عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ فِي الظَّاهِرِ، فَإِذَا دَخَلْتَ وَجَدْتَهُ مُوَنَّقًا، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ كَالْقَبْرِ الْمُشْرِقِ الْمُجَصَّصِ، يُعْجَبُ مَنْ رَآهُ، وَجَوْفُهُ مُمْتَلِئٌ نُتْنًا”. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ.
إنَّ مَن تأمَّل هذا الخبرَ قطعَ بأنه مصيبٌ في تمثيله؛ فالمؤمنُ شأنُهُ دائمًا أنَّه مُبتَلًى في دُنياه، في ماله وولده وأهله، والأمرُ له خيرٌ، فإنَّ له الأجرَ الجزيلَ على صبره، وأنَّ المسلمَ إذا أصابته سراءُ شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبرَ فكان خيرًا له، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم مُبيِّنًا أنَّ الدنيا دارُ عملٍ وضيقٍ، “الدنيا سجنُ المؤمنِ وجنَّة الكافر”، رواه مسلم.
معناه أنَّ المؤمنَ مسجونٌ، ممنوعٌ في الدنيا منَ الشهوات المُحرَّمة، مُكلَّفٌ بفعل الطاعات، لكنه إذا مات استراح من هذا وانقلب إلى ما أعدَّهُ اللهُ تعالى من النعيم الدائم والراحة الخالصة من المُنغِّصات.
وأما الكافر فإنه إذا مات صار إلى العذاب في القبر وفي الآخرة له العذاب المقيم الدائم الذي لا انقطاع له في جهنم وبئس المصير. فعلى المؤمن أن يثبُتَ على إيمانه ويسلك دربَ التُّقى حتى يلقى السعادة في جنةٍ عرضُها السمواتُ والأرضُ. وعلى الكافر أن يتركَ كُفرَه ويسلُكَ دربَ الإيمان؛ ففيه النجاةُ من العذاب المقيم الدائم.