحدَث مخلوق وهو كل ما سـوى الله تعالى. وقول الله تعالى: ”الرحمن على العرش استوى” معناه أن مالك العرش وقاهره هو الله تعالى. ويُستدل بالآية على أن الله وهو قاهر العرش أكبر المخلوقات، هو سبحانه القاهر لما دون العرش من باب أولى. إذا قيل استوى معناه قهر واستولى فلا بأس في ذلك لغة ولا شرعاً، نص على ذلك كثير من اللغويين في كتبهم منهم ابن الحاجب والراغب والزبيدي والسبكي وغيرهم. هو الله تعالى وصف نفسه بأنه غالب على أمره، أي أن مراده تعالى نافذ في مخلوقاته، وكلام الله تعالى هو المقدّم، فوصفُ الله بالقهر والغلبة والاستيلاء ثابت لغة وشرعاً لا محذور فيه.
آية كريمة: “إن الدين عند الله الاسلام” (آل عمران، 19).